الحمية الغذائية الخاطئة هي تلك الحميات الغذائية التي تَعِد بالحلول السحرية لإنقاص الوزن الزائد خلال فترة خيالية، مما يتسبب في نقص معادن وعناصر غذائية مهمة، وفي أذيّة صحة الشخص الجسدية والنفسية.
لماذا يلجأ البعض للحميات الغذائية؟
يعاني كثيرون من زيادة الوزن مما يسبب لهم العديد من المشكلات الصحية، وكذلك النفسية أثناء التعامل مع الناس، ويقلل ذلك من ثقتهم بأنفسهم، لذلك يلجأ البعض منهم إلى اتباع حمية غذائية صارمة للحد من الشعور بالإحراج أو للحفاظ على صحتهم، ولكن لا ينتبهون أنه في أثناء ذلك من الممكن أنهم يضروا بصحتهم أكثر من تحقيق الفائدة، وذلك عن طريق اتباع الحمية الغذائية الخاطئة التي تؤثر بالسلب على صحتهم وقدرتهم البدنية، ولكن ما هي أضرار الحمية الغذائية الخاطئة؟ وكيف يمكن اتباع النظام الغذائي الصحي للحد من تلك الأضرار؟ هذا ما سنتناوله في المقال.
ما الحمية الغذائية؟
الحمية هي اتباع نظام غذائي معين يعمل على تقييد الأطعمة والأشربة لتقليل عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها الشخص بهدف إنقاص الوزن، ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي خاطئ إلى تغييرات غير صحية في الجسم، منها التغيرات الهرمونية، وانخفاض كثافة العظام، وانخفاض طاقة الجسم، وغيرها من أضرار الحمية الغذائية الخاطئة؛ لذا يتوجب استشارة الطبيب المختص في التغذية لتحديد النظام الغذائي لكل فرد بناءً على احتياجات جسمه وتكوينه.
نصائح للحفاظ على نظام غذائي صحي
توجد بعض النصائح التي تساعد على الحفاظ على نظام صحي دون المساس بجسم الإنسان، ومن تلك النصائح ما يلي:
- يُنصح بتناول ما لا يقل عن 400 جرام يوميًا من الفواكه والخضروات للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض، كما يساعد أيضًا تناول كمية كافية من حاجة الجسم من الألياف الغذائية، ويُنصح أيضًا بتناولها كوجبات خفيفة، وفي وجبات الطعام الرئيسية.
- تقليل الدهون إلى أقل من 30% يساعد على منع زيادة الوزن غير الصحية، وينبغي تقليل الدهون المشبعة إلى أقل من 10% من إجمالي استهلاك الطاقة، والدهون المتحولة الصناعية إلى أقل من 1%، كما يجب استبدالهما بالدهون الصحية غير المشبعة، ويمكن تقليل تناول الدهون غير الصحية عن طريق:
- استبدال قلي الطعام عند الطهو بغيره من الطرق الصحية.
- استبدال الزبد أو السمن بالزيوت الغنية بالدهون غير المشبعة، كفول الصويا والذرة وزيوت دوار الشمس.
- تناول اللحوم الخالية من الدهون، منتجات الألبان الخالية الدسم.
- تقليل استهلاك الأطعمة المخبوزة، والوجبات الخفيفة، وكذلك الأطعمة المعبأة مسبقا لاحتوائها على دهون متحولة صناعية.
3. تقليل استهلاك الملح في الطعام والذي يزيد في الأطعمة المصنعة مثل اللحوم والوجبات الجاهزة، مما يزيد من تناول كميات كبيرة من الصوديوم، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم، لذلك يجب تقليله إلى حوالي 5 جرامات يوميًا للحد من الأضرار، وهي النسبة الموصى بها، ويمكن ذلك عن طريق:
- الحد من تناول كمية الملح والتوابل الغنية بالصوديوم، وكذلك الوجبات الخفيفة.
- التحقق من قراءة المعلومات الغذائية للمنتجات لمعرفة كمية الصوديوم بها قبل استهلاكها أو شرائها.
- تناول كميات كافية من البوتاسيوم عن طريق تناول الفاكهة والخضروات، والتي بدورها تقلل من الآثار السلبية للصوديوم.
4. تناول السكريات إلى أقل من 10% من إجمالي استهلاك الطاقة؛ لما لها من أضرار كزيادة الوزن غير الصحي، كما تؤدي زيادة نسبته في الدايت إلى أضرار الحمية الغذائية الخاطئة، ويمكن تقليله عن طريق:
- الحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، كالمشروبات الغازية، والعصائر المعلبة، ومشروبات الطاقة.
- تناول الفاكهة والخضروات الطازجة بدلًا من الوجبات الخفيفة السكرية.
ما هي أضرار الحمية الغذائية الخاطئة على الصحة الجسدية؟
ينظر البعض إلى الحمية على أنها وسيلة لفقدان الوزن وتحسين الصحة، ولكن على الرغم من ذلك فقد يعاني الشخص من أضرار الحمية الغذائية الخاطئة، فلها العديد من المخاطر التي تتراوح شدتها بين البسيطة إلى الشديدة، مما قد يؤثر على صحة الجسم بشكل عام، ومن أمثلة أضرار الحمية الغذائية الخاطئة على الجسد ما يلي:
- انخفاض معدل التمثيل الغذائي عن طريق التكوين الحراري التكيفي، مما يجعل من الصعب إنقاص الوزن، ويسهّل من استعادته.
- انخفاض نسبة هرمون اللبتين المسؤول عن الشعور بالشبع، وزيادة هرمون الجريلين المسؤول عن الإحساس بالجوع، مما يقلل الشعور بالشبع، ويزيد من الشعور بالجوع.
- تساقط الشعر: من أضرار نظام الدايت الخاطئ، إذ يؤدي ذلك إلى نقص العناصر الغذائية التي تصل إلى بصيلات الشعر.
- يرتبط اتباع دورات متعددة من النظام الغذائي الضار أيضًا بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان بطانة الرحم، وحصيات المرارة ومرض السكري، وكذلك الشعور بالحالة المزاجية السيئة التي تصل لحد الاكتئاب.
- انخفاض أداء الجهاز المناعي: إذ يعد من أضرار الحمية الغذائية الخاطئة أيضًا نتيجة لنقص العناصر الغذائية المهمة في الجسم، وكذلك الحالة النفسية، والتوتر الناتج عن اتباع الدايت الخاطئ يعرّض المناعة للخطر، ويجعل الفرد عرضة للأمراض.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: ويظهر على شكل انتفاخات أو إسهال، أو في صورة متلازمة القولون العصبي كنتيجة للضغوط المرتبطة بأضرار الحمية الغذائية الخاطئة.
- اضطرابات في النوم: فيمكن أن يؤثر الجوع والتوتر على جودة النوم.
- انخفاض الكتلة العضلية، وكذلك انخفاض القدرة على التحمل، أو القيام بمجهود مما يؤثر على النشاط البدني كصورة من أضرار نظام الدايت الخاطئ.
- اضطرابات واختلالات هرمونية: مثل اضطرابات الدورة الشهرية على فترات غير منتظمة، أو حتى انقطاع الطمث، أو الاضطراب الذي يؤثر على الرغبة الجنسية التي قد تصل إلى مشكلات في الخصوبة.
- حدوث الجفاف واختلال التوازن في الإلكتروليتات نتيجة استخدام الملينات ومدرات البول كأضرار نظام الدايت الخاطئ، مما ينتج عنها أعراض مثل التعب، وتقلصات العضلات، أو غيرها من الأضرار الأخرى.
ما هي أضرار الحمية الغذائية الخاطئة على الصحة النفسية؟
لا تتوقف أضرار نظام الحمية الغذائية الخاطئة عن المساس بصحة الفرد الجسدية فقط، بل تشمل أيضًا نفسيته والحالة المزاجية، ومن أمثلة أضرار الحمية الغذائية الخاطئة على الصحة النفسية ما يلي:
- زيادة التوتر والتقلبات المزاجية.
- انخفاض الوظائف المعرفية.
- الشعور بالخوف الدائم من الزيادة في الوزن وفشل النظام الغذائي.
- صعوبة التركيز وعدم الرضا عن شكل الجسم.
- زيادة العزلة والانسحاب وعدم المشاركة في التجمعات.
- الشعور بالذنب وعدم الراحة عند الأكل.
- فقدان السيطرة على الطعام.
ماذا يعني الصيام المتقطع؟ وهل يضر بصحة الإنسان؟
الصيام المتقطع هو الامتناع عن فترات الطعام حوالي 16 ساعة يوميًا، ولكن لا يوجد جدول زمني محدد له، ويعمل على خفض نسبة السكر في الدم، وتقليل الالتهاب، وتحسين التمثيل الغذائي، وإزالة السموم من الخلايا التالفة من الجسم. وقد حقق نجاحًا لدى الكثير من الأشخاص، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل التفكير في البدء بهذا النظام، إذ توجد له أضرار على النساء الحوامل، أو المرضعات، وكذلك مَن هم دون سن 18 عامًا، والأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول، فقد يؤثر انخفاض مستوى السكر بالدم عليهم، وكذلك من لديهم اضطرابات في المعدة أو الطعام.
علامات تدل على أنك تتبع الحمية الغذائية الخاطئة
هناك بعض العلامات التي تشير إلى اتباع الحمية الغذائية الخاطئة أو غير المناسبة، ومنها:
- عدم ملاحظة فقدان الوزن، مما يشير إلى تناول أطعمة لا تساعد على الحرق، أو أن النظام الغذائي غير مناسب.
- الشعور بالتعب والإرهاق الزائد.
- الشعور برائحة الفم الكريهة نتيجة لعدم تناول ما يكفي من الجلوكوز لطاقة الجسم.
- اضطرابات بالهضم والشعور الدائم بالجوع.
ما هي فوائد الحمية الصحية على جسم الإنسان؟
اتباع النظام الغذائي الصحي له العديد من الفوائد لجسم الإنسان نتيجة لتجنب الأطعمة الغذائية غير الصحية، وتجنب زيادة الوزن والسمنة التي لها العديد من المخاطر منها:
- خطر الإصابة بأمراض القلب، وزيادة ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض الأوعية الدموية.
- مرض الكبد الدهني الذي ينتج عن زيادة معدلات الدهون بالجسم، والتي تتجه إلى الكبد لتخزينها، مما قد يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد.
- أمراض الكلى المزمنة، والإصابة بحصيات المرارة نتيجة ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، مما يترتب عليه زيادة تكوين حصيات المرارة.
- لذا يلجأ العديد من الناس للتخلص من السمنة باتباع النظام الغذائي السليم الذي يقي من الأمراض السابقة والتي تتضمن أيضًا أمراض الربو، وتوقف التنفس أثناء النوم، وكذلك هشاشة العظام، وآلام الظهر، والنقرس.
