اللحوم الحمراء المصنعة هي تلك اللحوم التي أجري عليها تعديلات عن طريق التمليح أو المعالجة أو التخمير أو حتى التدخين وغيرها من العمليات، بهدف تحسين مذاقها وتعزيز مدة حفظها. ومن الأمثلة على هذه اللحوم: النقانق، ولحم الخنزير المصنع، والسجق، ولحم البقر المحفوظ واللحم المجفف.
لكن، أظهرت دراسة جديدة أجريت على 130 ألف متخصص من قطاع الرعاية الصحية، أن تناول حصتين أسبوعيًا من اللحوم الحمراء المصنعة وعلى مدى عقود من الزمن يزيد من احتمالات الإصابة بالخرف.
الدراسة: تناول اللحوم الحمراء المصنعة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف
شملت الدراسة 87424 ممرضة ضمن القطاع الصحي تم متابعتهن من عام 1980 إلى عام 2023، و46347 رجلاً من المهنيين الصحيين أيضًا تمت متابعتهم من عام 1986 إلى عام 2023، أي كانت النتائج على مدى 43 عاماً تقريبا، وكان المشاركون في الدراسة:
- يتناولون ربع حصة يومية على الأقل من اللحوم الحمراء المصنعة، أي ما يعادل حصتين أسبوعياً تقريباً.
- علما أن حصة واحدة من اللحوم الحمراء المصنعة تعادل شريحتين من لحم الخنزير المقدد، أو قطعة هوت دوج، أو أونصتين من النقانق، أو السلامي، أو البولونيا، أو الأطعمة المماثلة.
وقام الباحثون بتقييم عاداتهم الغذائية والإصابة بالخرف بشكل استباقي، سواء كان الخرف مبلغًا عنه من المشارك أو من سجل الوفيات الناجمة عن الخرف، وتم تحديد درجات الإدراك والذاكرة الشاملة من خلال المقابلة الهاتفية واختبارات أخرى.
وتبين في نهاية الدراسة أنهم كانوا أكثر عرضة:
- للإصابة بالخرف بنسبة 14% مقارنة بمن تناولوا أقل من نصف ذلك.
- كل حصة يومية إضافية من اللحوم الحمراء المصنعة مرتبطة بزيادة ما يقارب 1.61 سنة إضافية من الشيخوخة المعرفية في الإدراك، و1.69 سنة في الذاكرة اللفظية.
- استبدال حصة يومية من اللحوم الحمراء المصنعة بحصة يومية من المكسرات أو البقوليات كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20%، وانخفاض 1.37 سنة من الشيخوخة المعرفية في الإدراك العالمي، وتضمنت حصة من المكسرات أو البقوليات ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني، أو ما يقارب 30 غرامًا من المكسرات، أو ربع لتر من حليب الصويا.
هل ينطبق هذا على اللحوم الحمراء غير المصنعة؟
لم تظهر أي علاقة مهمة بين تناول اللحوم الحمراء غير المصنعة، مثل الهامبرجر أو شرائح اللحم، وبين الإصابة بالخرف. ومع ذلك، فإن تناول حصة واحدة أو أكثر يوميًا من اللحوم الحمراء غير المصنعة كان مرتبطًا بزيادة بنسبة 16% في التدهور المعرفي الذاتي، مقارنة بتناول أقل من نصف حصة يوميًا.
اللحوم الحمراء المصنعة ترتبط بمخاطر أخرى
لقد ثبت أيضًا أن اللحوم الحمراء المصنعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكري، وأنها قد تؤثر على الدماغ لأنها تحتوي على مستويات عالية من النتريت والصوديوم. وأفادت الأبحاث السابقة أن الأطعمة الصحية للقلب مثل زيت الزيتون كانت مرتبطة بانخفاض احتمالات الوفاة بسبب الخرف.
كما أظهرت البيانات أن الأطعمة الفائقة المعالجة كانت مرتبطة بارتفاع معدل الإصابة بالخرف، وأن استبدال هذه الأطعمة بخيارات أكثر صحة يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
هل من قيود لهذه الدراسة؟
من بين قيود هذه الدراسة أنها دراسة سببية، بمعنى أنها تستنتج أن تناول هذا القدر من اللحوم المصنعة قد يسبب الخرف، أي تم التركيز فقط على جوانب معينة من النظام الغذائي، ولم يتم تسليط الضوء أو معرفة النظام الغذائي للمشاركين بصورة كاملة، أو قد تكون هناك عوامل خطورة أخرى ولم يتم تحديدها.
المصدر: