صحــــتك

هل تؤثر العوامل الوراثية على فوائد النظام الغذائي النباتي ؟

النظام الغذائي النباتي

أصبح النظام الغذائي النباتي في السنوات الأخيرة خيارًا صحيًا يحظى بشعبية متزايدة حول العالم نظرًا لفوائده الصحية المتعددة، يعتمد هذا النظام على تناول الأطعمة النباتية كالخضراوات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب، والمكسرات، مع استبعاد المنتجات الحيوانية. تشير العديد من الدراسات إلى أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وبالإضافة إلى ذلك، قد يساهم في فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي.

فوائد النظام الغذائي النباتي تختلف من شخص لآخر

أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية أن العوامل الوراثية أو الجينات تلعب دورًا مهمًا في تحديد ما إذا كان النظام الغذائي النباتي مناسبًا للشخص أم لا، فما يناسب شخصًا ما قد لا يناسب شخصًا آخر. نُشرت هذه الدراسة في مجلة PLOS Genetics العلمية المتخصصة بعلم الوراثة في 11 تموز/يوليو 2024.

يؤدي اتباع النظام الغذائي النباتي بالنسبة للكثيرين إلى فوائد صحية، مثل خفض الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، ولكن أكد الباحثون أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون لهذا النظام الغذائي الخاص تكلفة صحية.

تأثير الوراثة على فوائد النظام الغذائي النباتي

بحثت الدراسة في كيفية تأثير الاختلافات الجينية (الوراثية) على استجابة الشخص للعناصر الغذائية والأمراض المحتملة المرتبطة بالنظام الغذائي. وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور مايكل فرانسيس، أن هذه الدراسة توفر قاعدة معرفية قوية لتحسين النتائج الصحية العامة من خلال التغذية.

 كان الدكتور فرانسيس نباتيًا لمدة سبع سنوات طوال فترة مراهقته وعشرينياته، وعلى الرغم من أنه يأكل اللحوم الآن، فإنه ذكَر أن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعته لدراسة علم الوراثة الغذائية، وقال: "نحن نبني أساسًا علميًا للتغذية الشخصية يهدف إلى تحسين صحة الإنسان على مستوى الفرد بدلًا من توصيات غذائية مُوحّدة لجميع الأشخاص".

دراسة تأثير الوراثة على استجابة الجسم للنظام الغذائي النباتي

حلَّل الباحثون بيانات أكثر من 150000 مشارك، وحدَّدوا 2300 شخص اتبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا لتحديد كيف تؤثر الوراثة على الفوائد الصحية لهذه الحمية الغذائية، ووجدوا أن معظم النباتيين لديهم مستويات كوليسترول أقل، بما في ذلك الكوليسترول الكلي، والبروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL) ويُسمّى الكوليسترول السيئ، والبروتين الدهني المرتفع الكثافة (HDL)، ويسمّى أيضًا الكوليسترول الجيد، ما قد يكون مفيدًا لصحة القلب.

كما كان لدى النباتيين مستويات أقل من الفيتامين د ومستويات أعلى من الدهون الثلاثية مقارنة بغير النباتيين. يعد الفيتامين د مهمًا لصحة العظام والجهاز المناعي، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى آثار صحية سلبية، كما يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون في الدم، إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومن خلال تضمين العنصر الوراثي في تحليلهم، وجد الباحثون أنه عند وجود متغيّرات جينية معينة، تعرف أيضًا بالألّيلات الصغيرة، وهي نُسَخ أو أشكال بديلة ومختلفة للجينات، لاحظ المشاركون نتائج صحية مختلفة، وشمل ذلك بالذات متغيرًا في جين MMAA الذي يتعلق بعملية استقلاب الكالسيوم.

دور المتغيرات الجينية في تعديل تأثير النظام الغذائي النباتي على الجسم

يعاني معظم النباتيين من انخفاض مستويات الكالسيوم، ما قد يكون له تأثير سلبي ملحوظ على صحتهم، بينما يشهد الأفراد الذين يحملون هذا الألّيل الصغير (نسخة أو شكل بديل للجين) زيادة في مستويات الكالسيوم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين صحة العظام والأسنان، ولكن ارتفاع مستويات الكالسيوم يمكن أن يكون له أيضًا آثار صحية سلبية، بما في ذلك تكوين حصيات الكلى أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد يشهد آخرون تأثيرًا على مستويات هرموناتهم، فغالبية النباتيين يعانون من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، بينما يشهد الأفراد الآخرون الذين لديهم متغير جيني آخر زيادة في مستويات هذا الهرمون. أما التفاعل الثالث المهم، وفقًا للدراسة، فكان وجود متغير جيني آخر مرتبط بوظائف الكلى ومعدلات ترشيح الكلى. كما أدى وجود هذا الألّيل الصغير إلى تغيير تأثير النظام الغذائي النباتي من زيادة معدل الترشيح الكُببي المقدر (eGFR) في الكلية إلى تقليله.

 

الفحص الوراثي يمكن أن يساعد في تحديد النظام الغذائي الأمثل لكل شخص

أوضح الدكتور فرانسيس أن تسليط الضوء على هذه الاختلافات يمكن أن يساعد الأشخاص في العثور على النظام الغذائي الأنسب لاحتياجاتهم الفردية، وأوضح ذلك قائلًا: "ينبغي على الأشخاص الذين لديهم متطلبات غذائية محددة وفورية مرتبطة بهذه الصفات الثلاث التفكير في إجراء فحص للمتغيرات التي ذكرناها وإجراء التغييرات وفقًا لذلك". يمكن أن تدعم هذه الدراسة الدراسات والتجارب السريرية المستقبلية في مجال علم الوراثة الغذائية، مما يساعد الباحثين على فهم تأثير النظام الغذائي على مختلف الأشخاص بشكل أفضل.

آخر تعديل بتاريخ
05 أغسطس 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.