النحافة وما علاقتها بالدراسة.. وكيف يمكن حل المشكلة؟
السلام عليكم دكتور، أنا حاليا ثانية ثانوي وأعاني من مشكلة النحافة وللأسف تزداد بشكل أكبر مع الدراسة، أريد حلا من فضلكم من غير أضرار؟
الابنة الفاضلة، يتساءل كثيرون عن علاقة النحافة وخسارة الوزن بالمذاكرة أو الدراسة والتوتر، هل يؤدي استخدام الدماغ لاستهلاك السعرات مثله مثل استعمال العضلات؟
الدماغ يستهلك الطاقة من جلوكوز الدم الذي يأتي من الطعام- يشكل الدماغ 2% من وزن الجسم، إلا أنه يحرق 20% من الطاقة، وقد يرتفع قليلا مع المسائل المعقدة ولكنه بصفة عامة يكاد يكون ثابتًا.
ولكن الدماغ عضو وليس عضلة تحرق الكثير من السعرات، تدريب الدماغ يرفع الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والتركيز، ويبطئ التدهور المعرفي أكثر من كونه يحرق السعرات، ولذلك تأثير الدراسة على النحافة يكون بطرق أخرى.
كيف يؤدى التوتر الناتج عن الدراسة إلى النحافة؟
في الحقيقة؛ التوتر له تأثير على الوزن مسببًا زيادة الوزن عند البعض أو النحافة عند آخرين، ويبدو أنك من النوع الثاني، ويحدث ذلك بعدة طرق :
- يؤدي التوتر إلى تفويت الوجبات أو نسيان تناول الطعام.
- اضطرابات في المعدة فتصرف الشخص عن تناول الطعام.
- ضيق الوقت قد يؤدي إلى اختيارات طعام سيئة.
- بعد يوم طويل في العمل أو المدرسة، من الطبيعي أن نشعر بالتعب لوجود طاقة جسدية مستنزفة إلى جانب المهام العقلية، فيفضل الإنسان الراحة على تناول الطعام.
- اضطراب النوم قد يؤدي إلى اضطراب في إفراز بعض الهرمونات مما يؤثر على التمثيل الغذائي.
- عند التوتر الشديد مثل أوقات الامتحانات يدخل الجسم في وضعية تسمى (fight or flight effect) فيزيد من إفراز الأدرينالين والكورتيزون فتقل الشهية وتسبب بعض التعرق أو ضربات القلب السريعة أو اضطرابات المعدة، وكل هذا يؤثر قليلا على معدل الحرق.
في معظم هذه الأسباب يكون هذا التغيير مؤقتا، وقد يعود وزنك إلى طبيعته بمجرد زوال العامل المسبب للتوتر.
أسباب أكثر استدامة للنحافة
- الوراثة، بحيث تجد معظم العائلة نحيفة.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي.
- مرض السكر أو أمراض القلب.
- الأمراض النفسية المزمنة، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل واضطراب الوسواس القهري، وغيرها.
نصائح عامة للتخلص من النحافة
للأسف لا أعرف الطول أو الوزن حتى أحدد مدى نحافة وضعف الوزن من عدمه، ولذلك سأعطيك إرشادات عامة:
أولًا: لا بد من استبعاد الأسباب المرَضية.
ثانيًا: تحلي بالهدوء قدر الإمكان، الطلاب الذين يتحكمون في أعصابهم يكون حفظهم أقوى وأداؤهم في الامتحان أفضل وتنخفض إصابتهم بالنحافة الزائدة.
ثالثًا: ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي تحسن المزاج وتفتح الشهية.
رابعًا: لا تربطي الطعام بالنفسية أو الامتحان أو حتى الشهية بل ضعي قواعد ثابتة والتزمي هذه القواعد:
- ثبتي مواعيد تناول الطعام بحيث تلتزمي بها حتى ولو كنت خارج المنزل.
- تناولي ثلاث وجبات رئيسية ثم وجبة صغيرة كل ساعتين.
- اضبطي المنبه حتى لا تنسيْ الوجبات البينية.
- ضعي زيت الزيتون الطبيعي على الوجبات.
- تناولي التمر أو العجوة مع اللبن كإحدى الوجبات البينية.
- تناولي الفول السوداني أو المكسرات سواء كاملة أو مطحونة.
- منتجات الألبان والزبادي مع الفاكهة خيار ممتاز.
- اجعلي بعض الطعام جاهزا وسريعا في الثلاجة حتى لا تضطرين إلى قطع المذاكرة (مثل المهلبية وبودنج الفاكهة والأرز باللبن)
- لا تلجئي إلى السكر والحلويات لزيادة السعرات أو لتحسين المزاج، فإن تأثيرها وقتيا ثم يكون عكسيا، استبدلي ذلك بسلطة الفواكه مع العسل الأبيض أو عصير الفاكهة الطبيعي أو البودنج.
- اهتمي بالبروتين الحيواني، مثل اللحوم والبيض والسمك.
- ومضادات الأكسدة، مثل الخضراوات والفواكه الملونة.
- والفيتامين A (الكبدة) و ما يساهم في تكونه (مثل البطاطا والقرع والجزر).
- الفيتامين ب المركب (الخضراوات الورقية) ب12 (في اللحوم بأنواعها).
- الأوميجا 3 (الأسماك والمكسرات والبذور).
- امتنعي عن المياه الغازية والمواد الحافظة.
- قللي من الأطعمة المقلية والحلويات.
- استبدلي الخبز الأبيض بالخبز الأسمر وخبز الحبوب الكاملة حتى نتجنب اضطراب الأمعاء.
خامسا: المنتجات الدوائية
لا أنصح بالأدوية لزيادة الوزن، ولكن يمكنك شراء بروتين الشرش أو باودر (بيوجينر- انشور- جروث فورميولا أو ما شابههم) من الصيدلية على أن تتناولينها على لبن أو ماء بعد الوجبات الرئيسية. كما أن معظم الفيتامينات المتعددة تعمل كفاتح للشهية، تناولي ملعقة كبيرة بعد الإفطار.
الخلاصة
النحافة من الأمور المرتبطة بالتوتر والجهد الذهني، ولكن في حال تمت السيطرة على عامل التوتر وتنظيم بعض العادات الصحية والغذائية يمكنك حل مشكلة النحافة وبنتائج جيدة، ننصحك في نهاية الاستشارة مراجعة أخصائي للتغذية إذ إن المعلومات التي ذكرتِها عامة، ولنتائج أفضل تحتاجين لخطة مناسبة لك، متمنين لك دوام العافية.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفحي موقع صحتك
