ينشأ السرطان الميلانيني في معاقل الخلايا الصباغية (خلايا الميلانين) التي تعطي الجلد لونه، وهو يعد من أشهر أنواع سرطان الجلد وأكثرها خطورة بسبب شراسته وإمكانية تطوره وخطورة انتشاره إلى مواقع أخرى في الجسم. ويعتبر التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية المنبثقة عن أشعة الشمس السبب الرئيسي لسرطان الجلد الميلانيني، خاصة عند الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأشقر، وأفادت الدراسات بأنه كلما تعرض الشخص لضربات شمسية أكثر، زاد خطر الإصابة بالسرطان الميلانيني، كما يمكن للأشعة الصادرة عن أجهزة التسمير أن تزيد من خطر الإصابة به.
سرطان الجلد الميلانيني تحت الظفر
يميل سرطان الجلد الميلانيني إلى الانتشار عادة في أماكن الجلد المعرَّضة لأشعة الشمس، ولكنه يمكن أن يتطور في أماكن أخرى من الجسم لا تتعرض كثيراً إلى أشعة الشمس، أو قد لا تتعرض لها بالمرة، من بينها مناطق تحت وحول أظافر اليدين والقدمين.
وعلى الرغم من ندرة السرطان الميلانيني تحت الظفر ، فهو يشكل حوالي 2 إلى 8% من جميع الأورام الميلانينية الجلدية، ويمكن لأي شخص أن يصاب به، إلا أنه أكثر شيوعاً عند الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة أو السوداء، والأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي، وكبار السن، وكذلك أولئك الذي أصيبوا سابقاً بالسرطان، أو الذين يملكون تاريخاً عائلياً أو شخصياً بالإصابة.
كيف يظهر السرطان الميلانيني تحت الظفر ؟
يتمثل العارض الرئيسي للسرطان الميلانيني تحت الظفر بوجود خط داكن تحت الظفر يشبه الكدمة، وبمرور الوقت، يتسع الخط ليمتد من قاعدة الظفر نحو طرفه، ما يعطي الظفر منظراً متعرجاً غير منتظم. وغالباً ما يبدأ السرطان الميلانيني في ظفر إصبع القدم الكبرى أو في ظفر إبهام اليد، إلا أنه قد يصيب أي ظفر من أظافر اليدين والقدمين.
ومع تطور السرطان الميلانيني تحت الظفر ، يصاب الظفر بالضعف والهشاشة، ما يعرّضه لخطر التفتت والتكسر. كما قد يتظاهر السرطان بصور أخرى مثل ما يلي من العلامات التحذيرية التي قد يقف خلفها السرطان الصباغي:
- النزف غير المبرر في طرف الظفر.
- ظهور عقدة صغيرة تحت الظفر.
- ظهور قرحة لا تلتئم تحت الظفر أو بجانبه.
تشخيص السرطان الميلانيني تحت الظفر
السرطان الميلانيني تحت الظفر مرض نادر وغير معروف من قبل الناس بشكل عام، ولهذا فإنه غالباً ما يتم تشخيصه في مرحلة متقدمة، ويرجع هذا إلى أمرين، الأول، أن الناس غالباً ما يفحصون الجلد دون الاكتراث بالأظافر، والثاني، يرجع جزئياً إلى التشخيص الخاطئ للسرطان منذ البداية.
كثيراً ما يتم الخلط بين السرطان الميلانيني أو كما يعرف بالسرطان الصبغي، وبين مشكلات صحية أخرى مثل العدوى الفطرية أو الإصابة الرضية. إن أي تغييرات، مهما كانت طفيفة، تلاحَظ على الظفر وما تحته وما حوله، تستحق استشارة مقدم الرعاية الصحية من دون تأخير للكشف عنها وإعطاء الرأي الحازم بشأنها.
إذا تم الاشتباه بالإصابة بالسرطان الميلانيني تحت الظفر، فإن الخطوة التالية هي أخذ خزعة، فإذا أتت النتيجة إيجابية بوجود خلايا سرطانية، فسيجري الطبيب فحوصات أخرى، لمعرفة ما إذا كان السرطان انتشر إلى أمكنة أخرى من الجسم، ومن بعدها يتم وضع خطة العلاج بحسب حالة المريض.
كيف يعالَج السرطان الميلانيني تحت الظفر؟
العلاج الأمثل للسرطان الميلانيني تحت الظفر يكون عادة بإزالة الظفر بالكامل، وقد يتم إزالة جزء من الإصبع، وقد تكون هناك حاجة لاعتماد علاجات أخرى مثل العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي، وذلك تبعاً للمرحلة التي وصل إليها الورم. إذا تم اكتشاف الورم الميلانيني مبكراً قبل انتشاره، فإن الإنذار يكون جيداً جداً.
فحص الأظافر بانتظام لكشف السرطان الميلانيني باكراً
توصي الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية بفحص الأظافر بانتظام، خاصة من قبل أولئك الذين يملكون عوامل خطر تشجع على نشوء السرطان الميلانيني تحت الظفر، لأنه كلما اكتُشف السرطان مبكراً كان العلاج أسهل وكانت النتائج أفضل.
ما هي العلامات التحذيرية للسرطان الميلانيني تحت الظفر التي يجب البحث عنها؟
عند فحص الأظافر فإنه يجب البحث عن العلامات الآتية:
- وجود خط بني أو أسود، يمتد كشريط من قاعدة الظفر نحو الطرف.
- وجود تغيرات غير عادية في لون الجلد حول الظفر.
- وجود تشوهات في الظفر قد تؤدي إلى انفصاله عن قاعدته.
- وجود تشقق في الظفر يحدث عادة في منتصفه.
- وجود نتوء أو عقدة صغيرة تحت الظفر.
إذا لاحظت واحداً أو أكثر من العلامات المشار إليها أعلاه، فإن هذا لا يعني إصابة حتمية بالسرطان، ولكن من الأفضل استشارة مقدم الرعاية الصحية لإجراء التحريات الضرورية لتأكيد أو نفي الإصابة، فالتشخيص المبكر له أهمية كبيرة لأنه يحسن من العلاج الفعال ومن فرص الشفاء.
ما الفرق بين السرطان الميلانيني تحت الظفر والورم الدموي تحت الظفر؟
يظهر السرطان الميلانيني تحت الظفر في شكل خط أو شريط داكن اللون، في حين أن الورم الدموي يبدو في شكل يشبه الكدمة أو اللطاخة تحت الظفر التي تحدث عادة بعد إصابة رضية أو بسبب انتعال أحذية غير مناسبة، وقد يخرج الدم بعد قص الظفر. عدا هذا، فإن الورم الدموي تحت الظفر يظهر بسرعة وفي غضون ساعات بعد إصابة رضية، أما سرطان الظفر الصباغي فينمو ببطء، ويحتاج إلى أشهر عدة قبل ظهوره. في بعض الأحيان، قد يبدو السرطان الميلانيني تحت الظفر وكأنه ورم دموي، لهذا فمن الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية، لأنه الوحيد الذي يستطيع التمييز ما بين الاثنين.
أسئلة شائعة
ما أسباب السرطان الميلانيني تحت الظفر؟
لا سبب واضحاً يبرر نشوء السرطان الميلانيني تحت الظفر، ولا علاقة له بأشعة الشمس. في المقابل، هناك عوامل خطر قد تكون ضالعة في نشوء الورم مثل الرضوض، والوراثة، والتقدم في السن، ووجود بشرة داكنة وإصابة سابقة بسرطان الجلد.
ما هي سرعة تطور السرطان الميلانيني تحت الظفر؟
لا يتطور السرطان الميلانيني تحت الظفر بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى أشهر لينمو ويتطور. قد تلاحظ بوادره ثم تنساها قبل أن تلاحظها مرة أخرى بعد أسابيع قليلة.
ما نسبة البقاء على قيد الحياة مع السرطان الميلانيني تحت الظفر؟
إن معدل البقاء على قيد الحياة مرتفع، وقد يصل 95% في حال اكتشاف السرطان مبكراً وعلاجه سريعاً. أما إذا تم تشخيص الورم في مرحلة متأخرة وبعد انتشاره، فإن معدل البقاء على قيد الحياة قد يهبط إلى 15%.
