يشغل بال الكثير من المرضى الإحساس الذي يشعر به أثناء المرض، أو التعب، ويفكر في الطريقة التي تمكّنه من التخلص من الألم، ويأتي دور المسكنات لتقوم بهذا الدور من تخفيف الشعور بالألم، ولكن هل يمكن استخدامها طويلًا، والاعتماد عليها لفترات تدوم مدة كبيرة؟ أم أن استخدامها يقتصر فقط على وقت الألم ولا يجب الاعتماد عليها؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال، وسنتعرف على أهمية المسكنات، ودورها، وكذلك أضرار استخدام المسكنات لفترات طويلة.
ما هي المسكنات؟
المسكنات هي نوع من الأدوية التي تستخدم في تخفيف الألم، والذي يختلف حدته ونوعه، ويستخدم المسكن المناسب طبقًا لحدة الألم الموجود، ومنها ما يمكن استخدامه بدون وصفة طبية، وما لا يجب استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب. وتختلف عن أدوية التخدير في أنها لا تعمل على إيقاف عمل الأعصاب، أو فقدان الوعي، ولكن لها آلية مختلفة لعملها، وكذلك توجد أضرار جراء استخدام المسكنات لفترات طويلة.
ما هي آلية عمل المسكنات؟
عندما تصاب الأنسجة تطلق ما يسمى البروستاجلاندين، والتي تقوم بواحد من الإجراءين الأساسيين وهما:
- إثارة مستقبلات الإحساس بالألم من قبل محفزات الألم.
- تنشيط النهايات العصبية مثل الهيستامين، أو السيروتونين، أو البراديكينين.
تعمل المسكنات على تثبيط الإحساس بالألم عن طريق منع انتقال النبضات على طول المؤثرات، وتغيير إدراك الألم، كما تعمل على تقليل الالتهاب عن طريق منع إنتاج البروستاجلاندين بمنع نوعين من الإنزيمات تسمى: cox1, cox.
يوجد إنزيم cox2 مع وجود الالتهابات، بينما يوجد إنزيم cox1 في جميع الخلايا. ومع ذلك توجد أضرار لاستخدامها لفترات طويلة.
فيم تستخدم المسكنات؟
تستخدم المسكنات في تخفيف الألم والالتهاب، على سبيل المثال:
- بعد عمليات الجراحة.
- نتيجة لوجود الإصابة مثل حالة كسر العظام.
- الألم الحاد الناتج عن الصداع.
- وجع العضلات، أو آلام الحيض.
- الأمراض المزمنة مثل التعب، والتهاب المفاصل، أو الآم الظهر.
ما هي أنواع المسكنات؟
يوجد نوعان رئيسيان وهما:
- الباراسيتامول، أو الأسيتامينوفين، وهو من المسكنات الآمن استخدامها من قِبل الأطفال، والبالغين، ويعد من الأدوية الآمنة إذا استخدم استخدامًا صحيحًا بالجرعة المطلوبة
- المسكنات من مضادات الالتهاب غير السترويدية، وهي التي تمنع الالتهاب أو التورم في مكان الألم ومنها: الإسبرين، الإيبوبروفين، والنبروكسين.
- المسكنات الأفيونية: وهي التي تعمل عن طريق تغيير إدراك العقل ويتم إنتاجها طبيعيًا، أو بتدخل الإنسان، مثل: الميثادون، والكودايين، والميبريدين، والمورفين ويجب استخدامها بوصفة طبية وبالجرعة الموصوفة تمامًا
كيف تُوصف المسكنات؟
تُوصف بعض المسكنات بدون استشارة طبية، وبعضها لا يتم أخذه إلا بعد استشارة الطبيب المختص في حالة الحاجة لجرعات عالية منها، أو الحاجة إلى استخدام مزيج منها في حالة الإصابة الشديدة، أو الأمراض المزمنة التي تتطلب الاستمرار على تناولها للتغلب على الألم.
ما هي الصور التي تتواجد بها المسكنات؟
توجد على أكثر من صورة أو شكل دوائي، ومنها على سبيل المثال:
- الأفلام التي توضع تحت اللسان، وتذوب لتعمل على تخفيف الألم.
- الأشربة التي تتناول عن طريق الفم.
- اللاصقات التي توضع على الجلد في المكان الذي يوجد به الألم.
- الأقراص، أو الكبسولات، أو الحبوب التي تبلع عن طريق الفم.
- الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن.
تحدث مع طبيبك أو الصيدلي عن شكل الدواء الذي يتناسب مع حالتك، وكذلك الجرعة المناسبة للإصابة، والمدة المطلوبة لتناولها، لتجنب أضرار استخدامها لفترات طويلة.
ما هي أضرار استخدام المسكنات لفترات طويلة؟
توجد كثير من الأضرار جراء استخدام المسكنات لفترات طويلة، مما يتوجب علينا الحرص عند استخدامها، وعدم الإفراط فيها بشكل يؤذي أكثر من كونه يفيد، ومن أمثلة أضرار استخدامها لفترات طويلة ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لها آثار معروفة، والتي تضر بالغشاء المخاطي للمعدة، والمتوقع حدوثها نتيجة تثبيط إنزيم cox2، والذي يمنع تكوين البروستاجلاندين الذي يحمي المعدة، ويظهر هذا في الأشخاص ممن لديهم تاريخ مرَضي من قرحة المعدة، أو مشكلات أخرى بالمعدة.
- آثار جانبية تضر بالكلية؛ نتيجة لأن تثبيط الإنزيمات (cox1, cox2) المسئولة عن إنتاج البروستاجلانين، والتي بدورها تلعب دورًا مهمًا في الدورة الدموية الكلوية، ففي حالة كان الفرد يعاني من خلل وظيفي في الكلى فقد تسبب المسكنات خطرًا عليه نتيجة اضطرابات في مستوى السوائل والإلكتروليتات، مما ينتج عنها المتلازمة الكلوية.
- المشكلات التي تحدث في القلب والأوعية الدموية نتيجة استخدام مضادات الالتهابات غير الستيرويدية، وتشمل الرجفان الأذيني، واحتشاء عضلة القلب.
- الآثار الكبدية الضارة على الكبد والمرتبطة أيضًا بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ولكنها غير شائعة بشكل كبير.
- حدوث تأثيرات دموية ضارة نتيجة لتأثيرها المضاد لتكوين الصفائح الدموية، وتظهر أكثر في الأشخاص ممن يعانون مشكلات في الصفائح الدموية
- تظهر بعض الأعراض الجانبية الأخرى والتي تشمل تفاعلات الحساسية مثل التهاب الجلد، أو الأمراض التنفسية التي ظهرت، وتفاقمت بعد استخدام أدوية مثل الإسبرين، كنوع من المسكنات المتداولة، وغيره من أنواع المسكنات الأخرى.
- توجد بعض الآثار الجانبية الأخرى كشكل من أضرار استخدام المسكنات لفترات طويلة، أو تناول جرعات كبيرة منها، مثل الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان، أو رنين في الأذن، أو قرحة المعدة.
ما هي المسكنات الأفيونية، وما هي مخاطرها؟
المسكنات الأفيونية أدوية تعمل على خلايا الدماغ، وتُصنع من النباتات، ويمكن صنعها معمليًا، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب، ولها العديد من المخاطر التي تنتج من الاستخدام المفرط، أو بدون استشارة الطبيب من مشاكل التنفس، أو مشاكل في القلب، ويمكن أن يصل التعود عليها إلى درجة الإدمان، وعند استخدامها يجب إخبار الطبيب بكل الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض؛ لتجنب أضرار استخدامها لفترات طويلة.
ما الإجراءات الوقائية قبل استخدام المسكنات؟
حتى يحمي الفرد نفسه من خطر أضرار استخدامها لفترات طويلة، يجب أخذ بعض الإرشادات في الاعتبار ومنها:
- استخدام مضادات الهيستامين، أو مثبطات مضخة البروتونات لمنع تهيج المعدة الناتج عن استخدام المسكنات.
- قراءة الجرعة القصوى الموصى بها في منشور الدواء.
- بدء المسكنات بأقل الجرعات، وبأقصر مدة ممكنة.
- الانتباه لرد الفعل التحسسي للإسبرين في المرضى الذين يعانون الربو.
- تجنب القيء الناتج عن استخدام المسكنات الأفيونية بمضادات الهيستامين، أو مضادات السيروتونين
- يمكن استخدام مادة الميتوكلوبراميد لعلاج حركة المعدة الضعيفة.
- تجنب تناول الأدوية المضادة للتجلط مع الإسبرين؛ نتيجة لاحتمال ظهور النزيف.
- الالتزام بالجرعة الصحيحة المطلوبة كما وصفها الطبيب.
ما هي المسكنات المسموح استخدامها في الحمل؟
تتعرض المرأة الحامل للكثير من المشاكل الصحية أثناء فترة الحمل، وتضطر إلى تناول بعض المسكنات المسموح بها، والتي يجب أن تكون آمنة، وباستشارة الطبيب بالجرعة الموصى بها طبقًا لشدة الألم، ومرحلة الحمل، ومن أمثلة المسكنات المستخدمة:
- الباراسيتامول من الأدوية الآمنة عند الالتزام بالجرعة الصحيحة.
- البراسيتامول مع الكافيين، ولكن لا ينصح باستخدامهما معًا.
- الإسبرين، ولا يجب تناوله بجرعات عالية، ويؤخذ في حالات خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
متى يجب استشارة الطبيب عند حدوث أعراض جانبية للمسكنات؟
يجب استشارة الطبيب أو توخي الحذر عند حدوث بعض العلامات التي تُنبه إلى حدوث الخطر كعلامة على أضرار استخدامها لفترات طويلة، ومنها:
- ردود الفعل التحسسية على الجلد مثل الطفح الجلدي أو التورم.
- حركة الأمعاء غير الطبيعية، ووجود البراز ذي اللون الأسود.
- حدوث القيء المصحوب بوجود الدم.
- التغيرات في الرؤية أو السمع.
- ألم شديد في المعدة، أو حدوث الصداع المؤلم.
- مشاكل في التبول، أو البول غامق اللون.
- مظهر الجلد أو العيون أصفر اللون.
- زيادة غير طبيعية في الوزن.
ما هي موانع استخدام المسكنات؟
يتم منع تناول المسكنات في بعض الحالات ومنها:
- مع الأشخاص الذين يعانون الحساسية الجلدية أو التنفسية.
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليات في القلب.
- خلال الثلث الأخير من الحمل.