غالبًا ما تتضمن زيارة الطبيب زيارة المختبر أيضًا لإجراء فحوصات الدم، وهناك تعديلات على الفحوصات المخبرية يتوجّب عليك معرفتها، وهي ضمن الأكثر شيوعًا.
تعديلات على الفحوصات المخبرية الأكثر شيوعًا
تعد الفحوصات المخبرية أداة مهمة في الطب الحديث، وقد شهدت تغييرات وتعديلات متعددة تهدف إلى تحسين دقتها وسرعتها بهدف راحة المرضى الذين يخضعون لها. نستعرض هنا بعضًا من أهم التعديلات على الفحوصات المخبرية الأكثر شيوعًا:
التعديلات الجديدة على فحص الدهنيات في الدم
فحص الدهنيات في الدم (Lipid Profile) هو الفحص الذي يقرأ مستويات الدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الكلي والبروتين الدهني العالي الكثافة (HDL أو الكوليسترول "الجيد")، والبروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL أو الكوليسترول "الضار") والدهون الثلاثية. يساعد هذا الفحص في التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية.
هناك تعديلات على الفحوصات المخبرية هي الأكثر شيوعًا، مثل التغيرات الجديدة التي طرأت على هذا الفحص، فقد كان المرضى تقليديًا بحاجة إلى الصيام قبل هذا الاختبار فترة 12 ساعة، لأن الأطباء يعتقدون أن تناول الطعام يمكن أن يؤثر على دقة النتائج، ولكن وُجد أن الصوم ليس مطلوبًا لأغلب الناس، ولكن قد تؤثر بعض الأطعمة على قياس مستويات الدهون الثلاثية. لذا، في حال أظهرت النتائج ارتفاعًا غير مفسر لهذه القراءة؛ يمكن أن نعيد الاختبار مع الصوم قبله، ولكن في معظم الأحيان لا داعي للصوم قبل فحص الدهنيات في الدم.
اختبار مرض السكري
يعاني كثيرون في وطننا العربي من مرض السكري، ولكن في المقابل قد يعاني الكثيرون من مرض السكري وهم على غير دراية بإصابتهم به. لذلك، من المهم إجراء الفحوصات المخبرية الصحيحة لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالسكري أم لا.
من التغيرات الجديدة على الفحوصات المخبرية الأكثر شيوعًا هي التغيرات في الفحوصات المخبرية التشخيصية لمرض السكري، فقد كان يُطلب من قَبل اختبار تحمل السكر أو الجلوكوز (the oral glucose tolerance test)، والذي يتطلب صيامًا طوال الليل، وتستغرق خطوات إجرائه أكثر من ساعتين.
أما الآن ومن حوالي عام 2012 تم تدشين فحص السكر التراكمي، أو ما يُعرف علميًا بسكر الدم الهيموجلوبين A1c (The hemoglobin A1c test) كفحص تشخيصي لمرض السكري، وبدأت العديد من المنظمات في إضافته ليعطي قراءةَ متوسطِ تأثير مستوى الجلوكوز على خضاب الدم على مدى عمر خلايا الدم الحمراء، والذي يتراوح من 90 إلى 120 يومًا أي ما يقارب الثلاثة أشهر.
ومع ذلك، فقد اكتشف العلم مؤخرًا أنه إذا كان المريض يعاني من حالات معينة تؤثر على خلايا الدم الحمراء، مثل فقر الدم أو مرض الخلايا المنجلية (مرض السيكلر)، فقد لا يكون فحص السكري التراكمي دقيقًا تمامًا، لذا من المهم أن تتذكر أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على نسبة السكر في الدم، ومن المهم التحدث إلى طبيب الغدد الصماء أو فني المختبر حول دقة وتفسير النتائج.
عينات البول وفحص وظائف الكلى
من التغيرات الجديدة الأكثر شيوعًا هي الفحوصات التي كانت تُستخدم لتشخيص وظائف الكلى، إذ في السابق كان يُطلب فحص بول (Urinalysis) للبحث عن العدوى وفحص وظائف الكلى، أما الآن لا يُطلب تحليل البول هذا إلا في حال كان المريض يعاني من أعراض مثل الحرقان أو الألم أو الرائحة الكريهة في البول.
أما بالنسبة لقياس وظائف الكلى؛ فيعتمد الأطباء الآن بشكل كبير على اختبار يسمى معدل الترشيح الكُبيبي المقدَّر (Estimated Glomerular Filtration Rate-EGFR)، والذي يتم حسابه كجزء من قياسات التمثيل الغذائي الأساسية (Basic Metabolic Panel)، وهو اختبار دم يساعد الطبيب في تحديد ما إذا كانت الكليتان تعملان على النحو الصحيح.
نهاية، تشهد الفحوصات المخبرية تطورًا مستمرًا يعزز من دقتها وسرعتها، مما يساهم بشكل كبير في تحسين التشخيص والعلاج الطبي والراحة للمرضى. الفهم العميق لهذه التغيرات يساعد العامِلين في القطاع الصحي على تقديم رعاية صحية أفضل وتلبية احتياجات المرضى بكفاءة أكبر.
