قد يعاني البعض من ظهور حكة الجلد مع وجود الطفح الجلدي، فهما غالبًا ما يظهران معًا، ولكن هناك حالة تظهر فيها حكة الجلد بدون طفح جلدي وعادةً ما تكون غير ضارة وتمثل عرَضًا مؤقتًا، ولكن يمكن أن تصبح علامةً على وجود مرض آخر، وهذا ما سنتناوله في هذا المقال عن أسباب حكة الجلد بدون طفح جلدي، وكل ما يتبادر إلى الذهن من تساؤلات بشأن هذا العرَض، وكذلك المخاطر، وطرق التشخيص والعلاج.
حكة الجلد بدون طفح جلدي
حكة الجلد هي شعور وإحساس مزعج يحدث عندما يرغب الشخص في الحكة، وتحدث غالبًا عند جفاف الجلد، ولا تسبب التهابًا أو خشونةً في الوضع الطبيعي، ولكن مع التكرار يمكن أن يصبح الوضع مَرَضيًا ويتسبب في ظهور أماكن من الجلد بها التهاب أو نتوءات، أو يؤدي في النهاية إلى حدوث النزيف الجلدي من تلك الأماكن.
أغلب المصابين بحكة الجلد يمكنهم الشعور بالراحة عند أخذ المرطبات، ولكن على المدى الطويل، وإذا استمر الوضع فإنه يتطلب معرفة السبب، وخاصةً عند وجود حكة الجلد بدون طفح جلدي.
ما أسباب حكة الجلد بدون طفح جلدي؟
هناك العديد من الأسباب لوجود حكة الجلد بدون طفح جلدي يجب الانتباه لها، ومنها:
أولًا: جفاف الجلد
وهو أكثر الأسباب شيوعًا، إذ يحدث عند فقدان الجسم الرطوبة، ويظهر أكثر عند كبار السن نتيجة لفقدانهم ترطيب الجسم مع مرور العمر، ويظهر الجلد الجاف على شكل قشور. كما تلعب بقية أمراض الجلد دورًا أيضًا في الشعور بهذا العرَض، مثل الصدفية، أو حروق الجلد، أو الإكزيما.
علاج جفاف الجلد بالطرق المنزلية
هناك بعض النصائح التي تخفف من الشعور بجفاف الجلد يمكن تطبيقها بسهولة، ومنها:
- تجنب الغسولات ومنظفات البشرة المصنوعة من المواد الكيميائية، واستبدالها بتلك التي لا تسبب الحساسية أو الخالية من العطور، والتي تهيج البشرة المتضررة.
- استخدام أجهزة الترطيب المنزلي لترطيب الهواء؛ لمنع الجفاف الذي يحدث في فصل الشتاء.
- الاستخدام المنتظم لمرطبات الجلد والتي تحميه من الجفاف والتعرض للحكة.
- تجنب خدش الجلد الجاف؛ لأن ذلك سيكسر حاجز البشرة، مما يجعلها عرضة للعدوى أو الالتهاب.
ثانيًا: لدغات الحشرات
تسبب بعض لدغات الحشرات شعور الجزء من الجلد حول اللدغة بالحكة والتهيج، تاركةً خلفها حفرًا أو ندبات صغيرة، وتختلف طرق علاجها اعتمادًا على نوع الحشرة واللدغة التي تعرَّض لها الشخص، وعندما تدوم الحكة مدة طويلة يتوجب الذهاب إلى الطبيب لأخذ العلاجات اللازمة.
علاج لدغات الحشرات بالطرق البسيطة
عندما يصاب الجلد بلدغة الحشرات فهناك بعض النصائح المتبعة لتجنب التهاب الجلد، ومنها:
- تجنب خدش الجلد في مكان اللدغة لأن ذلك سيهيج الجلد أكثر، مع تجنب استخدام المضادات الحيوية بكثرة، لأنها ممكن أن تسبب تفاعلات حساسية مع الجلد.
- تطبيق الضغط بكمادات باردة على المنطقة المصابة.
- تناول مسكنات للألم عن طريق الفم، أو كريمات مضادة للحساسية.
ثالثًا: اضطرابات الأعصاب
تسبب مشكلات الأعصاب حدوث حكة الجلد بدون طفح جلدي لأنها تنقل الرسائل من الجلد إلى الدماغ، ويؤثر حدوث أي إصابات على الأعصاب، أو تسبب تلفًا لها، ويمكن أن تكون عاملاً لحكة الجلد اعتمادًا على مكان الإصابة. ومن الحالات المرتبطة بالأعصاب والتي تسبب الحكة: مرض السكري، والإصابة بفيروس الهربس، أو الحزام الناري، ومرض التصلب المتعدد.
رابعًا: مشكلات الكلية
يمكن أن تسبب مشكلات الكلية حدوث حكة الجلد بدون طفح جلدي، ويلزم على الشخص المصاب إذا تعرض لحكة الجلد بصورة مزعجة الاتصال بالطبيب للاطمئنان على وظائف الكلى.
خامسًا: مشكلات الكبد
يمكن أن يتسبب التهاب الكبد، أو تليفه في حدوث حكة الجلد بدون طفح جلدي، ويحتمل أن السبب في ذلك هو تراكم العصارة الصفراوية في الجسم. وتظهر الحكة بصورة أكبر في راحة اليدين وباطن القدمين، ويزداد الأمر سوءًا في الليل.
سادسًا: المشكلات النفسية
والتي تشمل القلق، والتوتر، أو الاكتئاب.
سابعًا: تفاعلات الحساسية
نتيجة التعرض لمواد كيميائية معينة، أو أدوية لها تأثير حساسية على الجسم، وكذلك مستحضرات التجميل غير الصحية.
ثامنًا: نقص بعض المغذيات وأمراض أخرى
يمكن أن يتسبب نقص بعض الفيتامينات كالفيتامين B12 ,A في حدوث حكة الجلد بدون طفح جلدي. وقد تسبب بعض الأمراض الأخرى كالأنيميا ومشكلات الغدة الدرقية وسرطان الجلد، حكة الجلد بدون طفح جلدي أيضًا.
متى يجب استشارة الطبيب عند وجود حكة الجلد؟
هناك بعض العلامات التي يتوجب عند حدوثها اللجوء للطبيب، ومن هذه العلامات:
- عدم استجابة الحكة للعلاجات البسيطة مع استمرارها أكثر من أسبوعين.
- عندما تكون الحكة شديدة وتمنع الشخص من ممارسة حياته اليومية، أو تصيبه بالقلق واضطرابات النوم.
- عندما تظهر فجأة دون معرفة أسباب مسبقة، وتؤثر على كامل الجسم.
- عندما يصاحبها أعراض أخرى كالتعب، والإرهاق، ونقصان في الوزن، وكذلك حدوث اضطرابات الأمعاء.
أسباب زيادة الحكة الجلدية ليلاً
يزداد حدوث حكة الجلد بدون طفح جلدي ليلاً عند معظم الناس نتيجة لوجود أسباب منها:
- تغيرات في الساعة البيولوجية، وهي دورة الجسم على مدار 24 ساعة، والذي يسبب اضطرابًا في الهرمونات التي ينظمها الجسم، وتشمل زيادة تدفق الدم للجلد، وزيادة درجة حرارة الجسم، وفقدان الماء من الجلد على شكل تعرق مما يسبب الجفاف.
- حالة انقطاع الطمث، أو الحمل لدى السيدات: قد تسبب التغيرات في مستوى الإستروجين جفاف الجلد وحدوث الحكة.
ويمكن تجنب حدوث حكة الجلد الليلية عن طريق بعض العادات الصحية مثل:
- ارتداء الملابس القطنية، والمصنوعة من الألياف الطبيعية.
- تجنب استخدام مواد التجميل، وإزالتها قبل النوم.
- تجنب المواد الكيميائية التي تزيد من تدفق الدم للجلد مثل الكافيين.
- محاولة عدم القيام بأنشطة ترفع من درجة حرارة الجسم قبل النوم.
- الحفاظ على تدفق الهواء الجيد داخل غرفة النوم للحفاظ على مستوى الرطوبة.
ما هي أعراض حكة الجلد بدون طفح جلدي؟
يصاب الجلد بالحكة في أجزاء صغيرة منه، مثل الذراع أو القدم، ولكنه يمكن أن ينتشر ليشمل باقي أجزاء الجسم، كما يمكن أن يستمر فترة بسيطة ويزول بالعلاجات المنزلية والاحتياطات البسيطة، ويمكن أن يتحول إلى عرَض مزمن يدوم أطول، ويأتي مصحوبًا بأعراض أخرى منها:
- التهاب في الجلد.
- بقع أو ندبات جلدية.
- الجلد الجاف المتقشر.
- آلام في الجسم مع ارتفاع درجة الحرارة.
أشهر الأدوية التي تسبب حكة الجلد بدون طفح جلدي
توجد بعض الأدوية التي تسبب حكة الجلد كنتيجة لتفاعل الحساسية، أو كعَرَض جانبي للدواء، ومن الأمثلة عليها:
- المضادات الحيوية: مثل البنيسيللين، أو الأموكسيسيللين.
- بعض أدوية السرطان مثل كلورامبوسيل.
- أدوية القلب مثل الكلونيدين، و الميثيل دوبا.
- أدوية السكري، وكذلك الأدوية التي تحتوي على هرمونات مثل أدوية منع الحمل.
كيف تُشخص حكة الجلد بدون طفح جلدي؟
إذا استمرت أعراض الحكة لدى الشخص أكثر من أسبوعين؛ عليه بالتوجه إلى الطبيب ليُجري الفحص البدني، ويطرح على المريض عدة أسئلة لمعرفة السبب وراء ذلك، كما يطلب عمل تحاليل الدم المعملية، وتحليل البول، وبقية الأشعة إذا لزم الأمر.
كما يطلب الطبيب تحاليل وظائف الكبد، والكلية والغدة الدرقية التي يسبب الخلل في إحداها ظهور حكة الجلد، ثم يوجه الطبيب المريض إلى المختص إذا تبين له السبب وراء حكة الجلد بدون طفح جلدي، كطبيب الأمراض الجلدية الذي يأخذ عينة من جلد المريض لتحليلها ومعرفة سبب المرض.
ما هي طرق علاج حكة الجلد بدون طفح جلدي؟
إذا لم تُجدِ العلاجات المنزلية نفعًا في علاج الحكة، سوف يعطي الطبيب مجموعة من الأدوية للتحكم في أعراض الحكة وعدم استمرار وجودها، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- الكريمات والمراهم المحتوية على مضادات الالتهاب: يضع المريض المراهم العلاجية على المكان المصاب من الجلد، ويوصي الطبيب بتغطية المكان المعالج للحفاظ على درجة الترطيب لديه ولضمان الامتصاص الأسرع للعلاج.
- أدوية تؤخذ بالفم: كمضادات الاكتئاب، أو مضادات الحساسية التي تساعد في علاج الحكة التي تدوم طويلاً، والتي لا تظهر نتائجها إلا في خلال من 8 إلى 12 أسبوعًا.
- العلاج بالضوء: عن طريق تعرض الجلد إلى ضوء علاجي معين لمن لا يستطيعون تناول الأدوية بالفم، أو من يستمر المرض لديهم فترة طويلة، فيؤذي تناول الأدوية بكثرة المعدة.