أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بالولايات المتحدة، إلى أن الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الأطعمة الفائقة المعالجة مثل المشروبات الغازية، ورقائق البطاطا (الشيبس)، والحلويات (الكوكيز) وغيرها، هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في الذاكرة والتفكير والسكتة الدماغية مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من الأطعمة المصنَّعة. ونُشرت الدراسة في الإصدار الإلكتروني من مجلة علم الأعصاب (Neurology)، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب (American Academy of Neurology)، في 22 مايو/أيار 2024.
الأطعمة الفائقة المعالجة وعلاقتها بصحة الدماغ
تحتوي الأطعمة الفائقة المعالجة على كميات عالية من السكر والدهون والملح، وكميات قليلة من البروتين والألياف. وتشمل هذه الأطعمة المشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة المالحة والحلوة، والمثلّجات (الآيس كريم)، والبرغر، والفاصولياء المطبوخة المُعلَّبة، والشوربة الجاهزة، والكاتشب، والمايونيز، والخبز المُعلّب، والحبوب المنكَّهة. أما الأطعمة غير المُصنَّعة أو القليلة المعالجة فتشمل اللحوم مثل قطع اللحم البقري والدجاج، وكذلك الخضراوات والفواكه.
وقال الدكتور ويليام تايلور كيمبرلي، مؤلف الدراسة من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: "في حين أن اتباع نظام غذائي صحي مهم للحفاظ على صحة الدماغ بين كبار السن، فإن أهم الخيارات الغذائية للدماغ ما تزال غير واضحة، فقد وجدنا أن زيادة تناول الأطعمة الفائقة المعالجة ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والضعف الإدراكي".
دراسة تكشف عن الصلة بين تناول الأطعمة الفائقة المعالجة والتدهور المعرفي والسكتة الدماغية
شمَلت الدراسة 30239 شخصًا ممن يبلغون 45 عامًا أو أكثر، تمت متابعتهم لفترة متوسطها 11 عامًا. قام المشاركون بملء استبانات حول ما يأكلونه ويشربونه، ما سمح للباحثين بتحديد كمية الأطعمة الفائقة المعالجة التي يتناولها كل مشارك يوميًا وحساب نسبتها المئوية في نظامهم الغذائي اليومي، وتم تصنيف هذه النسب إلى أربع مجموعات تتراوح من أقل الأطعمة معالجة إلى أكثرها معالجة.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
- المجموعة الأولى: شملت 14175 شخصًا للكشف عن التدهور المعرفي.
- المجموعة الثانية: شملت 20243 شخصًا للكشف عن حدوث السكتة الدماغية.
ولم يكن لدى كلتا المجموعتين تاريخ سابق للإصابة بالضعف الإدراكي أو السكتة الدماغية. وفي نهاية الدراسة، تم تشخيص إصابة 768 شخصًا بالضعف الإدراكي، وإصابة 1108 أشخاص بالسكتة الدماغية.
كثرة تناول الأطعمة الفائقة المعالجة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والسكتة الدماغية
في المجموعة الأولى، بلغت نسبة استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة في النظام الغذائي 25.8% لدى الأشخاص الذين أصيبوا بمشكلات في الذاكرة والتفكير، بينما بلغت 24.6% لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بهذه مشكلات.
وبعد مراعاة العمر، والجنس، وارتفاع ضغط الدم، وعوامل أخرى يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، وجد الباحثون أن زيادة كمية الأطعمة الفائقة المعالجة المستهلكة بنسبة 10% مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 16%. كما وجدوا أن تناول المزيد من الأطعمة غير المصنَّعة أو القليلة المعالجة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمشكلات الذاكرة والإدراك بنسبة 12%.
وفي المجموعة الثانية، بلغت نسبة استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة في النظام الغذائي 25.4% لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية، بينما بلغت 25.1% لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بسكتة دماغية.
وبعد مراعاة بعض العوامل المهمة التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وجد الباحثون أن زيادة كمية الأطعمة الفائقة المعالجة المستهلكة مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 8%، كما وجدوا أن تناول المزيد من الأطعمة غير المصنعة أو القليلة المعالجة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 9%.
ختامًا، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة لا تُثبت أن تناول الأطعمة الفائقة المعالجة هو السبب وراء حدوث مشكلات في الذاكرة والتفكير والإصابة بالسكتة الدماغية، إنما توضح وجود علاقة إحصائية بينها فقط. ومن جانبه، أوضح الدكتور كيمبرلي قائلًا: "تظهر نتائج الدراسة أن درجة معالجة الطعام تلعب دورًا مهمًا في صحة الدماغ بشكل عام"، كما أكد على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، ولفهم أي نوع من الطعام أو المكونات الغذائية المعالَجة تساهم بشكل أكبر في هذه التأثيرات على صحة الدماغ.
تابع آخر أخبار صحتك عبر Google News
