صحــــتك

هل من علاقة بين كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين ؟

وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين

أصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وانتشرت ظاهرة كثرة استخدامها بين مختلف الفئات العمرية، لا سيّما الأطفال والشباب. ومع انتشار سلوك التدخين بين الأطفال والشباب، أظهرت دراسة جديدة علاقة مقلقة بين كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين ، ونُشرت الدراسة على الإنترنت في مجلة ثوراكس الطبية (Thorax) في 16 مايو / أيار 2024.

أشارت الدراسة إلى أنه كلّما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال والشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، زاد احتمال تدخينهم للسجائر التقليدية، أو السجائر الإلكترونية، أو كليهما، وأن الأشخاص الذين يقضون سبع ساعات أو أكثر يوميًا على هذه المنصات، وتتراوح أعمارهم بين 10 و25 عامًا هم أكثر عرضة من غيرهم للتدخين.

دراسة العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين

قام باحثون بدراسة العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين ، واستخدموا بيانات 10808 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و25 عامًا من الدراسة المطولة للأسر في المملكة المتحدة خلال الفترة بين عامي 2015 إلى 2021.

طُلب من المشاركين توثيق استخدامهم اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الأسبوع، بالإضافة إلى توثيق تدخينهم للسجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية، ووجِد أن أكثر من 8.5% منهم يدخنون السجائر التقليدية، و2.5% يدخنون السجائر الإلكترونية، وأكثر من 1% يدخنون السجائر التقليدية والإلكترونية.

وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين .. هل تدفع هذه المنصات الشباب إلى التدخين؟

كشف الباحثون عن علاقة مقلقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين ، فقد أظهر تحليل البيانات أن التدخين كان أكثر شيوعًا بين المشاركين الذين يستخدمون هذه المنصات لفترات أطول. وكشفت النتائج أن معدل تدخين السجائر التقليدية عند الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كانت 2% فقط، بينما كانت حوالي 16% بين مَن يقضون 7 ساعات أو أكثر على هذه المنصات يوميًا. وكان معدل تدخين السجائر الإلكترونية عند الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أقل من 1%، بينما كانت حوالي 2.5% بين من يقضون 7 ساعات أو أكثر على هذه المنصات يوميًا.

وأظهرت النتائج أنه كلّما زاد الوقت الذي يقضيه الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، زاد احتمال تدخينهم للسجائر التقليدية أو السجائر الإلكترونية أو كليهما، وكذلك ارتبطت كثرة استخدام هذه المنصات بزيادة احتمالية تدخين السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية، وكانت النتائج على النحو الآتي:

  • كان الأشخاص الذين يقضون أقل من ساعة واحدة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة لتدخين السجائر التقليدية مقارنة بالأشخاص الذين لا يقضون أي وقت في استخدام هذه المنصات، وكان الأشخاص الذين يقضون 7 ساعات أو أكثر يوميًا عليها أكثر عرضة لتدخين السجائر التقليدية بمقدار 3.5 أضعاف.
  • كان الأشخاص الذين يقضون ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة لتدخين السجائر الإلكترونية بنسبة 92% مقارنة بالأشخاص الذين لا يقضون أي وقت في استخدام هذه المنصات، بينما كان الاشخاص الذين يقضون 7 ساعات أو أكثر يوميًا عليها أكثر عرضة لتدخين السجائر الإلكترونية بمقدار 3 أضعاف تقريبًا.
  • كان الأشخاص الذين يقضون ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة لتدخين السجائر التقليدية والإلكترونية بمقدار 3 أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين لا يقضون أي وقت في استخدام هذه المنصات، بينما كان الأشخاص الذين يقضون 7 ساعات أو أكثر يوميًا عليها أكثر عرضة لتدخين السجائر التقليدية والإلكترونية بمقدار 5 أضعاف تقريبًا.

كانت النتائج مستقلة عن العوامل الأخرى التي ترتبط بزيادة خطر التدخين، مثل العمر، والجنس، ودخل الأسرة، وعادات التدخين لدى الوالدَين. وبعد مراعاة الجنس ودخل الأسرة كانت النتائج مماثلة، وكان الذكور تحت السن القانوني لشراء هذه المنتجات الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل أعلى أكثر عرضة لتدخين السجائر الإلكترونية.

وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين .. كيف تُشجِّع المنصات على هذا السلوك المضر؟

تجدُر الإشارة إلى أن هذه دراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكن استخلاص أي استنتاجات مؤكدة حول العوامل السببية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدخين، فقد اعتمدت على بيانات تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، ولا توجد معلومات عن المنصات التي استخدمها المشاركون أو كيفية استخدامهم لها، ولكن قدّم الباحثون بعض التفسيرات للنتائج التي توصّلوا إليها.

 

أولًا، أشاروا إلى أن الشركات المنتِجة للسجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية تَستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن منتجاتها والترويج لها من خلال الإعلانات المباشرة التي تستهدف الأشخاص عبر الخوارزميات والمؤثِّرين المأجورين على هذه المنصات لتقديم التدخين كنشاط عصري ومحبوب، ومن المرجح أن يؤدي قضاء المزيد من الوقت على منصات التواصل الاجتماعي إلى زيادة التعرض لهذه التأثيرات.

 

ثانيًا، أظهر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أن له سمات مشتركة مع السلوك الإدماني الذي يهدف إلى الحصول على مكافأة، وقد تؤدي كثرة استخدام هذه المنصات إلى زيادة التعرض لسلوكيات إدمانية أخرى مثل التدخين.

 

ثالثًا، قد تُشجِّع وسائل التواصل الاجتماعي على اتباع السلوكيات الخاطئة، بما في ذلك تدخين السجائر والتدخين الإلكتروني، فهي غالبًا غير خاضعة لرقابة الأهل.

 

 

ختامًا، أشار الباحثون إلى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تمتلك القدرة على التحكم في المحتوى الذي يُعرَض للمستخدِمين على منصاتها، وبإمكانها إن اختارت أو أُجبرت على ذلك، أن تحُدّ من عرض المواد التي تُروِّج لتدخين السجائر التقليدية والإلكترونية. وأكدوا على ضرورة النظر في حظر المواد التي تروِّج للتدخين، بالإضافة إلى وضع قوانين لتنظيم هذه المسألة وغيرها من العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة المجتمع وتنفيذها، وذلك لضمان السلامة على الإنترنت وحماية الأطفال والشباب.

آخر تعديل بتاريخ
30 مايو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.