الوسواس القهري وسنوات من المعاناة.. هل يمكن علاجه؟
أنا شاب عندي وسواس، أحيانا أتغلب عليه وأحيانا لا، وعندي أفكار سلبية دائما، وعندي غلوسوفوبيا أمام الجمهور، ووسواس العبادات في تكرار الوضوء والشك في خروج الريح في الوضوء والصلاة والنظافة، والشك في بقاء النجاسة بعد دخول مرحاض، وتكرار الكلمات عند قراءة القرآن، وفي حياتي اليومية في تكرار تفقد الغاز والباب ورسائل الأصدقاء، وتضخيم الأمور دائما، والتفكير الزائد والتشاؤم، ما الحل؟
الأخ الكريم؛ أنت تعاني من أعراض الوسواس القهري والذي يشمل وسواس الوضوء والصلاة والتكرار والتأكيد، وهذا يستلزم منك أن تزور طبيبًا نفسيًا لبدء العلاج بعد تقييمه لدرجة الأعراض لديك ووضع الخطة العلاجية الأنسب لك.
أما التفكير الزائد وتضخيم الأمور فيندرج تحت أعراض القلق، والفوبيا من لقاء الجمهور تابع للرهاب الاجتماعي. كثيرًا ما يأتي القلق والرهاب مع بعضهما، وهو مما يزيد المعاناة على المريض، ويتطلب منه أن يتحرك للعلاج في أسرع وقت.
الوسواس القهري ما هو؟
اضطراب الوسواس القهري (OCD - obsessive compulsive disorder) هو مرض يتسم بوجود أفكار ووساوس قهرية، والتي قد تدفع الشخص لتكرار سلوكيات قهرية، وفي العادة يقوم المصاب بمحاولة إيقاف هذه الأفكار، ولكنَّ ذلك لا يجلب سوى زيادة القلق والاضطراب.
أعراض الوسواس القهري
- إما وساوس (أفكار) وسلوكيات قهرية.
- الوساوس (الأفكار) القهرية فقط.
- السلوكيات القهرية فقط.
- ظهور حركات أو أصوات متقطعة وقصيرة وفجائية (لزمات لا إرادية - tics)
أسباب الوسواس القهري
ما يزال سبب الإصابة باضطراب الوسواس القهري غير واضح بالكامل، ومن النظريات الرئيسية التي تفسره ما يلي:
- تغيرات في وظائف المخ أو الكيمياء الطبيعية للجسد.
- يعتقد أن العوامل البيئية لها دور في تحفيز ظهور اضطراب الوسواس القهري، لكن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة.
عوامل تزيد من احتمالية حدوث الوسواس القهري
- التاريخ المرضي للعائلة.
- الأحداث الحياتية المليئة بالضغط النفسي.
مضاعفات الوسواس القهري
قد تظهر مشكلات أخرى لدى المصابين باضطراب الوسواس القهري، ومنها:
- العجز عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
- مشكلات العلاقات.
- انخفاض جودة الحياة.
- اضطرابات القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- أنواع الإدمان المختلفة.
- التهاب الجلد بسبب كثرة غسل اليدين.
علاج الوسواس القهري
تهدف العلاجات للسيطرة على الأعراض، كي لا تسيطر هي على حياتك اليومية، والعلاجان الرئيسيان هما العلاج النفسي والأدوية، والجمع بينهما فعال.
- العلاج النفسي: من خلال "التعريض مع منع الاستجابة" (ERP exposure and response prevention)، وتتضمن هذه الطريقة العلاجية تعريض المريض تدريجيًا لشيء يخافه أو تدور حوله وساوسه، مثل القذارة، وتعليمه طرقًا صحية للتكيف مع قلقه، ويحتاج العلاج بالتعرض إلى الممارسة وبذل المجهود، لكنه قد يساعد على الاستمتاع بحياة أفضل.
- الأدوية: يبدأ الأطباء بتجربة مضادات الاكتئاب.
كلمة أخيرة
لا تجعل قلقك ووسواسك يؤخرانك عن الذهاب للطبيب، توجه له في أقرب وقت لكي تبدأ في علاجك، شفاك الله وعافاك.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك