يعتبر صيام الأطفال في شهر رمضان من الموضوعات التي يكثر الحديث عنها خلال الشهر الفضيل، ويعود ذلك لعدة أسباب منها رغبة الأطفال في عيش تلك التجربة المفيدة، وخوف الأهل في بعض الأحيان على صحة أطفالهم للحديث عن الموضوع أكثر، يستضيف برامج حوارات على موقع صحتك، الدكتور سليمان خطار استشاري طب الأطفال للحديث عن إرشادات وقواعد صيام الأطفال في شهر رمضان.
بداية أخبرنا عن أهمية صيام الأطفال في شهر رمضان وانعكاساته الصحية عليهم؟
تتجاوز الفائدة الصحية لـ صيام الأطفال في شهر رمضان فائدته عند الكبار المتمثلة تنظيم الاستقلاب السكاكر والشحوم، الانعكاس الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية، إلى فوائد أخرى كتعلم الانضباط والصبر، وتأجيل الرغبات، وتعزيز الناحية الروحية والأخلاقية، والإحساس بالمسؤولية و شعور التعاطف مع الآخرين وكلها قيم تنعكس إيجابيا على شخصية الطفل بشرط سلامة الطفل وعدم وجود أي حالات مرضية يمكن أن تعيق صيام الطفل في شهر رمضان.
ما هي الحالات المرضية التي تمنع صيام الأطفال في شهر رمضان؟
هناك حالات صحية تمنع أو تستوجب الإشراف الطبي في حال توفر الرغبة في صيام الأطفال في شهر رمضان منها ما هو شائع نسبياً، مثل فقر الدم بكل أشكاله و داء السكري خاصة داء السكري من النمط الأول وهو الأكثر انتشارا، وبعض المشاكل الهضمية التي تؤدي إلى سوء الامتصاص أو فشل النمو، كذلك وجود الأمراض القلبية التي تؤثر على توازن السوائل في جسم الطفل، والأمراض الكلوية، وبعض الأمراض العصبية التي تتحرك بالصيام مثل الصرع.
ما هي العوامل تحدد قدرة الطفل على الصيام، وكيف نبدأ بـ صيام الأطفال في شهر رمضان تدريجياً. كما نعلم الطفل غير مكلف في الصيام، ويبدأ التكليف في سن الخامسة عشر، إلا أنه وكما ذكرنا يمكن أن يبدأ صيام الأطفال في شهر رمضان في أي وقت بين عمر 10-15 سنة وينصح بأن يبدأ الطفل بالتدرج في الصيام قبل ذلك بفترة زمنية كي يتآلف مع الصيام ويصبح قادرا على تجاوزه بدون مشاكل. عندنا ما يكون مكلفا بها، ممكن القول عموما بأن السن الآمن ببدء هذه التجربة هو عمر عشر سنوات، ويمكن أن يكون في عمر أبكر في حال غياب المشاكل الصحية المزمنة، وينصح أن يبدأ الصوم لعدة ساعات ومن ثم يزيد تلك الساعات ليصل إلى الصيام الكامل، أو أن يبدأ بالصيام عن الطعام وثم الصوم عن الشراب وهذا التدرج يشمل التجربة الأولى أما التجارب اللاحقة فيمكن أن يستفيد منها الطفل بشكل كامل.
ما هو النظام الغذائي الصحي التي يتناسب مع صياح الأطفال في شهر رمضان؟
النظام الغذائي لا يخرج عن القاعدة العامة وهي النظام الغذاء الصحي ، المتكامل والمتوازن الشامل على جميع العناصر الغذائية، ولكن هناك توصيات يجب أن نؤكد عليها، منها تجنب النشاط البدني أو أي شيء يؤدي إلى خسارة السوائل بشكل عام، مثلا إذا كان عند الطفل لديه رياضات تنافسية يجب عليه تأجيلها إلى فترت ما بعد الإفطار، ومن الضروري الانتباه إلى موضوع خسارة السوائل، لان ذلك سيؤدي إلى شعور الطفل بالإعياء وعدم قدرته على إكمال الصيام، بالنسبة للإفطار وعلى اعتبار بأن الجسم أثناء صيام الأطفال في شهر رمضان يكون محروم من المواد الغذائية يجب البدء بطعام يحرر الطاقة كالتمر أو العصائر الطبيعية، كما يجب أن تحتوي الوجبة الرئيسية على كمية كبيرة من السوائل، ومن هنا يأتي دور وجبة الشوربة، فكما نعلم، هي شيء أساسي في الإفطار وينصح بشوربة الخضار التي تحتوي على حبوب كاملة، وكمية كبيرة من الماء. ومن ثم تأتي الوجبة الأساسية والتي يجب أن تكون كما ذكرنا، كاملة، وشاملة ومتوازنة، وتحتوي على جميع العناصر. لذلك ويجب أن نؤكد أيضا أن خلال الفترة بين الإفطار والسحور يجب على طفل تناول الكمية كافية ووافية من السوائل، قد تصل إلى 8 أكواب أي ما يعاد ل لتر ونصف إلى 2 لتر تقريباً.
وفيما يتعلق بوجبة السحور يجب قدر الإمكان تأخير، وجبة السحور أثناء صيام الأطفال في شهر رمضان إلى الحد الأبعد، ونؤكد على تجنب الأطعمة المملحة بالشدة، لأن تلك الأطعمة تسبب العطش، كذلك تجنب الأطعمة التي تحتوي سكريات عالية، خاصة السكري المصنعة. ويجب التركيز في وجبة السحور على البروتينات كالبيض واللحوم لأنها تؤخر الشعور بالشبع.