الأمراض المناعية في الجسم.. ما سببها وما أنواعها؟
والدي ظهر لديه مرض مناعي، وأخذ جلسة علاج كيماوي، ولكن لسوء صحته لم نستطع إعطاءه العلاج مرة أخرى، وأصبح لديه تصلبات متعددة، توقف الجزء السفلي عن الحركة، وأصبح لا يسمع ولا يرى. هل هناك علاج؟
الأخت الفاضلة؛ تحدث الأمراض المناعية نتيجة مهاجمة الأجسام المضادة للجسم نفسه، أو أحد أعضاء الجسم، مما يسبب أعراضًا نتيجة إصابة هذا العضو. يكون التشخيص بشكل أساسي بالفحص السريري، وعمل تحاليل للأجسام المضادة في الدم.
يعتمد العلاج وتطور المرض على نوع المرض المناعي، لأن أمراض المناعة عديدة جدًّا، لذلك أنصحك بالتوجه إلى استشاري الأمراض المناعية للوصول إلى التشخيص السليم ووصف العلاج المناسب.
الأمراض المناعية لماذا تحدث؟
قد يَحدث اضطراب في عمل خلايا المَناعة فتبدأ بمهاجمة خلايا جسمنا نفسها، وتُحدِث أمراضاً تسمى "الأمراض المناعية الذاتية Autoimmune Diseases"، مثل بعض حالات الروماتيزم والتهابات المفاصل، والتهاب عضلة القلب، وبعض أمراض الكلية، والنوع الأول من الداء السكري، وبعض الأمراض الجِلدية وفقر الدم...
يَحدث في الأمراض المناعية الذاتية اضطرابٌ في عملِ خلايا المَناعة في أجسامنا بحيث تُهاجم خلايا جسمنا نفسها، وذلك لأنها تحمل أعلاماً (بروتينات على سطحها) تتشابه كثيراً مع بعض الأعلام (البروتينات) التي تَحمِلُها بعض الجراثيم، وعند ذلك، بدلاً من أنْ تَحمي خلايا المَناعة جسمَنا، قد يؤدي نشاطها المناعي إلى إحداث ضرر في بعض خلايا أجسامنا، وذلك مثلما يَحدُث في التفاعل المَنَاعي ضد جرثومة المكورات العقدية التي تُسَبِّبُ التهاب اللوزتين، إذ تَحمِل هذه الجراثيم بعض المواد التي تُشبِه تركيب مواد موجودة عادة في خلايا القلب، فيؤدي تشابه هذه الأعلام (البروتينات) أحياناً إلى مهاجمة خلايا المَناعة لخلايا القلب، وقد تؤدي تلك المعركة إلى إحداث مرض الحمى الرثوية الذي يسبب أضراراً في صمامات وعضلة القلب.
ممنوعات من أجل صحة الجهاز المناعي
1. تناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة والألوان الصناعية
إذ تتسبب الإضافات الغذائية من المواد الحافظة والألوان الصناعية في الأطعمة السريعة والأطعمة المصنعة والأطعمة المقلية بالكثير من الآثار الضارة على صحة الإنسان، فقد أشارت العديد من الأبحاث إلى أنها تُضعف الجهاز المناعي وتزيد من حدة الأمراض الفيروسية.
2. تناول السكريات
ينصح بالإقلال من تناول الحلويات والسكريات بوجه عام، لأن الإفراط في تناولها يُضعف المناعة بشكل كبير ويساهم في تفاقم الأمراض المناعية ، فهي تقلل من قدرة كرات الدم البيضاء على مواجهة الميكروبات والفيروسات والقضاء عليها لمدة خمس ساعات بعد تناولها، لأنه بزيادة نسبة السكر في الدم يصبح ملائمًا لنمو الميكروبات وتكاثرها، خاصة في حالة الإصابة بالعدوي. والأمر نفسه بالنسبة للأطعمة الغنية بالدهون، والتي يجب عدم الإفراط في تناولها لما لها من آثار ضارة على صحة الجسم.
3. تناول المشروبات الغازية
يفضل كثيرون الإقبال على تناول المشروبات الغازية وخاصة في الأوقات التي يحتاج فيها الفرد إلى الترطيب عن نفسه، لكن أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول "المياه الغازية" يضعف جهاز المناعة ويضاعف مشكلات الأمراض المناعية ، فقد أشارت هذه الأبحاث إلى أن شرب علبة من المياه الغازية يضعف جهاز المناعة بمقدار الثلث، بمعنى أن تناول 3 علب مياه غازية في اليوم ربما يؤدي إلى تعطيل الجهاز المناعي لهذا اليوم، فيكون الإنسان عرضة للإصابة بأي مرض، كما أثبتت إحدى الدراسات الحديثة أن تناول 8 ملاعق من السكر الأبيض تضعف خلايا الدم البيضاء بنسبة 40%.
4. الضغوط النفسية
أكدت الدراسات أن الضغوط النفسية والقلق والتوتر والاكتئاب تعد جميعها عوامل تؤدي إلى خفض مستوى النشاط المناعي للجسم، بالتالي يصبح الجسم فريسة سهلة للإصابة بالأمراض المُعدية. كما أثبتت الأبحاث الطبية أن الأمراض المناعية تتأثر سلبًا أثناء حالات الغضب الشديدة، ويصبح الجسم عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض. كما أن العصبية ترفع مستويات الكورتيزول في الجسم، مما يقلل من إنتاج مادة البروستاجلاندين التي تدعم وظيفة المناعة وتمدد الأوعية الدموية.
5. سوء النظافة الشخصية
غسل الأيدي والوجه بصورة متكررة يقي بشكل كبير من الإصابة بالعدوى بالعديد من الأمراض، لأن انعدام عادات النظافة المناسبة يعرّض الجسم لمزيد من الجراثيم، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي.
6. النوم الكافي
لتقوية الجهاز المناعي يفضل مراعاة العديد من الممارسات والعادات اليومية، والتي من أهمها النوم، فالنوم المريح بمعدل 8 ساعات يومياً ضروري لتقوية الجهاز المناعي ، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون علي قسط كاف من النوم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ونزلات البرد، كما أن قلة النوم ترتبط بانخفاض عدد كرات الدم البيضاء التي تساعد الجسم على مقاومة المرض.
7. الرياضة
من المعروف أن ممارسة الرياضة تحسن الدورة الدموية وتعزز من وجود الأجسام المضادة وكرات الدم البيضاء المهمة لمكافحة الالتهابات، وأيضاً تساعد في تحسين أداء الجهاز المناعي، كما أنها تحافظ على توازن هرمونات الجسم وتزيد من كفاءة جهاز المناعة.
8. التدخين
التدخين يضعف الخلايا المناعية ويعوق عملها، لذا فإن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المُعدية وخاصة التي تصيب الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا، وقد وجد أن الإنسان عندما يقلع عن التدخين تبدأ المناعة في التحسن خلال 30 يومًا.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك