صحــــتك

الحروب ومرضى السكري.. ما التأثيرات المتوقعة؟

الصورة
مصطفى سعيد


الحروب ومرضى السكري.. تؤدي الأزمة الإنسانية في غزة إلى زيادة العبء على حالة مرض السكري الهشة أصلًا لجميع المصابين به في القطاع، فقد ذكر أحد الأطباء الأجانب أنه شهد الوضع عدة مرات من قبل، واتصل بأصدقائه المصابين بداء السكري وباختصاصيين في الرعاية الصحية، وأكد على معاناة مرضى السكري.

تشكل الحياة لمرضى السكري في غزة تحدياً خلال فترات "السلام" مع قلة فرص الحصول على التعليم والإمدادات الإنسانية، ومع الحرب المدمرة والأزمة الإنسانية، فإن مرضى السكري لا يستطيعون السيطرة على حالتهم. وقد عبّر العديد من مرضى السكري عن عجزهم في الحصول على الأنسولين حتى أثناء تواجدهم في ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا)، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية الطارئة لمن يحتاجون إليها أولًا.

بدأ مرضى السكري في غزة بالفعل في تقليل جرعتهم حتى يكفيهم الموجود من الأنسولين لبضعة أيام إضافية، أما بالنسبة لأولئك الذين يتناولون الأنسولين في الملاجئ، فإنه عادة لا يكون من النوع الذي يستخدمونه بانتظام، وقد أبلغ العديد منهم عن مستويات أسوأ من السكر في الدم، وذلك بسبب عدم القدرة على ضبط الجرعات وشرائط اختبار الجلوكوز القليلة والمحدودة.

كما أصبح الحصول على الغذاء والماء مشكلة كبيرة لديهم، لأنهم نادراً ما يجدون الماء الذي يشربونه، ناهيك عن الحاجة إليه أثناء معالجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولا يجدون حتى الطعام لتناول الأنسولين بانتظام.

الحروب ومرضى السكري

تؤثر الحروب على المصابين بمرض السكري من ثلاثة محاور:

أولًا: تأثير الحرب على الأشخاص الأصحّاء

قد تتسبب الحروب والقنابل وحالة الهلع والتوتر الدائم إلى الإصابة بمرض السكري، خاصة مع النساء الحوامل والمرضى المصابين بأمراض مزمنة أخرى.

ثانيًا: الحروب ومرضى السكري من النوع الأول

هذا النوع من المرضى الأشد تأثرًا بسبب الحرب، لأنه يعتمد بشكل أساسي على الأنسولين المصنّع، وفي ظل الحروب التي تحدث دون استعدادات أو الحروب التي ينعزل فيها البلد المعتدى عليه عن وصول الإمدادات من الأدوية، مع ما ينتج من الهدم والتخريب واستهداف الحرب غير الإنسانية للمؤسسات العلاجية والمستشفيات، وفي ظل عدم إمكانية وصول مؤن غذائية وعلاجية، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات بسبب عدم التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، مثل الحماض الكيتوني السكري، مع إثقال كاهل النظام الصحي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتوافر الرعاية عند الضرورة. كذلك تتسبب قلة التغذية في حدوث خطر نقص السكر في الدم، وعدم الانتظام في نسب السكر في الدم ما بين ارتفاع وانخفاض، مما يؤثر على الصحة العقلية للمرضى.

ثالثًا: الحروب ومرضى السكري من النوع الثاني

تختلف الدراسات في تأثير الحروب على مرضى السكر خاصةً من النوع الثاني مع قلة التغذية، إذ يمكن أن يؤدي الجمع بين إفراز الأنسولين غير الكافي ومقاومة الأنسولين أو الإفراز المفرط للجلوكاجون إلى الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وقد يؤدي أيضًا إلى مضاعفات الأوعية الدموية الكبيرة والدقيقة.

واستجابة للعدد المتزايد من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع معدل انتشار السُّمنة، قامت الجمعية الأمريكية للسكري والرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري بتجميع لجنة لتحديث بيانات الإجماع حول علاج مرض السكري من النوع الثاني، وأصبحت تغييرات نمط الحياة من خلال ممارسة الرياضة والتغذية علاجًا ذا أولوية للأشخاص الذين يعانون من السكر النوع الثاني. لذلك؛ فإن مرضى هذا النوع من السكري ليسوا بحاجة ملحة إلى التدخلات الغذائية لتنظيم السكر في الدم كما هو الحال في مرضى النوع الأول، ففي حالة الحرب مع قلة كمية الغذاء قد يشهد مرضى النوع الثاني من السكر تحسّنًا في مستويات السكر في الدم لمدة.

ولكن يظل خطر انخفاض السكر في الدم وحدوث الحماض الكيتوني السكري الذي يؤثر على الصحة العقلية للمريض وحياته، مما قد يؤدي إلى الوفاة بنسب كبيرة جدًا، خاصة مع طول مدة الحرب وقلة التغذية والإمكانيات العلاجية والأدوية.

المضاعفات التي تنتج من عدم انتظام السكر في الدم لمرضى السكر:

  • شدّة الجفاف.
  • تلف الكلى.
  • مضاعفات في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية.
  • تضرر الأعصاب.
  • فشل في القلب.
  • فقدان النظر.
  • تشنجات في الساقين، وتنتهي إلى عدم القدرة على المشي.
  • انتشار الأمراض المعدية والإصابة بالأمراض الجلدية والفطرية.
  • القدم السكري.
  • تضرر الكبد.
  • فقدان العضلات.
  • القلق والتوتر.
  • الوفاة.

الحروب ومرضى السكري.. نقص السكر في الدم

يمثّل حدوث انخفاض كبير في مستويات الجلوكوز في الدم أكثر المضاعفات خطورة، لأن انخفاض السكر في الدم يُعَد حالة طارئة وواردة الحدوث، مع الحرص الشديد المتزايد من المريض على التحكم في مستويات السكر بتناول الأدوية، ومع عدم توافر تغذية جيدة، وتكون الأعراضُ التي تظهر على مرضى السكري عند انخفاض سكر الدم هي شحوب الوجه، واهتزاز، والدوخة والدوار، وتسارع ضربات القلب والارتعاش، والتَّعرُّق، وعدم القدرة على التفكير، وصعوبة في التركيز، والضعف والشعور بعدم وجود طاقة مع صداع وتنميل ووخز في الأطراف، وقد تصل إلى تشنجات وغيبوبة قد تصل للوفاة إن لم يتم علاجها بشكل سريع.

ويتم تجنب ذلك بتناول المريض السكريات في حالة انخفاض السكر في الدم مباشرة، وذلك لمنع تطور الأعراض وتجنب حدوث ضرر دائم، ويمكن للأشخاص تناول السكر أو الحلوى وتناول أكلات أخرى ترفع السكر في الدم وشرب العصائر والماء والعسل والنشويات، وفي الحالات الأشد خطورة يضطر طبيب الطوارئ إلى إعطاء محلول الجلوكوز في الدم عن طريق الحقن في الوريد.

وقد يحتاج المريض إلى تغيير نوع الدواء الذي يتناوله إذا حدث انخفاض السكر عدة مرات متكررة.

الحروب ومرضى السكري.. مضاعفات عدم تناول المريض لأدويته

يؤدي عدم تناول مريض السكر أدويته إلى حدوث مضاعفات خطيرة جدًا، مما قد يؤثر على الأوعية الدموية والشرايين، وقد يؤدي إلى تليف الكلى، وقد يحتاج المريض إلى غسيل، وتلف أعصاب الجسم عمومًا، وتلف أعصاب العين، مما يؤدي إلى العمى، غير مشكلات القلب، حيث يزداد خطر حدوث جلطات وفشل في عضلة القلب.

الحروب ومرضى السكري.. إجراءات التعامل

1. الالتزام بالأدوية المعتادة والنظام الغذائي الموصى به ونمط الحياة قدر الإمكان، والتثقيف الذاتي، والقيام بمراقبة نسبة الجلوكوز في الدم وضغط الدم بشكل منتظم. وتحدد نتائج مرض السكري أثناء الأزمات على أنها دون المستوى الأمثل، فمن المهم أيضًا أن يعترف المرضى ومتخصصو الرعاية الصحية ويقبلون تخفيفًا كبيرًا في التحكم في نسبة السكر في الدم.

كما أن تأثيرات الحرب على الصحة العقلية لا يمكن فهمها مثل الضغوطات الجسدية والقلق والتوتر، فقد يؤثر ذلك على مرض السكري. تشير بعض الدراسات إلى أن الهرمونات التي تسيطر على الجسم أثناء أوقات التوتر يمكن أن تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم. لذلك، تساعد أنشطة تخفيف التوتر أحيانًا في السيطرة على مرض السكري.

ومن المؤكد أن قول ذلك أسهل بكثير من فعله في أوقات الاضطرابات، وتشمل التمارين الرياضية مثل القفز أو الجري في المكان، والتنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والراحة عندما يكون ذلك ممكنًا، والحفاظ على الروابط الاجتماعية مع الآخرين.

 

2.حماية الأدوية ومستلزمات الطوارئ بسبب الحرب، وبسبب انقطاع خطوط الإمداد والكهرباء، وما ينتج عنه من نقص في الإمدادات الطبية أثناء الحروب، فإن أول شيء يجب توفيره هو إمدادات احتياطية من أي أدوية تحتاجها من ذلك، ومن الضروري لمرضى السكري أن يحصلوا على إمدادات من الأنسولين تكفي لمدة شهرين على الأقل.

وإذا كنت في وضع تكون فيه المرافق الطبية مغلقة أو على وشك فقدان الطاقة، كما هو الحال حاليًا في غزة، فهناك استراتيجيات لتخزين الأدوية والحفاظ عليها. على سبيل المثال؛ حاوِل إبقاء قوارير الأنسولين باردة بوضعها بجوار زجاجة ماء بارد، أو لفها بقطعة قماش مبللة استعدادًا للأزمات المستقبلية، قد تنظر المرافق الطبية في استخدام خيارات جديدة أرخص لتخزين الأنسولين، مثل المبردات المطبوعة الثلاثية الأبعاد التي تعمل بالبطاريات.

3. مسؤولية منظمات الإغاثة والمنظمات الصحية والحكومات، وذلك من خلال دعم الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية.

آخر تعديل بتاريخ
14 فبراير 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.