حبوب منع الحمل هي وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل، لكنْ هل تعلمين أن العديد من الفتيات والنساء اللاتي يعانين من حَب الشباب ويستخدمن حبوب منع الحمل كوسيلة من وسائل المنع؛ قد يظهر أيضًا تأثير إيجابي على بشرتهن؟ فهل تساعد حبوب منع الحمل في التخلص من حبوب الشباب؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، وعن حبوب منع الحمل وأنواعها التي تساعد في التخلص من حب الشباب.
ما هو حَب الشباب؟
حب الشباب هو الحالة الجلدية الأكثر شيوعًا عند المراهقين، إذ يعاني ما يقدَّر بنحو 80٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 30 عامًا على الأقل من شكل خفيف. وتحدث هذه الحبوب عند انسداد بصيلات الشَّعر تحت الجلد، ويؤدي انسداد المسام إلى ظهور الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء وأنواع أخرى من البثور.
عادةً ما تؤثّر حبوب الشباب على أي شخص في مرحلة ما من حياته، وهو أكثر شيوعًا بين المراهقين والشباب الذين يخضَعون لتغيرات هرمونية (خاصةً الفتيات)، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا أثناء مرحلة البلوغ. يمكن أن يكون الحَب المستمر الواضح أمرًا مزعجًا للغاية بالنسبة للمراهقين، ويؤثّر على احترامهم لذواتهم. ونتيجة لذلك، يجرِّب العديد من الشباب والفتيات كل أنواع العلاجات لمحاولة التخلص من البثور.
ما هي أنواع حب الشباب؟
هناك عدة أنواع من حب الشباب، وتشمل:
- حب الشباب الفطري.
- حب الشباب الكيسي.
- حب الشباب الهرموني.
- حب الشباب العقدي
بالتأكيد كل هذه الأشكال يمكن أن تؤثر على احترام الشخص لذاته، كما يمكن أن يؤدي كلٌّ من حب الشباب الكيسي والعقدي إلى تلف الجلد الدائم على شكل ندبات. بالتالي؛ يجب عدم إهمال المشكلة وطلب استشارة طبية مبكرًا حتى يتمكن الطبيب المتخصص من تحديد أفضل خيار علاجي للحالة.
كيف تساعد حبوب منع الحمل في علاج حب الشباب؟
لكي نعرف كيف تساعد حبوب منع الحمل في علاج حب الشباب، يجب علينا أولًا معرفة أن السبب الرئيسي لتطور الحبوب عند الشباب هو أن هرمون الأندروجين الذكري يتم إنتاجه بكميات أكبر خلال فترة البلوغ، خاصة عند الفتيات. تعمل الهرمونات التي تسمى الأندروجينات على تعزيز إنتاج الزهم، وهو زيت يفرزه الجلد، وعند إفراز الزهم بكمية كبيرة، يؤدي ذلك إلى انسداد المسام ونمو البكتيريا، مما يخلق أرضًا خصبة بظهور حب الشباب.
عادةً ما تُنتِج النساء مستويات منخفضة من الأندروجينات، ولكن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية يمكن أن ترفع مستويات الأندروجين وتؤدي إلى ظهور الحبوب. يمكن أن يستمر أيضًا بعد مرحلة البلوغ المبكر عند بعض النساء، ويمكن أن تستمر التغيرات الهرمونية في تعزيز حب الشباب حتى خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، عندما يستعد جسم المرأة لانقطاع الطمث.
تؤثّر حبوب منع الحمل على الهرمونات، وبما أن الهرمونات تلعب -كما ذكَرنا- دَورًا رئيسيًا في ظهور الحَبّ، فبالتالي يمكن أن تساعد أنواع معيّنة من هذه الوسيلة للمنع في علاج الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء والبثور والأنواع الصعبة، التي تُعرف أيضا باسم حب الشباب الكيسي. إذ تعمل حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونَي الأستروجين والبروجستيرون على تقليل مستويات الأندروجين الوظيفية، وبالتالي تقلل من إنتاج الزهم وحدوث الحب في البشرة. لكن تجب معرفة أن الحبوب التي تحتوي على هرمون البروجسترون فقط يمكن أن تجعل الأمر أسوأ.
ما هي أنواع حبوب منع الحمل المستخدَمة لعلاج حب الشباب؟
على الرغم من الأنواع الجديدة من حبوب منع الحمل التي انتشرت خلال العقد الماضي، فإن إدارة الغذاء والدواء (FDA) لم توافق إلا على ثلاثة أنواع فقط منها لعلاج حب الشباب. الأنواع الثلاثة لها نفس الفعالية في علاج الحَب المتوسط، وجميعها من نوع حبوب منع الحمل المركّبة التي تحتوي على كل من هرمون الأستروجين والبروجستيرون. يحتوي كل نوع من الأنواع المستخدمة على جرعة منخفضة من نفس الشكل من هرمون الأستروجين، لكن يحتوي كل نوع على شكل مختلف من هرمون البروجسترون. فيما يلي الأنواع الثلاثة المستخدمة للعلاج:
- أورثو ثلاثي سيكلين – Ortho Tri-Cyclen: يجمع بين هرمون الأستروجين مع شكل اصطناعي من البروجسترون، يُسمى البروجستين.
- إستروستيب Estrostep: يجمع بين هرمون الأستروجين والبروجستين المسمى نورثيندرون.
- ياز YAZ: يجمع بين هرمون الأستروجين والبروجستين المسمى دروسبيرينون.
ما أفضل نوع من حبوب منع الحمل لعلاج حب الشباب؟
عند التحدث عن الخيار الأمثل، فإن الخيار الأفضل لامرأة قد لا يكون مناسبًا لامرأة أخرى، وذلك لأن بعض النساء قد تحتاج إلى مستويات أعلى من الهرمونات عن غيرهن للحصول على نتائج أكثر فعالية مع أقل آثار جانبية، في حين أن البعض الآخر يعمل بشكل أفضل مع مستويات أقل. بالتالي الاختيار الأمثل يختلف من امرأة لأخرى، وذلك حسب رؤية الطبيب الخاص لكل حالة على حدة.
كما تجب معرفة أن حبوب منع الحمل لا تزيل حب الشباب بين عشية وضحاها، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر من العلاج قبل أن يبدأ الشفاء. ويجب التنبيه أيضًا بأنه في بداية فترة العلاج قد تصيب المريض بعض النوبات التي قد تُشعِره أن العلاج لا يؤدي مفعوله المرجوّ، ولكن هذا شيء شائع في تلك المرحلة من العلاج. قد يصف الطبيب علاجات موضعية بالتزامن مع العلاج الهرموني من حبوب منع الحمل للحد من تلك النوبات أو التقليل منها.
فوائد ومخاطر استخدام حبوب منع الحمل لعلاج حب الشباب
حبوب منع الحمل هي الحل المثالي إذا كانت المرأة بحاجة إلى وسائل منع الحمل وعلاج حب الشباب. ومعظمها لها معدل فعالية يقترب من 99% عند استخدامها حسب التوجيهات، ويمكن أن تساعد أيضًا على تقصير فترات الحيض، وتخفيف آلام الدورة الشهرية.
تحتوي حبوب منع الحمل في الوقت الحالي على مستويات أقل من هرمون الأستروجين والبروجستيرون مما كانت عليه في الماضي، وبالتالي يقل خطر حدوث مشكلات طبية. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي يتناولنها قد يتعرضن لمخاطر أكبر لبعض الآثار الجانبية، بما في ذلك:
- نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
- جلطات دموية في الرئتين أو الساقين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- صداع نصفي.
- الاكتئاب وتغيرات المزاج.
- طراوة الثدي.
- النزيف بين الدورات الشهرية.
ما هي موانع استخدام حبوب منع الحمل؟
حبوب منع الحمل هي واحدة من أكثر وسائل تنظيم النسل استخدامًا في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ومع ذلك، لا ينبغي لبعض النساء تناولها إذا كان لديهن ظروف صحية معيّنة قد تزيد من خطر حدوث أي مشكلات. بالتالي، يجب على المرأة تجنبها إذا كان:
- عمرها أكبر من 30 عامًا وتدخّن.
- حامل أو مرضعة.
- تعاني من السُّمنة المفْرطة.
- لديها تاريخ مرَضي من تجلط الدم.
- تعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
- لديها تاريخ مرَضي من الإصابة بسرطانات الثدي أو الرحم أو الكبد.
- تعاني من الصداع النصفي مع أعراض سمعية أو بصرية.
المصادر:
How Do Birth Control Pills Help with Acne