تحدث هذه الحالة عندما تنفصل الأوردة المبعوثة التي تمر عبر فتحة ضامة (foramen) في فروة الرأس عن الأنسجة وتتمزق أثناء الولادة المهبلية الصعبة.
يمكن أن يكون النزف تحت فروة الرأس مهددًا لحياة طفلك، فيمكن أن يفقد ما بين 20% إلى 40% من حجم دمه عندما يتشكل النزف في رأسه، وإذا تلقى طفلك العلاج في الوقت المناسب، فعادة ما يختفي هذا النزف خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة.
ما هي أسباب النزف تحت فروة الرأس؟
عندما تتمزق الأوردة التي تمر عبر الفتحة الضامَّة في فروة الرأس أثناء الولادة، يتجمع الدم بين جلد فروة الرأس وعظم الجمجمة، مما يسبب نزفًا، وغالبًا ما يحدث هذا فقط أثناء الولادة المهبلية الصعبة أو المتعسرة.
ففي بعض الأحيان، لا تسير الأمور كما هو مخطط لها أثناء الولادة المهبلية، ويحدث النزف تحت فروة الرأس غالبًا إذا احتاج طبيبك إلى استخدام أدوات مثل الملقط لمساعدة طفلك على الخروج أثناء المخاض الصعب.
سيقرر طبيبك استخدام الأدوات للمساعدة في الولادة إذا رأى إحدى العلامات الآتية:
- عدم التناسب الرأسي الحوضي: رأس طفلك أو جسده أكبر من أن يتناسب مع حوضك.
- عسر ولادة الجنين: تعسر الجنين في المرور بسلام من خلال المهبل.
- المخاض الطويل: فشل المخاض في التقدم بعد أكثر من 20 ساعة.
- المخاض السريع: يتحرك المخاض بسرعة، ويكون طفلك جاهزًا للولادة خلال ثلاث ساعات من الانقباضات.
من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالنزف تحت فروة الرأس؟
يمكن أن يؤثر النزيف تحت جلد الرأس على أي طفل يولد عن طريق الولادة المهبلية المتعسرة، وخاصةً إذا كانت الولادة متعسرة واحتاج طبيب الولادة إلى استخدام بعض الأدوات المساعدة لإخراج الطفل، مثل الملقط (forceps)، أو الشَّفاط (Vacuum-assisted delivery (VAD).
وهناك عدة عوامل أخرى قد تزيد من خطر النزف تحت فروة الرأس، مثل:
- كبر حجم الجنين.
- مشكلات في عوامل تخثر الدم لدى الجنين.
ما مدى شيوع النزف تحت فروة الرأس؟
يعد النزيف تحت جلد الرأس نادرًا، ويحدث نحو 4 مرات من كل 10000 ولادة مهبلية عند عدم استخدام الأدوات المساعدة.
أما إذا كان استخدام تلك الأدوات ضروريًا لولادة طفلك، فإن معدل حدوث ذلك يكون أعلى، إذ يتم استخدام الشفط في نحو 60 حالة من أصل 10000 ولادة.
ما هي أعراض النزف تحت فروة الرأس؟
تشمل أعراض النزف تحت فروة الرأس ما يلي:
- ظهور كدمات على سطح جلد وفروة الرأس.
- معدل ضربات القلب السريع، وربما عدم انتظام ضربات قلب الطفل.
- ضغط دم منخفض.
- شحوب لون بشرة الطفل.
- انخفاض مستويات خضاب الدم (الهيموجلوبين والهيماتوكريت) بسبب فقدان الدم بشكل كبير تحت فروة الرأس.
- تورم في الرأس يشبه حركة السائل (boggy swelling) بسبب النزيف.
وتَحدث الأعراض المهدِّدة للحياة في أقل من 25% من جميع حالات النزف تحت فروة الرأس، وتشمل ما يلي:
- نزيف داخلي مفرط أو عدم تخثر الدم (اعتلال التخثر).
- فقدان السوائل بشكل كبير عندما لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم في جميع أنحاء الجسم (صدمة نقص حجم الدم أو الصدمة النزفية).
- صعوبة في التنفس (ضائقة تنفسية).
- نقص الأكسجين في دماغ طفلك أثناء الولادة.
كيف يتم تشخيص النزف تحت فروة الرأس؟
سيقوم طبيب الأطفال الحديثي الولادة بفحص طفلك بعد الولادة بعناية بحثًا عن الأعراض الجسَدية لهذه الحالة، مثل شحوب الجلد وتورّم فروة الرأس والكدمات.
إذا اشتبه بحدوث نزيف تحت فروة الرأس، فسيطلب إجراء اختبار تصوير مثل الموجات فوق الصوتية للرأس، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة السينية لفحص النزف تحت فروة الرأس.
إذا استخدم طبيب الولادة جهاز شفط للمساعدة في ولادة طفلك، فستتم مراقبة الطفل عن كثب في الحضَّانة حتى لو لم تظهر عليه أي علامات جسدية فورية لنزيف تحت فروة الرأس بسبب تراكم الدم تحت فروة الرأس، إلى جانب تغير لون الجلد الذي يشير إلى أن تلف الأنسجة يمكن أن يحدث بمرور الوقت (في غضون ساعة إلى 72 ساعة بعد ولادة طفلك).
كيف يتم علاج النزف تحت فروة الرأس؟
إذا قام طبيب الأطفال الحديثي الولادة بتشخيص إصابة طفلك الحديث الولادة بنزف تحت فروة الرأس، فسيبدأ على الفور العلاج لاستعادة حجم الدم في جسم طفلك من خلال عمليات نقل الدم والبلازما في وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة (NICU).
كما سيقوم بمراقبة مستويات الدم لديه للتحقق من أن نسبة خضاب الدم (الهيموجلوبين والهيماتوكريت) لديه في المستويات الطبيعية وليست منخفضة جدًا، كما سيقوم بقياس محيط رأس طفلك بانتظام لمتابعة تطور التورم.
إذا كان النزف تحت فروة الرأس شديدًا ولم يتقدم العلاج بنقل السوائل، فسيكون من الضروري إجراء جراحة طارئة في هذه المنطقة لتصريف ووقف النزيف تحتها.
متى سيشعر طفلك بالتحسن بعد العلاج؟
بعد أن يتوقف النزف تحت فروة الرأس استجابةً للعلاج، يقلّ التورم وتختفي الأعراض خلال أسبوعين. ويوصى بالمتابعة مع طبيب الأطفال من خلال الزيارات الروتينية خلال السنة الأولى لطفلك، لمراقبة ما إذا كانت الحالة قد تسببت في ظهور أي أعراض أخرى من شأنها أن تؤثر على نمو طفلك أم لا.
فإذا نجح العلاج، وهو ما يحدث فيما يقدر بنحو 75٪ من حالات النزف تحت فروة الرأس، فسيكون لدى طفلك تطور جيد، وسيكون قادرًا على مغادرة الحضانة معك.
كيف يمكنني تقليل خطر النزف تحت فروة الرأس؟
من الصعب منع حدوث نزيف تحت فروة الرأس، لأنه يحدث نتيجة لعملية الولادة المهبلية الصعبة التي غالبًا ما لا يمكن كشفها إلا أثناء المخاض.
ولكن يمكن لطبيب الولادة من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة التحقق من وضعية طفلك، وتقييم ما إذا كانت الولادة المهبلية هي الخيار الأكثر أمانًا لك ولطفلك أم لا.
كيف تعتني بطفلك الذي يعاني من نزف تحت فروة الرأس؟
من المرجح أن يبقى مولودك الجديد، الذي شُخصت حالته بنزف تحت فروة الرأس في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حتى تتحسن حالته، وتتمكني من اصطحابه والعودة إلى المنزل.
بعد أن يتلقى طفلك العلاج للتخفيف من أعراض الحالة، سيحتاج إلى متابعة خلال عامه الأول للتحقق من نجاح العلاج، وعدم تأثير أي أعراض باقية عليه.
ومن المهم أيضًا أن تعتني بنفسك أثناء هذا التشخيص المجهد مباشرة بعد ولادة طفلك، وتأكدي من الحصول على الدعم النفسي من عائلتك وأصدقائك، واحرصي على التواصل مع الطبيب إذا كنت تشعرين بالتوتر الشديد أو القلق.
متى يجب أن تذهبي بطفلك إلى الطوارئ؟
يجب عليك الإسراع إلى الطوارئ إذا كان طفلك قد تم تشخيصه بنزف تحت فروة الرأس عند تعرضه لنوبة صرع أو تشنجات، فهي أحد الأعراض الخطيرة.
وتحدث النوبة إذا لاحظت أن طفلك:
- فاقدًا وعيه لفترة قصيرة من الزمن.
- يهز أو يحرك أذرعه وأرجله بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
تستمر النوبات عادة ما بين 30 ثانية إلى دقيقتين، وتعتبر أي نوبة تدوم أكثر من خمس دقائق حالة طبية طارئة يجب عندها الإسراع للطوارئ.
وختامًا،
قد تشعرين بالقلق والتوتر بعد الولادة المتعسِّرة، ولكن لا تقلقي، فسيقدم طبيب الأطفال رعاية فورية لمعالجة صحة طفلك. خلال هذا الوقت، من المهم أن تحيطي نفسك بالحب والدعم من عائلتك وأصدقائك، لتتمكني من اجتياز هذه الفترة الحرجة.
المصادر:
