استُخدم الفسفور الأبيض بشكل رئيسي في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي (IDF) في قذائف المدافع بقطر 155 ملم في حرب طوفان الأقصى.
تنتشر كل قذيفة في الهواء بحيث تصدر 116 قشرة فسفور بيضاء مشتعلة في نصف قطر يمتد لمسافة تصل إلى 125 مترًا من نقطة الانفجار اعتمادًا على الظروف البيئية وزاوية الهجوم. فيما يلي أهم المعلومات التي يجب أن تعرفها عن هذا السلاح المحرَّم دوليً، وكيفية الإسعاف في حال التعرض له.
أولاً، ما هو الفسفور الأبيض؟
الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، له رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجاً ناراً ودخان أبيض كثيف.
ما هي قنابل الفسفور الأبيض؟
قنابل الفسفور الأبيض هي أسلحة متفجرة تحتوي على مادة الفسفور الأبيض، ويكون له ملمس شمعي ورائحة تشبه رائحة الثوم، ويمكن أن يكون لونه أبيض أو أصفر أو شفافًا (عديم اللون).
كيف تعمل قنابل الفسفور الأبيض؟
تعتبر القنابل الفسفورية البيضاء أسلحة حارقة، وهذا يعني أنها بالإضافة إلى قدرتها التفجيرية التدميرية، يمكنها نشر النيران. تعمل هذه النيران على احتراق الفسفور، والذي يحترق عند درجة حرارة تبلغ نحو 1500 درجة فهرنهايت. يمكن لقنابل الفسفور الأبيض نشر هذا الحريق على مساحة تصل إلى مئات الأمتار المربعة، ويستمر الفسفور في الاحتراق حتى ينفد تمامًا، وكل ما يحتاجه هو وجود الأكسجين في الهواء.
ما هي مخاطر الفسفور الأبيض على الجسم؟
قد يؤدي التعرض للفسفور الأبيض إلى حروق وتهيج أو تلف في الكبد أو الكلى أو القلب أو الرئة أو العظام، كما أنه قد يؤدي إلى الموت.
لماذا الفسفور الأبيض محرَّم دوليا؟
القنابل الفسفورية البيضاء يمكن أن يكون لها تأثير أسوأ على صحة الإنسان من الأسلحة الأخرى ذات القوة التفجيرية المماثلة. عندما يتم اتصالها بالجلد، تسبب حروقًا مؤلمة للغاية، والتي يمكن أن تكون من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة، وعادةً ما تكون هذه الحروق لونها أصفر، وتصاحبها رائحة تشبه رائحة الثوم.
بسبب إمكانية امتصاص الفسفور الأبيض بسهولة عبر الجلد ودخوله إلى الجسم، يمكن أن يسبب أعراضًا خطيرة أخرى. يمكن أن تؤدي حروق الفسفور الأبيض على أقل من 10٪ من مساحة الجسم إلى الوفاة بسبب الضرر الذي يلحق بالكلى والكبد والقلب.
وإذا تم بلعه أو استنشاقه، يمكن أن يسبب إصابات خطيرة ووفاة. إذا تم تناول كمية كبيرة منه، فقد تلاحظ أعراضًا في مراحل مختلفة تشمل مشكلات في المعدة وأعراضًا هادئة ثم هبوطًا سريعًا في الحالة الصحية، وأعراضًا خطيرة في المعدة والكبد والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي.
بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه، قد تلاحظ تهيجًا في ممرات التنفس والسعال إذا تم استنشاق الفسفور الأبيض، كما أن التعرض المستمر له يمكن أن يؤدي إلى تضرر عظام الفك مع مرور الوقت، مما يعرف بمرض الفك الفسفوري. يمكن أن تبدأ هذه الحالة بانتفاخ وتهيج طفيف في البداية وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى ظهور قروح مفتوحة، وتلف في عظام الفك، بالإضافة إلى تلف الجيوب الأنفية والممرات الأنفية.
إسعافات الفسفور الأبيض
فيما يلي أهم الإسعافات الأولية عند التعرض للفسفور الأبيض
1. في حالات تعرض العين أو الجلد للفسفور الأبيض
-
قم بإزالة الجسيمات المشتعلة من الفسفور الأبيض على الفور من عينَي المصاب أو الجلد.
-
غطِّ العينين أو الجلد المتلوث بالفسفور الأبيض بأقمشة باردة ومبللة لتجنب إعادة اشتعاله.
2. لا يوجد علاج مضاد لسُمّية الفسفور الأبيض.
لم يكتشف العلماء علاج مضاد لسمية الفسفور الأبيض حتى الآن.
3. عند تعرض المريض أو الضحية للفسفور الأبيض
-
قم بنقله على الفور بعيدًا عن مصدر التعرض.
-
اغسل العيون فورًا بكميات كبيرة من الماء البارد لمدة لا تقل عن 15 دقيقة.
-
ضع ضمادات مبللة بالماء على العيون المتعرضة للفسفور الأبيض لمنع إعادة اشتعال جزيئات الفسفور البيضاء.
-
تجنب استخدام أي مرهم يحتوي على دهون أو زيوت قد تزيد من امتصاص الفسفور الأبيض.
-
فكر في وضع حماية على العين لمنع الضغط المباشر على كرة العين.
-
البحث عن الرعاية الطبية على الفور.
4. عند تعرض المريض أو الضحية لتنفس الفسفور الأبيض
- قم بإبعاده على الفور من مصدر التعرض.
- تأكد من عدم انسداد مجرى الهواء للضحية.
- لا تحفز القيء.
- راقب وظيفة القلب، وضغط الدم، واضطرابات نبض القلب ووظائف التنفس.
- راقب مستوى السكر في الدم، وتوازن الشوارد ومستويات الأكسجين في الدم.
- إذا كان هناك دليل على وجود صدمة أو انخفاض ضغط الدم، ابدأ في إعطاء السوائل عبر الوريد.
- ابحث عن الرعاية الطبية على الفور.
5. عند تعرض المريض أو الضحية لاستنشاق الفسفور الأبيض
- قم بإزالتهم على الفور من مصدر التعرض.
- قيِّم وظيفة التنفس ونبض الضحية.
- تأكد من عدم انسداد مجرى الهواء للضحية.
- إذا كان هناك صعوبة في التنفس، قم بتقديم الأوكسجين.
- قدم المساعدة في التنفس حسب الحاجة.
- إذا توقف التنفس بالكامل، قدم التنفس الصناعي.
- راقب الوضع للمريض/الضحية من حيث الاضطراب التنفسي وصعوبة التنفس وتجمع السوائل في الرئتين (الالتهاب الرئوي).
- راقب أي تأثيرات شاملة في الجسم وقدم العلاج الضروري استنادًا إلى الأعراض.
- ابحث عن الرعاية الطبية على الفور.
6. لإزالة الفسفور الأبيض من الجلد
- غَمر المناطق المتأثرة بالجلد في ماء بارد، أو قم بتغطيتها بأقمشة باردة باستمرار.
- الرش المكثف بالماء البارد هو أفضل طريقة لإزالة الفسفور الأبيض المتضمن في الجلد.
- قم بإزالة الجزيئات المرئية من الفسفور الأبيض أثناء الغسيل بكميات كبيرة من الماء البارد أو أثناء تغمير المنطقة في ماء بارد.
- استخدام الماء البارد ضروري، ولكن كن حذرًا لحماية الضحية من انخفاض درجة الحرارة.
- ضع أي جسيمات تمت إزالتها من الفسفور الأبيض في حاوية بها ماء بارد.
ماذا تقول القوانين عن قنابل الفسفور الأبيض؟
يقول عديد من الخبراء أن استخدام هذه الأسلحة غير قانوني بموجب القوانين الدولية الإنسانية العرفية، وتنص على ذلك معاهدات دولية أخرى.
المصادر:
