السيلينيوم معدن أساسي مهم للعديد من الوظائف في الجسم. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن السيلينيوم له خصائص مضادة للشيخوخة وقد يحمي من الأمراض المرتبطة بالعمر. وفي هذا المقال، سنستكشف أحدث الأبحاث للتحقيق في دور السيلينيوم في الشيخوخة.
ما هو السيلينيوم؟
السيلينيوم هو معدن نادر ، مما يعني أن الجسم لا يحتاجه إلا بكميات قليلة جدًا. إنه موجود بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة ومتوفر أيضًا كمكمل غذائي.
يتم تخزين غالبية السيلينيوم الموجود في نظامنا الغذائي في أنسجة العضلات، على الرغم من أن الغدة الدرقية هي العضو الذي يحتوي على أعلى تركيز.
السيلينيوم عنصر مهم للإنزيمات والبروتينات - المعروفة باسم بروتينات السيلينيوم - التي تلعب دورًا رئيسيًا في التكاثر ، واستقلاب هرمون الغدة الدرقية، وتخليق الحمض النووي.
تعمل بروتينات السيلينيوم أيضًا كمضادات أكسدة قوية تساعد في الحماية من الجسيمات الضارة في الجسم التي تسمى الجذور الحرة.
الجذور الحرة هي ذرات غير مستقرة تنتج بشكل طبيعي في الجسم كنتيجة ثانوية للوظائف الطبيعية داخل الجسم. تتسبب في تلف أغشية الخلايا والحمض النووي. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الالتهاب، وشيخوخة الجلد المبكرة، ومجموعة من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
فوائد السيلينيوم المضادة للشيخوخة
الشيخوخة البيولوجية هي عملية معقدة تنطوي على الضرر الجزيئي، وعدم التوازن الأيضي، وتغيرات في جهاز المناعة، وزيادة التعرض للضغوط البيئية والمرض.
وفقًا لمراجعة من عام 2018، يمكن للسيلينيوم محاربة الشيخوخة ومنع المشكلات الصحية المرتبطة بالعمر، مثل الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية والنفسية. يعتقد بعض الباحثين أيضًا أن السيلينيوم يمكن أن يقلل الالتهاب المزمن، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة.
وفقًا لبعض الأبحاث، فإن بروتينات السيلينيوم مسؤولة بشكل أساسي عن العديد من الفوائد الصحية للسيلينيوم.
على سبيل المثال، وجدت مراجعة واحدة في عام 2021 أن البروتينات السلينية تلعب دورًا رئيسيًا في التحكم في البروتينات المشوهة وإزالتها، والتي تتراكم مع تقدمنا في العمر. يلاحظ المتخصصون أن تراكم البروتينات غير المطوية هو سمة شائعة للشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 ومرض الزهايمر.
يعتقد الخبراء أيضًا أن السيلينيوم يحمي الجلد من الإجهاد التأكسدي فوق البنفسجي (UV) عن طريق تحفيز إنزيمات مضادات الأكسدة المعتمدة على السيلينيوم، الجلوتاثيون بيروكسيديز (GPx) وthioredoxin reductase (TDR). يقع TDR في غشاء البلازما للخلايا الكيراتينية في البشرة، وهذا قد يكافح شيخوخة الجلد الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
علاوة على ذلك، وجدت دراسة أحدث من عام 2020 أن زيادة المدخول الغذائي من السيلينيوم يرتبط بتيلوميرات أطول. وجدت هذه الدراسة أن كل زيادة قدرها 20 ميكروغرامًا في السيلينيوم الغذائي ارتبطت بطول تيلومير أطول بنسبة 0.42٪ لدى المشاركين فوق سن 45.
التيلوميرات هي "أغطية واقية" تقع في نهايات الكروموسومات لدينا والتي تؤثر على سرعة تقدم الخلايا في العمر. يعتبر بعض الخبراء أن طول التيلومير هو مؤشر حيوي مفيد للشيخوخة.
يعتقد الباحثون أيضًا أن المستويات الأعلى من السيلينيوم مرتبطة بطول العمر. فمعدل الوفيات لجميع الأسباب لكبار السن الذين يعانون من انخفاض مستويات السيلينيوم أعلى بشكل ملحوظ من كبار السن الذين لديهم مستوى عالٍ من السيلينيوم.
على سبيل المثال، غالبًا ما يبدو أن المعمرين لديهم مستويات جهازية أعلى من السيلينيوم والحديد، بينما لديهم مستويات أقل من النحاس مقارنة بكبار السن الآخرين.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن النتائج تظل متضاربة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع. تشير بعض الدراسات - مثل تلك المشار إليها أعلاه - إلى أن المستويات المنخفضة من السيلينيوم قد تعزز في الواقع طول العمر.
الفوائد الصحية الأخرى للسيلينيوم
قد يلعب السيلينيوم أيضًا دورًا مهمًا في الحماية من بعض الأمراض المرتبطة بالعمر.
الحماية من أمراض القلب
وجدت إحدى الدراسات التحليلية أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات السيلينيوم هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية. على النقيض من ذلك، لم تجد مراجعة للتجارب التي استخدمت مكملات السيلينيوم فقط للوقاية الأولية من أمراض القلب آثارًا يعتد بها إحصائيًا للسيلينيوم على كل من أحداث القلب والأوعية الدموية القاتلة وغير المميتة.
على الرغم من أن بعض الأبحاث تبدو واعدة، إلا أنه لا توجد أدلة كافية لدعم الاستخدام الروتيني لمكملات السيلينيوم، خاصة في أولئك الذين يحصلون على ما يكفي من الطعام للوقاية من أمراض القلب في هذا الوقت.
الحماية من السرطان
هناك فكرة مفادها أن السيلينيوم قد يلعب دورًا في الوقاية من السرطان بفضل قدرته على حماية الخلايا من تلف الحمض النووي والطفرات. ومع ذلك، فإن الأدلة حول هذا لا تزال متضاربة.
وفقًا لمراجعة 2018 لـ 83 دراسة، لا توجد أبحاث قوية تشير إلى أن السيلينيوم من النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمنع السرطان لدى البشر.
وفي الواقع، تشير بعض التجارب إلى أن مكملات السيلينيوم قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني ومرض السكري من النوع الثاني.
الحماية من أمراض الغدة الدرقية
يلعب السيلينيوم دورًا رئيسيًا في وظيفة الغدة الدرقية. تشير بعض الدراسات إلى أن وجود مستويات مثالية من السيلينيوم يمكن أن يحمي من أمراض الغدة الدرقية ويحافظ على الصحة العامة.
ومع ذلك، وفقًا لمكتب المكملات الغذائية، هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت مكملات السيلينيوم يمكن أن تعالج أو تمنع أمراض الغدة الدرقية.
الحماية من التدهور المعرفي
نظرًا لأن مستويات السيلينيوم في الدم تنخفض مع تقدم العمر، فقد تترافق تركيزات السيلينيوم الهامشية أو الناقصة مع التدهور المرتبط بالعمر في وظائف المخ. يعتقد الخبراء أن هذا قد يكون بسبب خصائص السيلينيوم المضادة للأكسدة.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت مكملات السيلينيوم يمكن أن تساعد في علاج أو منع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر لدى كبار السن.
هل يجب أن أتناول مكمل السيلينيوم؟
بشكل عام، لا يزال البحث متضاربًا فيما يتعلق بمكملات السيلينيوم وتأثير السيلينيوم على الشيخوخة.
وفقًا لمراجعة 2018 التي تمت مناقشتها أعلاه، تشير معظم الدراسات إلى أن مكملات السيلينيوم لها خصائص مضادة للشيخوخة وتمنع الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح دورها.
في هذا الوقت، لا يوجد دليل قوي على أن مكملات السيلينيوم تفيد الشخص غير المعرض لخطر النقص، ويعد نقص السيلينيوم نادرًا في المناطق التي تتمتع بتربة غنية بالسيلينيوم.
المجموعات المعرضة لخطر نقص السيلينيوم
ومع ذلك، فإن مجموعات معينة معرضة لخطر الإصابة بنقص السيلينيوم ، بما في ذلك:
- الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية
- الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي تتطلب غسيل الكلى
- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق منخفضة السيلينيوم، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية وروسيا والصين.
- يزداد الخطر بشكل أكبر بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق منخفضة السيلينيوم والذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا.
يمكن أن يضعف نقص السيلينيوم قدرة الخلايا على النمو والانقسام، مما يساهم في الشيخوخة. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تأخر التئام الجروح وتطور الساد وفقدان اللون.
مصادر الطعام للسيلينيوم
يحتاج معظم البالغين إلى 55 ميكروجرامًا من السيلينيوم يوميًا. ومع ذلك، يجب أن تستهلك النساء الحوامل 60 ميكروغرام. وأثناء الرضاعة، تحتاج المرضع أن تزيد استهلاكها من السيلينيوم ليصل إلى 70 ميكروغرام.
نظرًا لأن جسم الإنسان لا ينتج السيلينيوم الخاص به، فمن الضروري الحصول على الكميات المثلى من النظام الغذائي، ولحسن الحظ، يوجد السيلينيوم في مجموعة متنوعة من الأطعمة التي يمكن دمجها بسهولة في النظام الغذائي للشخص.
نظرًا لوجود السيلينيوم في التربة، فإن مستوياته في الغذاء ستعتمد على كمية السيلينيوم الموجودة في التربة حيث تتم زراعة الطعام.
المكسرات البرازيلية والمأكولات البحرية واللحوم العضوية من بين أعلى المصادر الغذائية للسيلينيوم. على سبيل المثال، تحتوي أونصة واحدة من المكسرات البرازيلية على 544 ميكروغرام من السيلينيوم أو 989٪ من القيمة اليومية الموصى بها (DV).
تشمل المصادر الغذائية الجيدة الأخرى للسيلينيوم ما يلي:
- التونة ذو الزعنفة الصفراء
- سمكة الهلبوت
- السردين
- اللحم البقري
- الجمبري
- الجبن
- الأرز البني
- البيض المسلوق
- الخبز الأسمر
- الفول / العدس.
المخاطر المحتملة للسيلينيوم
إذا تجاوز الشخص باستمرار الحد الأعلى الموصى به وهو 400 ميكروغرام من السيلينيوم من خلال الأطعمة أو المكملات الغذائية، فقد يتسبب ذلك في آثار صحية ضارة.
واحدة من أولى علامات تناول السيلينيوم المفرط هي رائحة الثوم على النفس وطعم معدني في الفم.
علامات أخرى للجرعة العالية من السيلينيوم المزمن هي:
- تساقط الشعر والأظافر أو هشاشتهما.
- الآفات الجلدية.
- أسنان مرقطة أو متحللة.
- غثيان.
- إسهال.
- إعياء.
- التهيج.
يمكن أن يؤدي تناول جرعات كبيرة من السيلينيوم إلى تسمم حاد بالسيلينيوم، مما قد يؤدي إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وأعراض الجهاز الهضمي والعصبية الحادة، والفشل الكلوي، والفشل القلبي، وفي الحالات القصوى - الوفاة.
الخلاصة
السيلينيوم معدن مهم يحتاجه الجسم للعديد من الوظائف الهامة. هناك أيضًا أدلة محدودة على أنه قد يوفر العديد من الفوائد الصحية المختلفة.
تعتبر بروتينات السيلينوبر من مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تساعد في الحماية من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة التي تؤدي إلى الشيخوخة والحالات الصحية المرتبطة بالعمر.
في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن مكملات السيلينيوم يمكن أن تبطئ أو تمنع الشيخوخة. ومع ذلك، من المهم تضمين الكميات المثلى من السيلينيوم في النظام الغذائي لأنه يلعب دورًا في تحييد الجذور الحرة وتقليل الالتهاب، وكلاهما يمكن أن يساهم في الشيخوخة المبكرة.
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من نقص السيلينيوم أو كنت تفكر في تناول مكملات السيلينيوم، فتأكد من التحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
المصادر:
Does selenium really slow aging?
