اقــرأ أيضاً
أسباب الذئبة الحمراء وعوامل الخطورة
ما تزال أسباب مرض الذئبة مجهولة، مثله مثل أمراض المناعة الذاتية الأخرى، ولكن قد يكون للوراثة دور في حدوثها لانتشارها في أُسَر أكثر من غيرها، كما أن العوامل البيئية والمَرضية قد تكون عوامل محفِّزة مثل:
- العدوى وأشعة الشمس والأدوية.
- تكثر في النساء أكثر من الرجال.
الذئبة الحمراء والعلاجات المختلفة
يكون تأثير الأدوية التقليدية محدودًا في الغالب، ويكون العلاج للأعراض وليس لسبب المرض. لوحظ في كثير من الحالات أن المرضى الذين يلجؤون إلى الطب البديل أو إلى التغذية العلاجية أفضل حالاً فيما يتعلق بالأعراض وفترات التحسن.
التغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء
التغذية العلاجية لمرض الذئبة تتبع عنوانَين رئيسيين، هما؛ تغذية الأمراض المناعية عامة، وتغذية الذئبة الحمراء خاصة، مع العلم أنه لا توجد أطعمة بعينها تسبب المرض، ولا أطعمة بعينها تشفيه، لكن تناول نظام غذائي متوازن قد يساعد في مكافحة بعض الآثار الجانبية للأدوية، وكذلك تخفيف أعراض المرض.
أعمدة تغذية الأمراض المناعية
في كل مجموعة غذائية هناك ما يساعد على الالتهابات، وبالتالي يزيد من الأعراض المصاحبة للمرض، وهناك ما يقاوم الالتهابات ويحسن الأعراض. إليك بعض الأعمدة المهمة في حالات الأمراض المناعية:
الدهون
تعتبر الدهون جزءًا أساسيًا في أي نظام غذائي, وفي حالة الأمراض المناعية يجب الالتزام بتناول دهون صحية بكميات معتدلة، والابتعاد التام عن الدهون المكرَّرة والمهدرَجة. فيما يلي بعض الدهون الصحية المُوصى بها:
- زيت الزيتون.
- الزيوت من الأسماك الدهنية.
- الزيت الحار (زيت بذور الكتان).
- الزبد والسمن من الماشية والأغنام التي تتغذى على العشب الأخضر.
الحبوب القليلة الجلوتين
تحتوي بعض الحبوب الغذائية، مثل القمح والجاودار والشعير، على بروتين يسمى الجلوتين، والذي يمكنه تنشيط الجهاز المناعي مسبباً زيادة في الالتهابات عند بعض المرضى الذين لا يتحملون الجلوتين.
فإذا قللنا أو منعنا هذه المنتجات فإن ذلك يؤدي في بعض الحالات إلى تحسن الأعراض بشكل كبير، وكذلك الحد من النشويات والسكريات بشكل عام يحسن من أعراض الالتهاب.
البروتينات الحيوانية والنباتية على حدٍ سواء
البروتينات الغذائية ذات أهمية كبيرة، إذ تمد أجسامنا بأحماض أمينية مختلفة لبناء وإصلاح الأنسجة، ويُطلق على البروتينات من المصادر الحيوانية صفة البروتينات الكاملة لأنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، في حين أن البروتينات الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب والبذور قد ينقصها حمض أميني أساسي أو أكثر. احرص على تنويع أنواع البروتينات في الطعام، مع الاهتمام بالأسماك الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا 3 ولحم الطيور.
الفيتامينات مهمة لصحة المريض
احرص على تناول أنواع الخضار والفاكهة مع الاهتمام بالألوان الزاهية لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تحد من الالتهابات. يحتاج مريض الذئبة إلى كميات وافية من الفيتامينات المختلفة، ويمكن الحصول عليها من تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة يومياً، وبالإضافة إلى ذلك يجب الاهتمام بصفة خاصة بتناول الفيتامينات (هـ) و (د) خاصة من الأسماك وزيت السمك، والفيتامينات الآتية:
الفيتامين (أ)
قد يساعد الفيتامين (أ) في تحسن الطفح الجلدي، ويتوافر في البطاطا الحلوة والجزر والقرع والسبانخ واللفت، ويتوافر في الكبدة، مع الحفاظ على عدم الإسراف في اللحوم، وتناولها في المستوى الطبيعي.
الفيتامين (ج) الفيتامين سي
يساعد هذا الفيتامين في تحسن بعض الأعراض، ويوجد مصدر جيد للفيتامين C في البرتقال واليوسفي والجوافة والليمون والفلفل الأحمر الحلو.
حمض الفوليك / الفوليك أسيد
من المهم اتباع نظام غذائي غني بحمض الفوليك للحد من الغثيان المصاحب للأدوية، وتتوافر الفولات في الخضراوات الورقية الخضراء، والفواكه، والخبز الأسمر، وقد يساعد تناول وجبات صغيرة متعددة في الحد من الغثيان مع تناول الخبز الجاف والبسكويت، وتجنب الأطعمة الدهنية والحارة والحمضية.
المعادن، خاصة الكالسيوم
قد يعاني مريض الذئبة من ضعف العظام وهشاشتها، إما لتجنبه الشمس، وبالتالي عدم توافر الفيتامين (د) في جسمه للاستفادة من الكالسيوم، أو بسبب تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون الذي يؤثر على امتصاص هذا الفيتامين. لذلك وجب الاهتمام بوجود الكالسيوم بكميات جيدة في الغذاء من الحليب ومنتجاته خاصة الزبادي والرائب، ومن الأسماك خاصة السردين، ومن النباتات مثل البروكلي والقرنبيط والسمسم، وكذلك الحد من تناول مكملات الكالسيوم إلى أقل من 500 ملغرام يومياً لتأثيرها الضار على الكلى وإمكانية تكون الحصيات.
تجنب المواد الحافظة فهي تزيد الالتهابات
لا تكاد تنفصل المواد الحافظة عن الالتهابات، فكلما زادت في الجسم زاد الالتهاب. حاوِل أن يكون الغذاء من مصادر طازجة خلال نظام التغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء وتجنب المواد الحافظة.
عناصر التغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء
لا تكاد تجد اثنين من مرضى الذئبة يستجيبان للغذاء بشكل متماثل، إذ إن ما ينفع مريضًا قد يتسبب بالحساسية لآخر مع تفاقم الأعراض، لذلك يجب تجربة كل مغذٍ على حدة حتى نتأكد من عدم وجود حساسية تجاهه.
بالإضافة إلى الغذاء المضاد للالتهابات وتناول الفيتامينات, يحتاج مرضى الذئبة الحمراء إلى عدة تعديلات على النظام الغذائي الخاص بهم، وإضافة الكثير من العناصر المفيدة والداعمة لصحتهم ولجهازهم المناعي، مثل:
كميات إضافية من دهون أوميجا 3
في كثير من الحالات ترافقَ الغذاء المرتفع المستوى من دهون الأوميجا 3 مع تحسن الأعراض وطول مدة الهدوء المرض.
يختلف الباحثون في مكملات الأوميجا 3 ما بين مؤيد ومعارض، ولذلك ينصح بالحصول على دهون أوميجا 3 من المصادر الطبيعية، مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونا، الهاليبوت، البورى، الرنجة) وزيت السمك والمكسرات وبذور الكتان المطحون وزيت الكتان والكانولا والزيتون.
زيادة الألياف الغذائية
يحتاج مريض الذئبة إلى كميات وافية من الألياف الغذائية، خاصة من الأنواع القابلة للذوبان، ومن الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان، الشوفان والفواكه بالقشرة والخضراوات.
تساعد الألياف على منع ارتفاع الكوليسترول والدهون الضارة في الدم، كما تساهم في ضبط سكر الدم.
تؤدي الألياف إلى تحسن أعراض الذئبة الحمراء، وقد يرجع ذلك جزئيًا إلى تحسن مستويات الفيتامينات B6 وB12 والفولات مع وجود الألياف. تعتبر بذور الكتان مصدرًا جيدًا للألياف والأوميغا 3 معًا، ولذلك يُنصح بتناولها بشكل خاص ضمن نظام التغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء بالخصوص.
البروتينات
بالنسبة للأفراد المصابين بالذئبة، يجب الاعتدال في تناول البروتينات، فالاستهلاك الطبيعي منها يساعد مناعة الجسم، ولكن لا يُنصح بزيادة استهلاك البروتينات عن الحد الطبيعي، وذلك لأن هؤلاء المرضى معرَّضون أكثر من غيرهم لتأذي الكلى.
اقــرأ أيضاً
الحد من استهلاك السكريات
يكون مريض الذئبة معرَّضا أكثر من غيره للإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولذلك يجب الحد من السكر والمشروبات المحلّاة بالسكر الذي يزيد الالتهاب ومن ثم الأعراض.
فول الصويا وزيت الزيتون
يضيف أخصائيو التغذية العلاجية كلاً من فول الصويا وزيت الزيتون بكميات معتدلة إلى نظام التغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء لغناهما بمادة الأيزوفلافون (Isofl avones) التي تحسن الالتهابات.
البيض والمحار واللحوم باعتدال
يُنصح مرضى الذئبة الحمراء بتناول البيض واللحوم لغناها بمادة التورين (Taurine) المضادة للالتهابات، ولكن باعتدال لتجنب إصابة الكلى بأي ضرر.
وفي الختام, مرض الذئبة الحمراء هو مرض مزمن يلازم المصاب طوال حياته، لذا يجب مراعاة المرض والانتباه لجودة الطعام. لم يتم إيجاد علاج شاف لمرض الذئبة الحمراء حتى الآن، مما يجعل الالتزام بالتغذية العلاجية لمرض الذئبة الحمراء لتقليل أعراض المرض أمرًا مهمًا جدًا.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
مريض الذئبة الحمراء ماذا يأكل من الفواكه؟
جميع أنواع الفواكه الطازجة مفيدة لمريض الذئبة الحمراء، لأنها توفر الفيتامينات والعناصر والألياف المفيدة.
ما هو الأكل الممنوع لمرضى الذئبة الحمراء؟
يُنصح مريض الذئبة بتقليل السكريات، والاعتدال في تناول البيض والمحار واللحوم بشكل عام.
هل الصيام يؤثر على مريض الذئبة؟
الصيام مفيد بشكل عام لمريض الذئبة لأنه يحسن مناعة الجسم ويريح الجهاز الهضمي، ولكن إذا كان المرض بحالة هجمة حادة فقد لا يتحمل المريض الصيام، لأنه سيحتاج لتناول الأدوية، وليس على المريض حرج.