الرضاعة الطبيعية تجربة رائعة وقيّمة، لكنها لا تخلو من الصعوبات، إذْ يمكن أن يعاني الأطفال حديثو الولادة من مشكلات في إمساك الثدي، وفي تعلّم الرضاعة الطبيعية، كما يمكن للأطفال الأكبر سناً الذين اعتادوا على الرضاعة الطبيعية لأسابيع أو شهور التوقف عن الرضاعة فجأة.
كل حالات مشكلات الرضاعة صعبة، لكنْ عليكِ أن تكوني صبورة، واطلبي المساعدة إذا كنتِ في حاجة إليها، واستشيري طبيبَ الأطفال أو استشارِيَّ الرضاعة للمساعدة والدعم، يمكنكِ في معظم الأوقات إيجاد حلٍّ، والاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
إذاً، لماذا يرفض طفلي الرضاعة الطبيعية؟ ولماذا أجد صعوبة في إرضاع طفلي؟ وكيف يمكنني التغلب على صعوبات الرضاعة؟ سنجيب عن كل هذه التساؤلات في هذا المقال.
لماذا يرفض الأطفال حديثو الولادة الرضاعة الطبيعية؟
قد يواجه الطفل الجديد صعوبة في تعلّم الرضاعة الطبيعية، فيما يلي بعض مشكلات الرضاعة الطبيعية التي قد تواجهينها مع الأطفال حديثي الولادة:
-
عدم الإمساك بالثدي جيداً:
تُسمّى الطريقة التي يمسك بها فمُ طفلكِ بالثدي عندما يَرْضَع بالمزلاج، فإذا كان طفلُكِ حديث الولادة لا يمسك بالثدي جيداً، فلن تكون رضاعته للحليب فعّالة، ولن يكون قادراً على مَصّ الحليب من الثدي.
عندما يُصبح طفلكِ أكثر جوعاً وإحباطاً من قدرته على إخراج الحليب من الثدي، وتزداد صعوبة الرضاعة الطبيعية مع الوقت، فقد يبدأ طفلكِ في رفض الرضاعة الطبيعية تماماً.
لذا، لمنع حدوث مشكلات إمساك الطفل بالثدي، عليكِ تدريب طفلكِ من البداية على الإمساك بالثدي بشكل صحيح، من خلال إدخال الحلمة في فم الطفل كاملة، مع جزء من الهالة الداكنة المحيطة بالثدي.
-
طفلك مولود ولادة مبكّرة:
قد لا تتمكنين من الإرضاع إذا وُلِد طفلكِ قبل موعد الولادة الطبيعي، واضطرِرْتِ لإبقائه في المستشفى في أيامه الأولى، فبعد الخروج من المستشفى قد يستغرق طفلكِ الرضيع بعض الوقت حتى يتمكّن من البدء في الرضاعة الطبيعية، فالأطفال الصغار لديهم أفواه صغيرة، لذلك قد لا يتمكن الطفل المُبْتَسِر من الإمساك بالثدي حتى يكبر قليلاً.
أيضاً، لدى الأطفال الخُدَّج طاقة أقل للرضاعة الطبيعية، لذا قد يبدو أنه يرفض الرضاعة، لكنه في الحقيقة ليست لديه طاقة لتحمّلها بعد.
يمكنكِ في هذه الأثناء شفط الحليب من الثدي، وإعطاء طفلكِ المولود قبل أوانه حليبَ الثدي من خلال زجاجة الرضاعة، حتى يكبر بدرجة كافية، وتصبح لديه الطاقة للإمساك بالثدي.
-
إذا كان لديكِ حَلَمات مسطَّحة أو مقلوبة:
يمكن لمعظم الأطفال الرضاعة بشكل طبيعي وجيد حتى لو كانت الحلمات مسطَّحة أو مقلوبة، ولكن في بعض الحالات يصعب على الطفل الإمساك بالثدي.
إذا كان طفلكِ حديث الولادة لا يستطيع الإمساك بالثدي، وكنتِ تعتقدين أن المشكلة بسبب الحَلَمات، فهناك العديد من الطرق لتصحيح الحلمات المسطَّحة أو المقلوبة بنجاح، وتمكين الرضاعة الطبيعية.
يمكن أن يساعدكِ تدليك الحلمات أو استخدام مضخة الثدي قبل الإرضاع في سحب الحلمات، وتسهيل عملية إمساك طفلك للثدي.
-
إصابة طفلكِ بإصابةٍ أو إعاقة أثناء الولادة:
إذا كان طفلكِ يعاني من كسر في الكتف أو كدمات بسبب عملية الولادة، فقد لا يتمكّن من الارتياح للرضاعة الطبيعية، وقد لا يتمكّن الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من إعاقات عصبية أو جسدية عند الولادة من الرضاعة الطبيعية، أو يرفضون الإمساك بالثدي.
-
تأخّر إنتاج حليب الثدي:
بالنسبة للأمهات أو النساء اللاتي أصبحن أمهات لأول مرة، أو اللاتي يعانين من ظروف صحية معيَّنة، قد يستغرق وصول حليب الثدي بضعة أيام، وقد يكون هذا التأخير محبِطاً لكِ ولطفلكِ حديث الولادة. عندما يشعر المولود بالإحباط فقد يبدأ في رفض الثدي، لكنْ عليكِ ألا تثبِّطي من عزيمتكِ، ضعي الطفل على الثدي قدر الإمكان، وقد يكون عليكِ تناول المكملات الغذائية خلال هذه المرحلة.
-
طفلكِ دائم النعس:
يميل الأطفال حديثو الولادة إلى الشعور بالنعاس الشديد بشكل عام، لكن يمكن أن تسبب عملية الولادة والأدوية التي يتم إعطاؤها خلال الولادة للمولود النعاسَ أكثر من المعتاد، فإذا كان طفلكِ نائماً فهو بالطبع لا يستطيع الرضاعة.
لإيقاظ طفلكِ الصغير، يمكنكِ فرك قدمه أو ظهره أو فكّه، أو تغيير حفاضه قبل الرضاعة مباشرة، واستمري في وضع الطفل على الثدي قدر الإمكان. لحسن الحظ، حالة النعاس عند الرضع عادة ما تكون مؤقتة.
لماذا يرفض الأطفال الأكبر سناً الرضاعة الطبيعية؟
الأطفال الأكبر سناً الذين كانوا يرضعون جيداً لفترة من الوقت قد يتوقفون أحياناً عن الرضاعة، ويُعرَف هذا التوقف المفاجئ باسم "إضراب الرضاعة"
إليكِ بعض أسباب رفض الطفل الأكبر سناً للرضاعة الطبيعية:
-
نزلات البرد: يمكن أن تُشكّل الرضاعة الطبيعية لطفل مريض تحدياً، فإذا كان طفلكِ ليس على ما يرام، أو كان يعاني من انسداد في الأنف، فقد يكون من الصعب عليه الرضاعة الطبيعية والتنفس في نفس الوقت.
- الإلهاء: يصبح الأطفال أثناء النمو أكثر فضولاً بشأن العالَم من حولهم، فيَسْهُل تشتيت انتباه الأطفال الأكبر سناً، في بعض الأحيان يكون هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام التي يُفضِّلون القيام بها بدلاً من الرضاعة الطبيعية.
- الرضاعة السريعة: يمكن للأطفال الأكبر سناً الرضاعة الطبيعية بشكل أسرع من الأطفال الأصغر سناً، ويمكن للطفل الأكبر سناً الحصول على كمية كبيرة من حليب الثدي في بضع دقائق فقط، فقد يحصل خلال هذه الدقائق على ما يكفي من الحليب والتغذية المطلوبة.
- قلة حليب الثدي: إذا لم يَعُدْ إمداد حليب الثدي كما كان من قبل، فقد يُصاب طفلكِ بالإحباط من الرضاعة الطبيعية ويتوقف عنها.
- الشعور بالألم: إذا كان طفلكِ في مرحلة التسنين، أو يعاني من التهاب في الأذن، أو يعاني من مرض القلاع في الفم، فقد يتألم خلال الرضاعة، وإذا كان طفلكِ يعاني من مغص فقد يكون غير مرتاح بسبب الغازات والانتفاخ ومشكلات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تتداخل أيضاً مع الرضاعة الطبيعية.
- تغير المذاق: يمكن أن تؤثّر التغيرات الهرمونية، من عودة الدورة الشهرية، أو الحمل الجديد، أو بدء حبوب منع الحمل، على نكهة حليب الثدي.
يمكن أن يؤدي أيضاً تدخين السجائر قبل الرضاعة الطبيعية، أو تناول أطعمة معيَّنة إلى تغيير طعم الحليب، فإذا كان طفلكِ لا يحب مذاق حليب الثدي فقد لا يرغب في الرضاعة الطبيعية.
كيف أتصرف إذا كان طفلي يرفض الرضاعة الطبيعية؟
على الرغم من صعوبة ذلك، حاولي ألا تقلقي، يمكن أن يُقلِّل الإجهاد والتوتر من إمداد حليب الثدي.
إليكِ بعض الأفكار للمساعدة في حل هذه المشكلة:
- أرضعي طفلكِ في مكان هادئ ومظلم بعيداً عن المشتتات.
- استشيري طبيبكِ أو اختصاصيّ الرضاعة الطبيعية للحصول على المساعدة والدعم، واصطحبي طفلكِ إلى الطبيب للتحقق من عدم وجود أي مشكلات صحية.
- شفط الحليب يدوياً أو من خلال مضخة للحفاظ على إدرار الحليب، وأعطي طفلكِ حليب الثدي المسحوب أو حليب الأطفال في زجاجة الأطفال، مع الاستمرار في تقديم الثدي للرضاعة الطبيعية.
- تأكدي من أن طفلكِ حديث الولادة يمسك بالثدي بالطريقة الصحيحة، وحاولي استخدام وضعية مختلفة للرضاعة الطبيعية.
- قدمي لطفلكِ الثدي بشكل متكرر، ولكن لا تُجبريه على الرضاعة الطبيعية، فإذا أصبحتْ الرضاعة الطبيعية تجربةً سلبية لطفلكِ فقد يكون من الصعب إعادته للرضاعة الطبيعية، فقد يرفض الرضاعة.
- يمكنكِ استخدام أكواب الرضاعة أو إرضاع طفلكِ من الحليب الصناعي أثناء عملكِ على إرجاع طفلكِ للرضاعة الطبيعية.
- في بعض الأحيان، تساعد الحلمةُ الصناعية الطفلَ على الإمساك بالثدي والرضاعة منه، فعلى سبيل المثال، إذا كانت حلمات الأم مسطحة جداً، أو وُلِد الطفل قبل أوانه، فإن الحلمة الصناعية يمكن أن تساعد في تدريبه على الرضاعة، وهي عبارة عن غطاء سليكون مرن ورقيق، وبه ثقوب، وتوضع فوق حلمة الأم أثناء الرضاعة الطبيعية.
المصادر: