تتفاجأ الأمهات خاصة حديثات العهد بالأمومة عندما يغيِّرْن حفاضات أطفالهن بإفرازات بيضاء أو صافية أو دموية تخرج من مهبل المولودة الجديدة. فيفزعن وينتابهن القلق بهذا الشأن إلى أن يطمئنهن الطبيب بأن الإفرازات المهبلية للطفلات حديثات الولادة طبيعية تمامًا، وتتوقف عادةً خلال 10 أيام من تاريخ الولادة، ولا تعاني جميع الطِفلات حديثات الولادة من ذلك، ولكنه ناتج عن التحولات الهرمونية المتوقعة بعد الولادة، فلا داعي للقلق!
سنشرح لكِ في هذا المقال المزيد عن أسباب الإفرازات المهبلية عند الطفلة حديثة الولادة، وكيفية التعامل معها.
ما أسباب الإفرازات المهبلية عند الطفلة حديثة الولادة؟
تزيد مستويات هرمونات الإستروجين والبروجسترون في جسم الأم أثناء الحمل. وتَعْبُر نسبة من هذه الهرمونات المشيمة وتصل إلى الجنين. ويعدّ هذا الأمر طبيعيًا تمامًا وغير ضار بأي شكل من الأشكال، فوجود بعض الهرمونات ضروريٌ للجنين لينمو بشكل صحيح. ولكن بعد الولادة تفقد المولودة هذا الإمداد الثابت بالهرمونات، فيؤدي الغياب المفاجئ للمستويات العالية من هرمون الإستروجين والبروجسترون المعتاد عليها أثناء الحمل إلى حدوث رد فعل في أجسامهن، يؤدي إلى ظهور إفرازات مهبلية بيضاء وأحيانًا دموية.
وكما ذكرنا من قبل، عادة ما تختفي الإفرازات المهبلية عند المولودة من تلقاء نفسها عندما تبلغ من العمر 10 أيام، ولكن، عليكِ الاتصال بطبيب الأطفال إذا استمرت هذه الإفرازات أكثر من أسبوعين، أو أصبحت صفراء أو كريهة الرائحة، لأن هذه الأعراض قد تكون علامة على وجود عدوى والتهاب بالفرج والمهبل (Vulvovaginitis).
ما أسباب التهاب الفرج والمهبل عند الأطفال؟
يمكن أن يحدث التهاب الفرج والمهبل أحيانًا بسبب عدوى الفطريات، أو البكتيريا (التهاب المهبل الجرثومي) أو الفيروسات أو الطفيليات الأولية.
غالبًا ما يتم التعرف على عدوى الفطريات المهبلية عن طريق إفرازات بيضاء متكتّلة تشبه الجبن، وبيضاء مصحوبة بحدوث تورم واحمرار في الفرج مع ظهور طفح الحفاض .(Napkin dermatitis)
أما العدوى البكتيرية المسببة لالتهاب الفرج والمهبل لدى الأطفال فتأتي غالبًا من بكتيريا في الجهاز الهضمي. وتعد العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس البسيط (HSV)، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والالتهابات الطفيلية الأولية، مثل داء المشعرات الذي يسبب التهاب الفرج والمهبل، أقل شيوعًا عند الأطفال الأصغر سنًا، حيث يمكن أن تنتقل بنسبة صغيرة للجنين عبر المشيمة.
وهناك أيضًا التهاب الفرج والمهبل غير المحدد (Non specific vulvovaginitis)، والذي يحدث بسبب استخدام المهيجات المباشرة مثل العطور في الصابون والشامبو وحمامات الفقاعات وأوراق التجفيف، أو مشكلات تتعلق بالنظافة مثل المسح من الخلف إلى الأمام أثناء تغير الحفاض.
هل هناك علامات تناسلية أخرى يجب وضعها في الاعتبار؟
بالإضافة إلى الإفرازات المهبلية، هناك بعض المشكلات التناسلية الأخرى التي قد تُلاحظ عند تغيير حفاضات المولودة الجديدة مثل:
1. تورم الأعضاء التناسلية
قد تبدو الشفرتان أو الشفتان الخارجيتان للمهبل والبظر منتفختيْن بشكل واضح عند الطفلة حديثة الولادة بسبب التحول المفاجئ في التعرض لهرمونات الأم. في حين أن هذا قد يقلق بعض الأمهات، إلا أن هذا التورم طبيعي، ولا يمثل قلقًا طبيًا. إلا أن استمراره مع وجود حكة أو احمرار في هذه المنطقة قد يرجح وجود عدوى التهاب بالفرج والمهبل، ويتوجب علاجها على النحو الصحيح منعًا لحدوث أي مضاعفات.
2. التصاقات الشفرتين
تحدث عندما يلتصق جانبا الشفرتين معًا، وهو أمر نادر جدًا. وعلى الرغم من إمكانية حدوثها عند الطفلة حديثة الولادة فإنها أكثر شيوعًا في السنة الثانية من العمر.
ويعد السبب الدقيق وراء تلك الالتصاقات غير معروف، ولكن قد تحدث الحالة عندما يكون جلد الشفرتين خشنًا (عادةً من عدوى طفح حفاض لفترة طويلة). وهناك نظرية أخرى وهي أن هذه الالتصاقات تحدث بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
عادةً ما يمنع التنظيف والاستحمام بشكل صحيح حدوث ذلك، أو يمكنه حله بسرعة. فغالبًا ما تتحسن هذه الحالة من تلقاء نفسها أيضًا. وتُظهر الدراسات أن مثل هذه الالتصاقات تتحسن بشكل ملحوظ دون تدخل (إلى جانب تطبيق النظافة المعززة) وبمعدلات مماثلة مقارنة بأولئك الذين يتلقون الإستروجين الموضعي، ومع ذلك، إذا لاحظتِ هذه المشكلة فعليكِ مراجعة الطبيب والذي يمكنه عادةً فك الالتصاق بالضغط الخفيف، ويمكنه وصف كريم الإستروجين في بعض الحالات لمساعدة المنطقة على الانفصال دون التسبب في أي إصابة للجلد.
وتشير الأبحاث إلى أن نسبة نجاح استخدام هذه الكريمات تصل إلى 90٪، وقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية، لأن الالتصاق قد يسد فتحة خروج البول أو فتحة المهبل ولكنه من المضاعفات النادرًة جدًا.
3. بلورات اليورات
وهناك شيء غريب آخر قد تراه السيدة في حفاضات طفلتها هو بلورات اليورات، والتي تبدو مثل بقعة حمراء أو برتقالية ويمكن بسهولة الخلط بينها وبين الدم.
هذه البلورات ذات اللون الأحمر القرميدي، والتي غالبًا ما يشير إليها الأطباء باسم "بقعة الطوب"، وهي نتيجة ثانوية طبيعية لمزيج من اليورات والكالسيوم الموجود في البول. فمن الشائع جدًا أن تظهر في حفاضة الطفلة حديثة الولادة.
لا داعي للقلق إلا إذا استمرت المشكلة في الأيام الأولى من عمر طفلتك، ولكن عليك استشارة طبيب الأطفال إذا استمرت بقع الطوب لمدة أربعة أيام أو أكثر، لأنها قد تكون دلالة على حدوث جفاف لدى طفلتك.
إذا كان الجفاف هو السبب فهذا يعني أن طفلتك تحتاج إلى الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح، وعليك استشارة استشاري الرضاعة الطبيعية ليعطيك النصائح اللازمة لمنع تطور هذا الجفاف والوصول إلى رضاعة طبيعية مُرضية لطفلتك.
نصائح ذهبية للوقاية من حدوث عدوى الفرج والمهبل عند الأطفال
- لا تتطلب الإفرازات المهبلية عند الطفلة الرضيعة أي علاج خاص. فيمكنك ببساطة تنظيف المنطقة بمسحة مبللة بلطف أو بالماء الدافئ على قطعة قماش ناعمة. وستُمتص أي سوائل زائدة متبقية بواسطة الحفاض.
- استخدمي لمسة خفيفة حتى لا تلحقي الضرر بالمنطقة التناسلية الحساسة لطفلتك.
- استخدمي فقط الماء الدافئ أو مناديل الأطفال المبللة اللطيفة. فيمكن أن يتسبب الصابون أو سوائل الاستحمام ذات المعطرات في تهيج منطقة الحفاض، وإخلال التوازن الطبيعي للمهبل، والتسبب في حدوث طفح جلدي.
- امسحي المنطقة في الاتجاه من الأمام إلى الخلف فقط.
- تأكدي من تنظيف أي براز في منطقة الأعضاء التناسلية تمامًا.
- تحققي من نظافة المنطقة داخل الشفرتين وبين ثنايا الجلد أيضًا، حيث يمكن أن تتراكم الإفرازات وكريم الحفاض الزائد داخل ثنايا الجلد.
- لا تفركي أبدًا المنطقة التناسلية لطفلتك، ولا تحاولي تنظيف المهبل نفسه، لأن هذا غير ضروري، وقد يتسبب في الواقع في إصابة أو عدوى.
- احرصي على تغيير الحفاض باستمرار وعدم بقاء الطفلة مبللة لفترة طويلة، فقد يتسبب هذا البلل في العدوى البكتيرية أو نمو الفطريات.
- احرصي على استشارة الطبيب ومعالجة أي إسهال أو عدوى في الجهاز الهضمي لدى طفلتك بشكل سريع حتى لا تنتقل إلى الفرج والمهبل.
- استشيري طبيبك فورًا في حالة استمرار الإفرازات المهبلية، أو حدوث تورم في الشفرتين لدى طفلتك.
2- https://www.verywellhealth.com/vaginitis-symptoms-and-treatments-2633512