صحــــتك

قلق الانفصال عن الأم عند الأطفال

قلق الانفصال

قد يكون طفلك شديد التعلق بك، ولا يستطيع الابتعاد عنك، الأمر الذي قد يمنعك أحياناً من تركه مع شخص آخر والخروج من المنزل للعمل أو للقيام ببعض النشاطات وحدك، فهل يعد هذا أمراً طبيعياً؟ وما الحلول المتاحة؟

ماذا نعني بقلق الانفصال؟

من الطبيعي أن يشعر طفلك الصغير بالقلق عندما تقول له وداعاً، ففي الطفولة المبكرة يعد البكاء ونوبات الغضب والتشبث من السمات الطبيعية لقلق الانفصال، وهي ردود فعل صحية للانفصال، وهي مرحلة طبيعية من التطور. يمكن أن يبدأ قبل العام الأول من عمر الطفل، وقد يتكرر الأمر حتى سن الرابعة.

وفي حين أن شدة وتوقيت قلق الانفصال يمكن أن يتفاوت بشكل كبير من طفل إلى آخر، من المهم أن تتذكر أن القليل من القلق بشأن ترك الأم أو الأب أمر طبيعي، حتى عندما يكبر طفلك، ومن خلال الفهم واتباع استراتيجيات التأقلم الصحيحة، يمكن تخفيف مخاوف طفلك لتتلاشى تماماً مع تقدمه في السن.

كيف تتعامل مع قلق الانفصال الطبيعي؟

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال الطبيعي، هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتسهيل الأمر:

  • عوّدْه على الانفصال: اترك طفلك مع شخص يعتني به لفترات وجيزة ولمسافات قصيرة في البداية، وعندما يعتاد طفلك على الانفصال، يمكنك المغادرة تدريجياً لفترة أطول.
  • اجعل الانفصال بعد القيلولة أو الرضاعة: يكون الأطفال أكثر عرضة لقلق الانفصال عندما يكونون متعبين أو جائعين.
  • اجعل الوداع سريعاً: تكون هذه الطريقة مطمئنة ويمكن أن تكون بسيطة، مثل التلويح من بعيد، أو بإعطاء الطفل قبلة الوداع، لكن اجعل الأمور سريعة.
  • اخرج دون إفساح المجال للجدال: أخبر طفلك أنك ستغادر وأنك ستعود، ثم اذهب ولا تتوقف أو تجعل الأمر أكبر مما هو عليه الآن.
  • أوفِ بالوعود: لكي يكتسب طفلك الثقة في قدرته على التعامل مع الانفصال، من المهم أن تعود في الوقت الذي وعدته أنك ستعود فيه.
  • حافظ على ألفة المكان الذي سيبقى فيه الطفل: فاطلب من الحاضنة أن تأتي إلى منزلك. عندما يكون طفلك بعيداً عن المنزل، شجعه على إحضار شيء مألوف ومفضل له.
  • احرص على عدم تغيير مقدم الرعاية: إذا قمت بتعيين مقدم رعاية أو إذا كان شخص محدد من أفراد العائلة هو من سيهتم بالطفل في غيابك، فحاول إبقاءه، وتجنب تغييره في كل مرة تنفصل فيها عن طفلك، لتجنب التناقض في حياة طفلك.
  • حاول ألا تستسلم: طمئن طفلك أنه سيكون على ما يرام، فوضع حدود ثابتة سيساعد طفلك على التكيف مع الانفصال.

متى يتحول قلق الانفصال إلى اضطراب؟

لا يعد اضطراب قلق الانفصال مرحلة طبيعية من التطور، ولكنه مشكلة عاطفية خطيرة تتضمن الضيق الشديد عندما يكون الطفل بعيداً عن الأم، ومع ذلك، نظراً لأن قلق الانفصال الطبيعي واضطراب قلق الانفصال يشتركان في عديد من الأعراض، فقد يكون من المربك محاولة معرفة ما إذا كان طفلك يحتاج فقط إلى الوقت والتفهم أو أن لديه مشكلة أكثر خطورة.

الاختلافات الرئيسية بين قلق الانفصال الطبيعي واضطراب قلق الانفصال هي شدة مخاوف طفلك، وإذا ما كانت هذه المخاوف تمنعه من ممارسة الأنشطة العادية فقد ينفعل الأطفال المصابون باضطراب قلق الانفصال بمجرد التفكير في الابتعاد عن الأم أو الأب، وقد يشكون من المرض لتجنب اللعب مع الأصدقاء أو الذهاب إلى المدرسة، فعندما تكون الأعراض شديدة جداً، يمكن أن تؤدي هذه المخاوف إلى حدوث اضطراب. ولكن بغض النظر عن مدى قلق طفلك عندما ينفصل عنك، فإن اضطراب قلق الانفصال يمكن علاجه، وهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها لجعل طفلك يشعر بالأمان، وتخفيف قلقه من الانفصال عنك.

أعراض اضطراب قلق الانفصال

 يعاني العديد من الأطفال من أعراض مثل:

  1. الخوف من أن شيئًا سيئًا سيطرأ لشخص يحبه.
  2. القلق من أن هناك أمرًا ما سيحدث وسيؤدي إلى الانفصال الدائم.
  3. رفض الذهاب إلى المدرسة وفعل كل ما بوسعه للبقاء في المنزل.
  4. صعوبة النوم ومعاناة الطفل من الأرق بسبب الخوف من البقاء وحيداً أو بسبب الكوابيس.
  5. التعرض لمشكلات صحية مثل الصداع وآلام البطن.
  6. بقاء الطفل بالقرب من الأم أينما تذهب والتشبث بها إذا رغبت بالذهاب إلى أي مكان.

الأسباب الشائعة لاضطراب قلق الانفصال

تشمل الأسباب الشائعة لاضطراب قلق الانفصال عند الأطفال ما يلي:

  • تغير البيئة المحيطة: يمكن أن تؤدي التغييرات في البيئة المحيطة، مثل المنزل الجديد أو المدرسة أو حالة الرعاية خلال غياب الأم، إلى اضطراب قلق الانفصال.
  • التوتر: المواقف الصعبة مثل تغيير المدرسة أو الطلاق أو فقدان أحد الأحباء، بما في ذلك حيوان أليف، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات قلق الانفصال.
  • قلة الترابط: الترابط العاطفي بين الأم والطفل من الأمور الطبيعية التي توفر له الأمان، وفي حال غياب هذا الترابط تتطور مشكلة قلق الانفصال.
  • فرط حماية الطفل: في بعض الحالات، قد يكون اضطراب قلق الانفصال انعكاسًا عن توتر أو قلق الآباء، حيث يمكن للوالدين والأطفال تغذية مخاوف بعضهم البعض.

كيف تساعد طفلاً يعاني من اضطراب قلق الانفصال؟

  1. ثقّفْ نفسك عن اضطراب قلق الانفصال وتعرف على علاماته.
  2. تحدّثْ مع طفلك بانفتاح حول هذه المشكلة وكن متعاطفاً معه.
  3. كن متهيئاً لصعوبة الانفصال، وكن مستعداً لتلك المواقف، وجد حلولاً تتناسب مع طفلك.
  4. كن هادئاً خلال الانفصال، فإذا رآك الطفل هادئاً سينعكس هذا إيجاباً عليه.
  5. امدح جهود طفلك في البقاء هادئاً عند الانفصال أو عند تجاوزه هذه المواقف بشجاعة.
  6. راجع الاختصاصيّ النفسي إذا أصبحت أعراض الاضطراب تتعارض مع ممارسة الطفل لحياته بشكل طبيعي، كالامتناع الكلي عن الخروج من المنزل، وإذا ظهرت عليه سلوكيات لا تتناسب مع مرحلته العمرية.

 

المصدر:

https://www.helpguide.org/articles/anxiety/separation-anxiety-and-separation-anxiety-disorder.htm

آخر تعديل بتاريخ
01 مارس 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.