أحد الأشياء الرائعة في إرسال أطفالنا إلى المدرسة هو أن يتمكنوا من تجربة عالم كامل خارج حياتهم في المنزل، حيث يكتسبون خبرات تعليمية واجتماعية أيضًا، ويختبرون شعور أن يكونوا جزءًا من ثقافة مدرستهم، ويكوّنوا صداقات ويتواصلوا مع معلميهم.. إلخ. وكآباء، نريد أن يحصل أطفالنا على هذه التجارب بأنفسهم وبطرقهم الخاصة، لكننا نريد أيضًا أكبر قدر ممكن من المعلومات حول ما يحدث خلال فترة وجودهم بعيدًا عنا. ونريد أن نعرف البهجة التي مروا بها، والأشياء الجديدة التي تعلموها، ونريد أن يتم تنبيهنا إلى أي صعوبات قد واجهوها، خاصة تلك التي قد لا يكون معلموهم على دراية بها.
نصائح لجعل طفلك يشاركك معلومات عن يومه في المدرسة
سواء كنا نتحدث عن أطفالنا الصغار أو المراهقين، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر حذرًا بشأن حياتهم ولا يقدمون الكثير من المعلومات. إذن ما عليك فعله لتتعرف إلى يوم طفلك المدرسي؟ وكيف يمكنك الانخراط بطريقة إيجابية مع أطفالك حتى يشعروا بالراحة والانفتاح ومشاركة التفاصيل الجيدة (وغير الجيدة) عن يومهم في المدرسة؟ سنقدم لك هنا بعض النصائح المستمدة من بعض الخبراء وتجارب الآباء لتقديم نظرة ثاقبة حول كيفية سحب المعلومات من طفلك..
1. اجعل أسئلتك محددة
اجعل أسئلتك محددة قدر الإمكان، لأن طرح أسئلة مفتوحة على الأطفال مثل "كيف كان يومك؟" يمكن أن تجعلهم تائهين حول الجواب ومن أين يبدأون، لكن طرح أسئلة حول الأنشطة التي قاموا بها في ذلك اليوم، أو المشاعر التي شعروا بها، يمكن أن تكون أسهل عليهم.. وفي ما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
- مع من لعبت في الفسحة؟
- ماذا فعلت خلال فصل التربية البدنية؟
- من الذي واجه صعوبة في المدرسة اليوم؟
- بماذا كنت بحاجة للمساعدة اليوم؟ ومن الذين ساعدوك؟
- ما هو الشيء المفضل لديك في يومك؟
- مع من كنت تعمل أثناء مختبر العلوم؟
- ما هو أطرف شيء حدث اليوم؟
- مع من قضيت وقت الغداء؟
- من هو مدرسك المفضل/ الأقل تفضيلاً هذا العام؟
- هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لدعمك اليوم؟
2. ابدأ بالحديث عن يومك
من المرجح أن ينفتح الأطفال بالحديث والتواصل أكثر إذا بدأ الأب أو الأم بالحديث عن يومهم، ابدأ محادثة غير رسمية مع طفلك بإخباره كيف سار يومك، وسيساعدك هذا بالحصول على تفاصيل محددة قدر الإمكان. ويمكنك إخبارهم بأشياء بسيطة مثل نسيت قهوتك أو كسر قلمك المفضل. وكلما أخبرتهم أكثر، زاد فهمهم لكيفية التحدث عن يومهم، وفي كثير من الأحيان، لا يعرف الأطفال الصغار كيف يتحدثون عن يومهم، فالحديث مهارة يجب تعليمها.
وعندما يحين وقت أن تسأل طفلك عن يومه، فكن محددًا قدر الإمكان، اسأله عما تناوله من وجبة خفيفة، ومن لعبوا معه في فترة الراحة، وما القصة التي قرأوها. لأن السؤال العام "كيف كان يومك؟" أكبر من أن يجيب عنه الأطفال الصغار، فهم لا يعرفون حتى من أين يبدأون! إذا سألت عما فعلوه في فصل الصالة الرياضية، فإنهم يعرفون الإجابة على الفور.
3. لا تسأله وتواصل عاطفياً فقط
يمكن أن تكون المدرسة صعبة على الأطفال، حتى عندما تسير على ما يرام، فهم يسمعون ويرون ويفعلون الكثير من الأشياء الجديدة، كل ذلك بدونك. وما يريدون أن يشعروا به عندما يعودون إلى المنزل هو الدفء والأمان وأن يعرفوا أنك سعيد بعودتهم. وقد تتعارض هذه الفكرة مع غرائزك في البداية. لكن الإمساك بلسانك عندما يعود طفلك إلى المنزل لأول مرة يكون منطقيًا عندما تفكر في الأمر.
وفي هذه الحالة هناك طريقة أخرى "خارج الصندوق" للتعامل مع أسئلة ما بعد المدرسة، لا تسأل أبدا ولا تطلب شيئًا منهم.. وبدلاً من التحدث وطرح كل تلك الأسئلة التي تتألم للحصول على إجابات عنها، خذ بعض الوقت في البداية للتواصل مع طفلك، وعانقه واقض بعض الوقت في إلقاء النكات والضحك مع طفلك إذا شعر بالمرح، أو فكر في مرافقته إلى المنزل من المدرسة من أجل المتعة. افعل كل ما يصلح لطفلك لمساعدته على الشعور بالأمان. وبمجرد أن يصبح سعيدا وهادئا، فقد يكون هذا هو الوقت المناسب لبدء طرح أسئلتك عليه.
4. اطرح أسئلة مفتوحة
ربما يكون من الصعب إقناع الأطفال، وخاصة الأكبر سنًا منهم، بمشاركتك كيف سار يومهم، فإذا سألت أي طفل كيف كان يومك؟ فستضمن الحصول على رد "جيد" بدون تفاصيل أخرى، وفي حين أن هذا قد يبدو وكأن الأشياء على ما يرام، إلا أن هذا الجواب لا يخبرك بشيء وينهي المحادثة. وعلى هذا النحو، ستحتاج إلى طرح المزيد من الأسئلة المفتوحة لجعل الأطفال يتحدثون، خاصة إذا كنت تبحث عن إجابات كاملة لأسئلتك. وفي ما يلي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- ما الذي جعلك تضحك/ تبتسم؟
- ما الذي جعلك حزينا؟
- ما هو الجزء المفضل لديك من اليوم؟
- مع من جلست على الغداء أو تحدثت؟
5. اطرح سؤالاً بدون اتصال بالعين
قد يبدو الأمر غير منطقي، لكن سؤال أطفالك عن يومهم دون إجراء اتصال بالعين يمكن أن يساعدهم في الحديث أيضًا. فهذه الممارسة يمكن أن تجعل التفاعل أكثر راحة للأطفال الخجولين أو الحساسين لأنها تزيل بعض الضغط من الموقف.
على سبيل المثال، عندما تغسلين الصحون وهم جالسون على طاولة المطبخ يأكلون، ابدأي محادثة. ويمكنك أيضًا القيام بذلك أثناء المشي معهم أو أثناء القيادة في السيارة. حتى أن بعض الأطفال ينفتحون بسهولة أكبر على الرسائل النصية للسبب نفسه.
6. جرب الحديث أثناء اللعب
يمكن طرح الاسئلة على الطفل أثناء ممارسة لعبة الركض والإمساك بالطفل مثل لعبة المطاردة، فهذا سيجعله أكثر انفتاحا ومستمتعا وهو يجيب عن أسئلتك. ومع هذه اللعبة، يمكن للجميع المشاركة، بما في ذلك الآباء والأشقاء الآخرون. وعادة ما تستمر المحادثة حتى بعد انتهاء اللعبة. علاوة على ذلك، فإن ممارسة اللعبة باستمرار يمكن أن تجعل أسرتك تعتاد على مشاركة المزيد من المشاعر الحميمة بعضها مع بعض.
وكلما لعبت هذه اللعبة باستمرار (دعنا نقول، كل ليلة)، كلما شعر أطفالك بأن هذا الوقت هو الوقت الآمن لهم، حيث يمكنهم أن يكونوا أصليين وصادقين ويمكنهم التعبير عن ضعفهم بسهولة بدون حكم. وإذا رأى أطفالك أنك حقيقي وصادق وقريب منهم في المقابل، فسيساعدهم ذلك على إدراك أن اللعبة لا تتعلق فقط بجعلهم يتحدثون. يتعلق الأمر بمساعدة كل فرد في الأسرة على فهم بعضهم بعضا بشكل أفضل.
الخلاصة..
اتباع نهج مختلف في التعامل مع أسئلة ما بعد المدرسة بدلاً من طرح "كيف كان يومك؟" يمكن أن يفتح الكثير من المحادثات المهمة، ويمكن أن يساعدنا في التواصل الفعال مع أطفالنا. لكن، تذكر أن كل طفل مختلف عن الآخر، وعلى الرغم من أن إحدى الطرق قد تعمل جيدًا لطفل واحد، فقد لا تعمل على الإطلاق مع طفل آخر.
فإذا لم ينفتح طفلك بالحديث، وإذا كنت تعتقد أنه ربما يعاني من شيء ما في المدرسة، فتذكر أنك لست مضطرًا للقيام بذلك بمفردك. تحدث إلى معلمي طفلك أو الأخصائي النفسي بالمدرسة أو طبيب الأطفال، خاصةً إذا بدا مضطربا أو غير سعيد أو يواجه مشكلة في إكمال واجباته المدرسية. يستحق كل طفل فرصة سماع مشاعره وفهمها، ولكن قد يحتاج بعض الأطفال إلى القليل من المساعدة الإضافية للوصول إلى ذلك.
* المصدر: