صحــــتك

هل دغدغة الطفل ضارة؟

الصورة
ذكرى القيسي

يضحك معظم الأطفال كرد فعل طبيعي على تعرضهم للدغدغة، لكن قد لا يعني هذا أنهم يستمتعون بالتجربة بالضرورة. على سبيل المثال قد يضحك البالغون بعض تعرضهم لنوبات متكررة من العطس تتجاوز الثلاث مرات، لكن هذا لا يعني ارتياحهم أو إعجابهم بالعطس المتكرر. وهذا الأمر نفسه ينطبق على الأطفال، حيث يمكن أن يشعر العديد من الأطفال بعدم الارتياح أو حتى الألم أثناء الدغدغة، لكن الضحك الذي يظهرونه هو رد فعل تلقائي من الجسم، ليست لهم سيطرة عليه. وتُظهر الأبحاث حول أنماط الوجه أن الناس يبدون تعبيرات تدل على الألم حتى وهم يضحكون. ومن المهم أن تعرف أن الدغدغة كانت شكلاً فعلياً من أشكال العقاب في فترات مختلفة عبر التاريخ!

علامات الانزعاج أو الألم أثناء الدغدغة

قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الطفل الصغير لا يريد أن يُدغدغ، خاصةً إذا كان كلامه غير مفهوم، بينما يستمتع بعض الأطفال بالتجربة حقاً، ومن المهم أن يكون الآباء مدركين ومحترمين لرغبة أطفالهم عندما يطلبون منهم التوقف، حتى لو طلبوا منهم التوقف وهم يضحكون. وإذا طلب منك الطفل دغدغته، استخدم لمسة خفيفة ومرحة وتوقف لترى ما إذا كان يريد مواكبة اللعبة أم لا، وإذا أظهر أياً من التعبيرات عن عدم الراحة التالية، فتوقف وانتقل إلى شكل آخر من اللعب. ويجب أن تكون الردود التالية بمثابة إشارة لك للتوقف عن الدغدغة:

  • التعبير عن عدم الراحة مثل تجعد الأنف ورفع الشفة العلوية والتكشير.
  • الاحتجاجات مثل "لا"! أو "توقف!".
  • الصراخ بغضب .
  • البكاء أو التدميع.

آثار الدغدغة على استقلالية الجسم

بصرف النظر عن حقيقة أن طفلك قد لا يكون قادراً على التعبير بوضوح عما إذا كان يستمتع بالدغدغة أم لا، فإن الدغدغة الشديدة التي تزعج الطفل يمكن أن ترسل رسالة خاطئة حول استقلالية الجسم، وتحمل تداعيات نفسية غير مرغوبة. ويجب أن يتعلم الأهل ويتحملوا مسؤولية تعليم أطفالهم منذ سن مبكرة جداً حول استقلالية الجسم، بأن الطفل فقط هو الذي يتحكم في جسمه فقط، وأن تمكين الأطفال من استخدام هذا المبدأ في المواقف حتى البسيطة منها مع أفراد الأسرة الموثوق بهم سيجعل من السهل عليهم المقاومة والإبلاغ عن أي موقف مسيء لاحقاً.

ويمكن أن يساعد تعليم الأطفال على مقاومة اللمسات غير المرغوب فيها على تطوير مهارات حياتية مهمة أيضاً، إذ تظهر الأبحاث أنه عندما يُسمح للأطفال الصغار بالاختيار لأنفسهم، فإن ذلك يطور أجزاء دماغهم التي تتحكم في الأداء التنفيذي، ويعلم الأطفال ويعزز لديهم فكرة أنهم مسؤولون عن أجسادهم من خلال التحدث معهم حول أهمية احترام الحدود الجسدية في سن مبكرة. جنباً إلى جنب مع سؤالهم دائماً عما إذا كانوا يريدون المداعبة قبل القيام بذلك، علمهم ما يلي:

  • طلب الإذن من الآخرين قبل لمسهم: على سبيل المثال، قد يتم تعليمهم استئذان صديقهم قبل عناقه.
  • أنه من المقبول دائماً قول "لا" أو التهرب جسدياً من اللمس غير المرغوب فيه، حتى من أفراد الأسرة البالغين.
  • أنهم لن يتورطوا أبداً ولن يتسببوا بحدوث أي مشكلة عندما يخبرونك أنت أو شخص بالغ موثوق به إذا تم لمسهم بطريقة لا يحبونها.
  • إن السماح للأطفال الصغار بأخذ زمام المبادرة في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، بما في ذلك ما إذا كانوا يحبون التعرض للدغدغة أم لا، يساعد في تطوير الأداء التنفيذي والمهارات الحياتية الأخرى.

طرق أخرى لجعل الطفل يضحك

في بعض الأحيان، نقوم بدغدغة الأطفال الصغار في محاولة لإسعادهم أو لتشتيت انتباههم عن لحظة مزعجة أو نوبة غضب متصاعدة. والضحك قد يكون حقاً أفضل دواء، إذ يبيّن العلماء أن الفكاهة تساعد الأطفال الصغار في الواقع على تعلم مهام جديدة. ولكن هناك طرقاً أفضل لإضفاء بعض السعادة بدلاً من الدغدغة العنيفة أو غير المرغوب فيها. وفيما يلي بعض الطرق للتواصل مع الأطفال من خلال الدعابة:

  • الوجوه المضحكة، مثل تعابير الوجه الحمقاء.
  • النكات المبتذلة المناسبة للعمر.
  • التهريج والدعابة.

اختر وسائل أخرى للتوصيل المادي

  • الاتصال الجسدي  عن طريق الحضن أو اللمسات الحنينة التي يرغب فيها معظم الأطفال مع والديهم، وهي طريقة مهمة للغاية وفعالة للتواصل غير اللفظي وتساعد على تنظيم مشاعر الأطفال وترتبط لاحقاً باحترام الذات والرضا عن الحياة، والثقة.
  • القراءة معاً. اسأل طفلك عما إذا كان يرغب في الجلوس في حضنك لقراءة قصة، أو جعل طفلك يقرأ لك قصة.
  • التدليك باستخدام غسول أو زيت بسيط مع قطرة واحدة من الزيت العطري المفضل لديك، فقط تأكد من مراجعة طبيب الأطفال قبل استخدام الزيت العطري على بشرة طفلك.
  • اللعب القائم على التلامس مثل الغميضة.

أخيراً..

ترتبط الدغدغة بالضحك والأوقات السعيدة والتقارب بين الوالدين والطفل. ولكن قد يكون حان الوقت لإعادة التفكير في دافعنا لاستخدام هذا الشكل المؤلم أحياناً من اللعب للتواصل مع أطفالنا، وخاصة الأطفال الصغار، الذين قد يفتقرون إلى المهارات اللفظية للتعبير عن عدم ارتياحهم. وهذا لا يعني أنه يجب على الآباء الامتناع عن الاتصال الجسدي الوثيق، والذي نعلم أنه صحي بشكل لا يصدق لنمو الأطفال. استمر في العناق والحضن وبعض الدغدغة اللطيفة، طالما أنك متأكد من أن طفلك يرحب بها. وتأكد من تمكين طفلك من اختيار ما إذا كان يريد أن يتم لمسه أم لا، حتى لو كان يرفض اللمس والدغدغة اللطيفة، عليك أن تحترم ذلك ليتعود على احترام حدود جسمه، فهذا يرسل رسالة مهمة حول استقلالية الجسم التي ستخدم الأطفال جيداً في مرحلة الطفولة وما بعدها.

 

* المصدر

How Tickling Your Toddler Might Actually Be Harmful

آخر تعديل بتاريخ
10 يونيو 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.