صحــــتك

أشياء خطيرة قد يبتلعها طفلك.. ما هي وكيف تحميه منها؟

الصورة
أنور نعمة
أشهر الأشياء التي يبتلعها الطفل، تعرف عليها لحمايته منها

يعتبر ابتلاع الأشياء من قبل الأطفال، سواء كان قصدا أو عن غير قصد، من المشاكل الشائعة التي تواجه كل أم، خاصة منهم الصغار الذين تتأرجح أعمارهم بين ٦ أشهر و٣ سنوات. حتى الأطفال الرضع ليسوا في منأى عن مشكلة ابتلاع الأشياء التي غالبا ما يكون الأشقاء الأكبر سنا هم المتهمون بهذه القضية.  

أهم الأشياء التي يتم ابتلاعها

  1. الأجسام الصلبة.
  2. الأدوية.
  3. المواد الكاوية.
  4. النباتات السامة.

ابتلاع الأجسام الصلبة

يعتبر ابتلاع الأجسام الصلبة واحدا من أهم المشاكل التي تحصل عند الأطفال في المرحلة العمرية الممتدة من ٦ أشهر إلى ٣ سنوات. إن معظم الأجسام الصلبة التي يتم ابتلاعها عبر الجهاز الهضمي تمر مرور الكرام من دون أي ضرر أو مظاهر أو مضاعفات سريرية، إلا أن بعضها قد تترتب عليه مشاكل صحية إذا انحشر في مكان ما من الأنبوب الهضمي.   

 

أشهر الأشياء الصلبة التي يتم ابتلاعها من قبل الأطفال

يمكن أن يبتلع الطفل أي شيء صغير يقع في يده، إلا أن هناك أشياء هي الأكثر ابتلاعا هي:

  1. الخرز.
  2. القطع المعدنية.
  3. القطع البلاستيكية.
  4. القطع العظمية.
  5. قطع الأظافر.
  6. الأزرار.
  7. البطاريات في شكل أقراص.
  8. الدبابيس.
  9. المسامير.
  10. الصخور.
  11. الحسك.
  12. المغناطيسات الصغيرة.
  13. محايات أقلام الرصاص.
  14. البالونات.

أعراض ابتلاع الأجسام الصلبة

قد لا تكون هناك علامات أو أعراض جراء ابتلاع الأطفال للأجسام الصلبة نظرا لأن الغالبية العظمى من حالات الابتلاع لا تتم ملاحظتها لأن الجسم الصلب يدخل الجسم ويخرج منه وكأن شيئا لم يحدث. في المقابل، قد يتسبب ابتلاع الجسم الصلب في اندلاع عدد من الأعراض والعلامات وذلك تبعا للمكان الذي استقر فيه. قد يعاني الطفل من العلامات والأعراض التالية:

  1. السعال.
  2. التقيؤ.
  3. الصعوبة في البلع.
  4. ألم في الحلق أو في الصدر.
  5. الصفير في الصدر.
  6. صعوبة التنفس.
  7. الشردقة أو الاختناق.

مضاعفات ابتلاع الأجسام الصلبة

بشكل عام قد لا تنتج عن ابتلاع الأجسام الصلبة مضاعفات، اللهم إلا المغناطيسات والبطاريات الأزرار والأجسام الكبيرة والأجسام الحادة والأجسام التي تحتوي على الرصاص، فهذه الأشياء قد تسبب مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة، مثل التقرح والانثقاب والنزيف، من هنا أهمية تشخيصها بواسطة التصوير بالأشعة السينية أو التصوير الظليل أو الفحص بالمنظار، بهدف تحديد موقع الجسم الصلب وبالتالي القيام بالتدخل العلاجي الطبي أو الجراحي المناسب.

 

 

 

التدبير العلاجي لابتلاع الأجسام الصلبة

يجب على الأهل تجنب الخوف وعدم الهلع لأنه، وكما ذكرنا أعلاه، فإن معظم الأشياء الصلبة التي يتم ابتلاعها من قبل الطفل تمر عبر القناة الهضمية وتخرج مع البراز من دون مضاعفات.

في كل الأحوال، سواء كان الطفل يعاني أو لا يعاني، فإنه يجب على الأهل إحضاره إلى قسم الطوارئ في المستشفى من أجل الفحص الطبي وعمل التحريات اللازمة وإجراء التدخل الجراحي المناسب إذا لزم الأمر. قد يفكر البعض في إعطاء الطفل الأكل أو مادة معينة أو في وضع الإصبع في حلقه من أجل إثارة التقيؤ، فحذار ثم حذار من القيام بمثل هذه الأفعال التي من شأنها أن تؤخر تطبيق عمل الفحص بالمنظار، وبالتالي تأخير ازالة الجسم الصلب، وهذا لا يصب في مصلحة الطفل على الإطلاق.

ابتلاع الأدوية

إن عامل الفضول غالبا ما يكون السبب في دفع الطفل إلى ابتلاع الأدوية التي توجد هنا وهناك في رحاب المنزل، ولكن المصيبة هي أن بعض هذه الأدوية قد يقتل الطفل حتى ولو تم تناوله بكميات صغيرة.

في كل عام يبتلع ملايين الأطفال الأدوية، وتحصل الغالبية العظمى من حالات الابتلاع هذه على الرغم من وجود الأهل أو مقدمي الرعاية في المنزل ولكنهم لا ينتبهون.

يمكن لتناول حبة واحدة من هذه الأدوية أن تذهب بالطفل إلى الآخرة نظرا لسميتها الشديدة. نستعرض في السطور التالية أشهر هذه الأدوية التي تسبب، عن طريق الخطأ، التسمم عند الأطفال:

الساليسيلات

توجد الساليسيلات في العديد من المسكنات الفموية. إن تناول حبة من هذه الأدوية المسكنة التي تضم تركيزات عالية من الساليسيلات يمكن أن يكون قاتلا. يتم امتصاص الساليسيلات سريعا فيعاني الطفل من أعراض فورية أو قد يتأخر ظهور الأعراض لمدة 6 إلى 12 ساعة. تضم الأعراض طنين الأذن، التهيج، الغثيان، التقيؤ، الدوار، ارتفاع الحرارة، اختلالات عقلية. قد تحصل الوفاة جراء حدوث الوذمة الدماغية. وتحدث الطامة الكبرى إذا صدف أن أخذ الطفل الساليسيلات وهو مصاب بالجدري أو الأنفلونزا أو الرشح، لأنه يمكن أن يتعرض لخطر متلازمة "راي" التي قد تقود إلى الموت.

 

مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية

 إن التسمم بهذه المضادات يجعل الطفل ضحية لأعراض مزعجة للغاية تضم الغثيان، والتقيؤ، وآلام البطن، والنزيف الهضمي، والغيبوبة، ونوبات الصرع، والصدمة.

الباراسيتامول

وهو دواء شائع الاستعمال من دون وصفة طبية، ويوجد في العديد من أدوية البرد والأنفلونزا والمسكنات وخافضات الحرارة. إن تناول كميات كبيرة من هذا الدواء يحوله إلى مادة سامة جدا للكبد، ما يعرض الأخيرة إلى الإصابة بالفشل الكبدي الصاعق في غضون ٧٢ إلى ٩٦ ساعة بعد أخذ الدواء.

ديفينهيدرامين

وهو أحد أكثر الأدوية استعمالا من دون وصفة طبية، كعلاج للحساسية، ومضاد للتقيؤ، ومزيل للاحتقان، ومساعد للنوم. إذا تناول الطفل جرعات زائدة من العقار المذكور فإنه يمكن أن يترك تأثيرات سامة تنعكس سلبا على عدة أجهزة حيوية في الجسم، خاصة القلب والأوعية الدموية والكلى والجهاز العصبي المركزي.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات tricyclic antidepressants

وتوصف هذه الأدوية على نطاق واسع لبعض حالات الصرع والأرق والألم المزمن ولبعض الأمراض العقلية. إذا وقعت تلك الأدوية بين يدي الطفل وتم ابتلاعها فإنها يمكن أن تسبب سمية شديدة للقلب تتظهّر في شكل اضطراب في النظم البطيني وهبوط حاد في ضربات القلب وأرقام ضغط الدم.

 

البينزوديازبينات benzodiazepines  

 إن الجرعات السامة من هذه الأدوية يمكن أن تضع الطفل الصغير في ورطة صحية يمكن أن تهدد حياته، ففي البداية يعاني الطفل من النعاس المفرط والترنح والدوخة والضعف، وقد ينتهي به الأمر إلى الغيبوبة والإصابة بالفشل التنفسي.

حاصرات بيتا

يتم وصف هذه الأدوية لتنظيم ضغط الدم. إن تناول الطفل لهذه الأدوية يؤدي إلى تأثيرات بالغة الخطورة خاصة على العضلة القلبية، مثل اضطرابات النظم والسكتة القلبية.

حاصرات قنوات الكالسيوم calcium channel blocker

وتضم هذه فئة من الأدوية يمكن أن تقتل الرضع والأطفال الصغار في حال تناولهم خطأ جرعات زائدة منها. إذا لم يتم إسعاف الطفل على وجه السرعة فإن التأثيرات السامة تترك تداعيات خطيرة للغاية، مثل هبوط الضغط الحاد، وبطء شديد في دقات القلب، وإحصار القلب، وفشل القلب، والوذمة الرئوية.

السلفونيل يوريا

وتستخدم هذه الأدوية في علاج الداء السكري من النوع الثاني. إذا ابتلع الطفل هذه الأدوية فسوف يشكو من أعراض بعد حوالى 8 ساعات من تناول الدواء، مثل الغثيان، والتقيؤ، والدوخة، وفقدان الوعي، وإذا دهمت هذه الأعراض الطفل على حين غرة خلال نومه فإن الإغماء سيكون في انتظاره جراء تدهور مستوى السكر في الدم.

الأفيونات opioids  

تستخدم هذه العقاقير لتسكين الآلام الشديدة. إذا صدف أن ابتلع الطفل أحد هذه الأدوية فإنه سيعاني من النعاس والغيبوبة وربما الفشل التنفسي الذي قد ينتهي بالموت.

ما العمل في حال ابتلاع الطفل لأي دواء؟

يجب طلب المساعدة الطبية حالا، وعدم تضييع الوقت بإجراء اتصالات مع الذين لا يملكون الخبرة في هذا الموضوع.

إذا تناول الطفل أي دواء أو كان هناك أي شك بأنه فعل ذلك، فإنه يجب التوجه فورا إلى أقرب قسم للطوارئ لتفادي المضاعفات.

متى وصل الطفل إلى المستشفى، يتولى الطبيب المسعف أخذ المعلومات اللازمة من الأهل حول نوع الدواء والكمية التي ابتلعها، وبعد الاطلاع عن كثب على الحالة الصحية للطفل، يختار مشرف الرعاية الطبية بعض الطرق، مثل غسل المعدة للتخلص من بقايا الدواء، أو استعمال الفحم الطبي لمنع وصول الدواء إلى مجرى الدم، أو إعطاء مضادات السموم لعكس أو منع تأثير الدواء.

ابتلاع المواد الكاوية

إن ابتلاع المواد الكاوية أمر شائع عند الأطفال الصغار، سواء عن قصد أو من غير قصد، خاصة في المرحلة العمرية بين سنة و3 سنوات. وتشمل المواد الكاوية عادة المنظفات المنزلية التي يتم تناولها بكميات صغيرة. كلما كانت المادة الكاوية سائلة زاد الخطر المترتب عنها.

يعاني الطفل عادة من تهيج فموي بلعومي خفيف مع الألم والصعوبة في البلع خلال دقائق من ابتلاع المادة، ولكن هذه الأعراض تكون أكثر قسوة وشدة عندما تسبب المادة الكاوية، الحمضية أو القلوية، تلفا كبيرا في أنسجة الفم والبلعوم والمريء والمعدة وفي عمق الأنبوب الهضمي. وتكون الصورة السريرية قاتمة كلما كانت المادة الكاوية قوية، وكلما طالت مدة ملامستها لأنسجة جهاز الهضم، كلما ذهبت بعيدا في عمق الأنبوب الهضمي.

يمكن للمادة الكاوية أن تحرق اللسان والفم والمريء والمعدة، وقد تسبب هذه المواد انثقابات خلال مرورها في المريء والمعدة والأمعاء، ما يسمح للغذاء واللعاب والمفرزات بالتسرب إلى داخل الصدر أو داخل البطن، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التهابات في كليهما، أي في الصدر (التهاب المنصف) والبطن (التهاب الصفاق).

أعراض ابتلاع المواد الكاوية

هناك مجموعة واسعة من الأعراض قد تظهر عقب ابتلاع المادة الكاوية، ويعود ذلك إلى درجة حموضة المادة، والكمية التي تم تناولها، وطول مدة تلامسها مع أنسجة الجسم. وبشكل عام يمكن القول إن الإصابة تكون شديدة في حال المعاناة من 3 أو أكثر من الأعراض التالية:

  1. عسر البلع.
  2. التقيؤ.
  3. زيادة إفراز اللعاب.
  4. الألم عند البلع.
  5. الألم في الصدر.
  6. الألم في البطن.
  7. ضيق التنفس.

كيفية التصرف عند ابتلاع الطفل المواد الكاوية

يجب الاتصال بمركز السموم فورا للحصول على المعلومات اللازمة بشأن التدابير اللازمة. يختلف التدبير باختلاف شدة الضرر الذي خلفه ابتلاع المادة الكاوية.

إذا كان الضرر خفيفا فإنه يمكن إعطاء الطفل القليل من الماء أو الحليب من أجل تمديد المادة الكاوية وبالتالي الحد من  تأثيراتها الضارة على المعدة. لا يجب إعطاء الفحم أو تحريض التقيؤ، فهما غير مفيدين.

أما إذا كان الضرر شديدا، فإنه يجب نقل الطفل إلى قسم الإسعاف بأسرع ما يمكن من أجل تقييم الحالة واتخاذ الإجراءات الطبية الضرورية للتخفيف من المعاناة وتلافي المضاعفات. 

ابتلاع الفطر والنباتات السامة

قد يبتلع الطفل فطرا  أو نباتات برية سامة له، حتى ولو تم تناول كمية قليلة منها، فيعاني على أثرها من باقة من الأعراض، مثل الشعور بالغثيان، وتنشجات في المعدة، والتقيؤ، والإسهال المائي أو الدموي.

ما هو العلاج؟

لا يوجد ترياق خاص لمعالجة ابتلاع الفطر والنباتات السامة، ويهدف العلاج بالدرجة الأولى إلى تخفيف الأعراض. يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو نقل الطفل إلى قسم الإسعاف. إذا استطاع الأهل التعرف إلى هوية الفطر أو النبات السام فإنه يجب أخذه إلى مركز العناية لمعرفة هويته للمساعدة في العلاج.

خلاصة القول

إن العديد من حالات ابتلاع الأشياء الصلبة عند الطفل تكون غير ضارة نسبيا ولا تتطلب إلا بعض الوقت والمراقبة لحلحلتها. في المقابل، هناك أشياء مبتلعة، مثل الأدوية والكاويات والفطر والنباتات السامة، قد تتسبب في حدوث مضاعفات كارثية مهددة للحياة، لهذا فمن الأفضل مراجعة الطبيب أو أقرب مركز إسعافي لطلب المشورة بشأنها وتحديد أفضل السبل للتعامل معها.  

 

المصادر

12 Common Pediatric Ingestions to Know - Medscape Reference

Swallowed Object: First Aid & What to Do for Toddlers

Swallowed (ingested) foreign bodies

Foreign object - swallowed: MedlinePlus Medical Encyclopedia

Protect Your Children From Caustic Ingestion - Verywell Health

Mushroom Poisoning in Children | Johns Hopkins Medicine

آخر تعديل بتاريخ
22 مارس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.