الأزيز التنفسي هو صوت صفير عالي الحدة يحدث أثناء التنفس عند انسداد المجاري التنفسية جزيئًا. ويمكن تشبيه الصفير بصوت ريح تهب عبر نفق، أو لعبة تصدر صريرًا عند الضغط عليها. والصفير أو الأزيز أثناء التنفس شائع عند الرضع والأطفال، ويعتمد تكراره وشدته على الأسباب الكامنة وراءه. ويعاني حوالي 30٪ من الأطفال من الصفير مرة واحدة على الأقل. ويعد كل من الربو والالتهابات التنفسية ومرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) والحساسية من الأسباب الشائعة.
-
الأزيز عند الرضع؟
يأخذ الأطفال عمومًا أنفاسًا بطيئة وعميقة عندما يكونون نائمين مقارنةً بالوقت الذي يكونون فيه مستيقظين. وتسبب الممرات الهوائية الصغيرة في الرضع، من بين أمور أخرى، في إصدار صوت صفير عند التنفس.
ويحدث الأزيز أثناء الزفير، عندما تتضيق الممرات الهوائية السفلية في الرئتين، وهو مختلف عن الأصوات الأخرى التي يصدرها حديث الولادة عند النوم مثل الشخير والتنهدات أو بعض الهمهمات أو الضوضاء التي يصدرها الطفل نتيجة انسداد الأنف بالمخاط. وعلى الرغم من أن العديد من الأشياء قد تسبب الصفير عند الأطفال حديثي الولادة، إلا أنه من الصعب التأكد من أنه أزيز بدون سماعة طبية.
-
أنواع الأزيز أو الصفير لدى الأطفال
الأطفال الذين لديهم:
- رئتان صغيرتان.
- مقاومة الشعب الهوائية لديهم أقل من البالغين.
- مرونة الحويصلات والممرات التنفسية أقل.
- شحة الممرات التنفسية الهوائية الجانبية.
وهذه العوامل تجعل الممرات التنفسية أكثر عرضة للانسداد. وتشمل أنواع الأزيز ما يلي:
- إذا كان الطفل يعاني من أزيز عند تعرضه لمواد ملوثة في البيئة مثل الغبار أو الشعر، أو إذا كان موسميًا، فمن المحتمل أن يكون أزيزًا ناتجًا عن الربو أو الحساسية.
- إذا حدث الأزيز فجأة، فقد يكون نتيجة أو رد فعل بسبب عدوى في الجهاز التنفسي أو جسم غريب.
- يشير الأزيز المستمر منذ الولادة إلى أن الطفل قد يعاني من مشكلة خلقية في البنية التشريحية للمجاري التنفسية.
- قد يشير الأزيز المزمن إلى أن الطفل يعاني من التليف الكيسي أو خلل الحركة الهدبية الأولي، ويجب أن يخضع للفحوص لاستبعاد تلك المشكلات.
-
أسباب الأزيز لدى الأطفال
1. العدوى الفيروسية أو البكتيرية
يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية التهابًا وتراكمًا للأغشية المخاطية مما يضيق الشعب الهوائية. ويمكن أن يتفاقم هذا إلى الحد الذي يجعل الطفل غير قادر على تنفس الهواء. ويمكن أن تؤدي الفيروسات والبكتيريا التي تسبب البرد والتهاب اللوزتين والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الجهاز التنفسي العلوي والالتهاب الرئوي إلى مشاكل في التنفس.
2. الحساسية
يمكن أن يعاني الأطفال من حساسية تجاه المواد الموجودة في الهواء. ويمكن للمجاري الهوائية التي تؤدي إلى الرئتين أن تتفاعل مع مسببات الحساسية وتؤدي إلى التهاب وإفراز مخاط إضافي. وهذا يؤدي إلى ضيق في التنفس وأزيز. ويعد الغبار وعث الغبار وفراء الحيوانات الأليفة والوبر والصراصير وحبوب اللقاح والعفن من محفزات الحساسية الشائعة التي يمكن أن يصاب بها الأطفال بالصفير.
3. الأمراض الوراثية
يمكن أن تسبب الأمراض الوراثية مثل الربو الصفير عند الأطفال. ويمكن أن يحدث الربو أيضًا بسبب التعرض لمسببات الحساسية ويمكن أن يسبب أزيزًا متكررًا حتى سن الخامسة. أيضا، التليف الكيسي هو مرض وراثي آخر يسبب الأزيز.
4. الارتجاع المعدي المريئي
يعد مرض الارتجاع المعدي المريئي مشكلة مزمنة، وفيه ترتد محتويات وأحماض المعدة إلى المريء ثم الحلق، وهذا يسبب تهيج الشعب الهوائية والتهابها وتضيق مجراها، وبالتالي انسدادها الذي يسبب الأزيز.
5. توقف التنفس أثناء النوم
يحدث توقف التنفس أثناء النوم عند وجود أي سبب يؤدي لانسداد المجاري التنفسية مثل التهاب اللوزتين أو اللحمية. وأي انسداد يمكن أن يسبب الصفير أو الأزيز.
6. الاختناق
قد يؤدي الاختناق بالطعام مثل العنب والمكسرات والزبيب أو اللعب الصغيرة إلى انسداد مجرى الهواء. ويؤدي هذا الانسداد إلى تضييق مجرى الهواء الذي يمكن أن يسبب أزيزًا أثناء التنفس.7. التجاويف والأورام والتشوهات التنفسية
يمكن أن تكون أورام الحلق، وتجويف الصدر، والخلل الوظيفي في الحبال الصوتية، والتشوهات في الجهاز التنفسي العلوي، ومشاكل الدورة الدموية، ومشاكل القلب الخلقية أسبابًا غير شائعة للصفير.
8. خلل التنسج القصبي الرئوي
تحدث هذه الحالة عند الأطفال المبتسرين، المولودين قبل الأوان، حيث تكون الرئة والمجاري التنفسية غير ناضجة تماما، الأمر الذي يستوجب تزويدهم بالأوكسجين عن طريق أجهزة التنفس الصناعي ودعم الأكسجين. وعدم نضج المجاري التنفسية يعرضهم للانسدادات والعدوى مما ينتج عنه الأزيز.
-
علامات مصاحبة للأزيز عند الرضع
إذا لم يكن صوت الأزيز مسموعًا للغاية وكنت تشك في أن تنفس طفلك ليس طبيعيًا، فإن العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لأزيز الطفل هي:
- حركات بطن أسرع من المعتاد.
- تقلص عضلات الرقبة أثناء التنفس.
- الرفرفة أو الحركة السريعة للأنف، ويبقى الأنف مفتوحا بأقصى درجة. وعندما يزفر الطفل، هناك صوت صفير.
- الجلد الشاحب والمتورد المزرق، بسبب نقص الأكسجين في الدم.
- أعراض البرد والسعال والحمى.
- ضربات قلب سريعة.
- التعرق.
- قلة الشهية.
- الارتجاف.
- سيلان الأنف والعطاس المتكرر.
- العيون الدامعة مع حكة.
- آلام الحلق والاختناق.
-
متى تقلق بشأن أزيز الطفل
يعد الأزيز شائعًا عند الأطفال عندما يُصابون بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي الشائعة، ويختفي عندما تزول العدوى. لكن، يمكن أن يكون مدعاة للقلق في المواقف التالية:
1. الصفير أثناء تناول الطعام، قد يشير إلى الاختناق أو انسداد مجرى الهواء، خاصة إذا لم تكن لدى الطفل مشكلة مسبقة في التنفس.
2. الصفير أثناء ترك الطفل يلهو بألعابه أو يتجول في المنزل، خاصة فترة الزحف أو المشي، حيث يمكن للأطفال الوصول بسهولة إلى الأشياء الصغيرة وليسوا على دراية بالمخاطر. ويمكن للأجسام الغريبة أن تسد المسالك الهوائية وتسبب أصوات الاختناق أو الصفير عند التنفس.
3. الصفير الذي يتداخل مع النوم أو تناول الطعام بشكل صحيح، فهذا مدعاة للقلق.
4. الصفير بعد نسيان الطفل تناوله للدواء في الوقت المحدد، كما يحدث لدى مرضى الربو.
5. الصفير الفجائي مع ضيق التنفس، وهنا تجب عليك استشارة الطبيب على الفور.
6. الصفير مع ارتفاع في درجة الحرارة.
-
تشخيص وعلاج الأزيز لدى الأطفال
يمكن أن يكون الأزيز أحد أعراض العديد من الحالات. وستساعد أي علامات رأيتها في تشخيص المشكلة. وسيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي وإجراء بعض الاختبارات الروتينية لمعرفة أي مشاكل. وسيتم إرسال عينات دم أو مخاط لإجراء الفحوصات المخبرية للتحقق من علامات العدوى. ويمكن أن يساعد اختبار التنفس في تحديد السبب الجذري، وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى اختبارات متعددة للكشف عن الأسباب المحتملة. وبمجرد تحديد السبب، سيتمكن الأطباء من وصف أفضل مسار للعلاج.
وبالنسبة للحالات الخفيفة التي يكون فيها الأزيز بسيطا والطفل لا يعاني من أعراض أخرى مثل ضيق التنفس أو التغيرات السلوكية، يمكن علاج الطفل منزليا عن طريق تزويده بخافضات الحرارة كالبراسيتامول والقطرات الملحية للأنف وتزويده بالسوائل والحرص على راحته قدر الإمكان. وإذا كان الطفل مصابا بالربو، نجد أن أغلب الأهالي لديهم جهاز تبخير أو استنشاق منزلي أو أجهزة ترطيب الهواء، وهي طريقة فعالة جدا للتحكم في نوبات ضيق التنفس والأزيز.
وهناك بعض العلاجات المنزلية التي تساعد على التخفيف من الأزيز مثل:
1. تدليك صدر الطفل بزيت الخردل والكارفور لتحسين الدورة الدموية وتنقية الجهاز التنفسي. ويدلك الصدر لدقائق قليلة وبلطف حتى لا يتهيج أو يلتهب الجلد.
2. اجعل الطفل يشم بصلة نيئة أو يتناول البصل ضمن طعامه، حيث يحتوي البصل على نسبة عالية من حامض الكبريتيك الذي يحارب العدوى ويهدئ المجاري التنفسية ويخفف من الأزيز.
3. حضر حمام بخار دافئا للطفل، ويمكنك إضافة بعض القطرات من زيت عطري أو زيت الكارفور لماء الاستحمام.
لكن، إذا كانت الأعراض شديدة، فقد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى من أجل وصف:
1. المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المساعدة كما في حالة مرضى الربو أو التليف الكيسي.
2. الجراحة للحالات المعقدة مثل الزوائد الأنفية واللوزتين أو جراحة لتصحيح حالة انقطاع النفس أثناء النوم. قد تستدعي الأسباب النادرة مثل أمراض القلب الخلقية إجراء جراحة وبعض الرعاية بعد ذلك.
-
وقاية الطفل من نوبات الأزيز
بينما لا يمكنك منع الصفير تمامًا، هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتخاذها:
- حماية الطفل من مسببات الأمراض عن طريق الحفاظ على نظافة محيطه.
- إعطاء الدواء في الوقت المحدد.
- احرص على إبقاء أي شيء أو مادة غذائية قد تعرض طفلك لخطر الاختناق بعيدًا عنه.
- يجب عدم تجاهل أي علامات مبكرة تبدو مقلقة، وخاصة التنفس السريع والأرق.