* الفرق بين الرهاب من المدرسة والتهرب أو التغيب عنها
- التهرب من المدرسة
هو شكل أخف من أشكال رفض الالتحاق بالمدرسة، حيث يحاول الطفل عادةً تجنب موقف معين، مثل إجراء اختبار أو تغيير الملابس للتربية البدنية، بدلاً من تجنب البيئة المدرسية تمامًا. وعادة ما يحاول الطفل الحصول على إذن والديه للبقاء في المنزل. وإذا سُمح له بالتغيب عن المدرسة، فعادة ما يعمد الطفل للخروج للعب أو القيام بمهام أخرى غير الواجبات المدرسية المنزلية. وعادة ما يكون التغيب عن المدرسة مقترنا بسلوكيات معادية للمجتمع مثل السرقة والكذب وتعاطي الأدوية غير الموصوفة في المراهقة.- الرهاب المدرسي
يعاني الأطفال المصابون بالرهاب المدرسي من القلق والأعراض الجسدية عند ذهابهم إلى المدرسة. وعادة يكونون مصرين على التغيب رغم محاولات الأهل، وعند إصرار ذويهم على ذهابهم إلى المدرسة، يعانون من نوبات غضب أو يصابون بالاكتئاب. وقد يهددون بإيذاء أنفسهم إذا أُجبروا على ذلك. وعند السماح للطفل بالبقاء في المنزل، يبقى في منزله ولا تكون لديه نية الخروج واللعب، بل قد يعمد أيضا لإكمال واجباته المدرسية في المنزل. غالبا، لا يقترن رهاب المدرسة بسلوكيات عدوانية كالسرقة والكذب أو الإدمان.فيما يلي جدول يوضح الفرق بين الأثنين:
الرهاب المدرسي |
التغيب عن المدرسة (رفض المدرسة) |
انفعالات عاطفية شديدة بسبب الذهاب إلى المدرسة ؛ قد تشمل القلق أو نوبات الغضب أو الاكتئاب أو الأعراض الجسدية. |
انعدام القلق المفرط أو الخوف من الذهاب إلى المدرسة. |
الآباء على علم بتغيب طفلهم عن المدرسة. ويحاول الطفل غالبًا إقناع الوالدين بالسماح له أو لها بالبقاء في المنزل. |
يحاول الطفل في كثير من الأحيان إخفاء الغياب عن الوالدين. |
لا يعاني الطفل من سلوكيات معادية للمجتمع مثل الكذب والسرقة. |
يعاني الطفل من السلوك المعادي للمجتمع بشكل متكرر، بما في ذلك الأفعال المنحرفة والمخلة بالنظام (مثل الكذب والسرقة)، وغالبًا بصحبة أقران غير اجتماعيين. |
خلال ساعات الدوام المدرسي، يبقى الطفل عادة في المنزل لأنه يعتبر بيئة آمنة. |
خلال ساعات الدوام المدرسي، لا يمكث الطفل في المنزل. |
يعبر الطفل عن استعداده للقيام بالعمل المدرسي ويلتزم بإكمال العمل في المنزل. |
عدم الاهتمام بالعمل المدرسي وعدم الرغبة في التوافق مع التوقعات الأكاديمية والسلوكية. |
* معدلات انتشار رهاب المدرسة
الأولاد والبنات يرفضون الذهاب إلى المدرسة بنفس المعدلات. ويكون الرهاب المدرسي أعلى لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-7 سنوات وبين 11 و14 عامًا. وتتوافق هذه الأعمار مع بداية الالتحاق بالمدرسة، والانتقال إلى المرحلة الثانوية، وكلاهما مرهقان بشكل غير عادي للطفل.
وتشير التقديرات إلى أن:- حوالي 4.5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و11 سنة يعانون من الرهاب من المدرسة.
- حوالي 1.3% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 سنة يعانون الرهاب من المدرسة.
- يُعد رهاب المدرسة مشكلة عالمية، حيث يقدر معدل الرهاب المدرسي 2.4٪ بين جميع الأطفال في سن الدراسة في جميع أنحاء العالم.
والأطفال الذين هم أكثر عرضة للرهاب من المدرسة يتشاركون في خصائص معينة، مثل:
- عدم الرغبة في البقاء في غرفة بمفردهم أو الخوف من الظلام.
- التعلق المتشبث بالوالدين أو مقدمي الرعاية.
- القلق المفرط من حدوث شيء مروع في المنزل أثناء وجودهم في المدرسة.
- صعوبات في النوم أو كوابيس متكررة.
- معاناتهم من قلق الانفصال.
* أسباب الرهاب من المدرسة
يهاب الأطفال الذهاب إلى المدرسة لأن القيام بذلك يسبب مشاعر غير مريحة أو توتراً أو قلقاً أو ذعراً. وقد يصاب العديد منهم بأعراض جسدية، مثل الدوخة أو آلام المعدة أو الصداع، عندما يُجبرون على الذهاب إلى المدرسة. ويتطور رفض المدرسة عادة بعد عودة الطفل إليها بعد فترة إجازة نتيجة إصابته بمرض أونتيجة حدث عائلي مرهق، مثل الطلاق أو مرض الوالدين أو الإصابة أو وفاة أحد الأقارب أو الانتقال إلى مدرسة جديدة.وعادة ما يتطور الرهاب من المدرسة تدريجيا، حيث يبدي الأطفال مقاومة شديدة بشكل متزايد للذهاب إلى المدرسة مع مرور الوقت. ويعتقد الأطباء النفسيون أنه عند الأطفال الصغار غالبًا ما يكون العامل المحفز هو الرغبة في البقاء مع الوالد أو مقدم الرعاية وتجنب المواقف غير السارة في المدرسة.
ولدى الأطفال الأكبر سنًا، إذا حدث رهاب المدرسة فجأة، فقد يكون مرتبطًا بتجنب موقف مؤلم في المدرسة مثل التنمر أو المضايقة أو انتقاد المعلم الشديد، أو قد يتبع حدثًا مهينًا مثل التقيؤ في الفصل. وكلما طالت مدة بقاء الطفل خارج المدرسة، زادت صعوبة عودة الطفل.
* علامات الإصابة بالرهاب المدرسي
- البكاء عندما يحين وقت الذهاب إلى المدرسة.
- الإصرار على عدم الذهاب والبقاء فعلا في البيت.
- الهروب من المدرسة والعودة إلى المنزل.
- الإصابة بنوبة هلع مصحوبة بالتعرق أو الدوخة أو تسارع ضربات القلب أو القيء أو الإسهال أو الارتعاش.
- عدم ممارسة الطفل أنشطته العادية.
- صداع أو اضطراب في المعدة أو إسهال أو آلام في الجسم عندما يفكر في المدرسة.
- الحزن وانعدام الرغبة في الوجود حول الآخرين.
- عدم الاهتمام بالعمل أو اللعب.
* طرق علاج الرهاب من المدرسة
الهدف الأساسي من علاج الأطفال المصابين بالرهاب المدرسي هو العودة المبكرة إلى المدرسة. ويجب على الأطباء تجنب كتابة الأعذار للأطفال للبقاء خارج المدرسة، ما لم تكن هناك حالة طبية تجعل من الضروري لهم البقاء في المنزل.
كما يجب أن تعالج المشكلات النفسية الأخرى، إن وجدت، والاضطرابات الأسرية والمشكلات الأخرى المساهمة. ونظرًا لأن الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة غالبًا ما يعانون من أعراض جسدية، فقد يحتاج الطبيب إلى توضيح أن تلك الأعراض الجسدية هي مظهر من مظاهر الاضطراب النفسي. ويجب أن يشمل العلاج فريقاً من الطبيب أو المعالج النفسي وطبيب الأطفال والأهل والقائمين على رعاية الطفل في المدرسة، بمن فيهم المعلمون.
وتشمل خيارات العلاج التثقيف والاستشارة، واستراتيجيات السلوك، والتدخلات الأسرية، وربما العلاج الدوائي. والعوامل التي أثبتت فعاليتها في تحسين العلاج هي مشاركة الوالدين والتعرض للمدرسة. ومع ذلك، فقد قيمت القليل من الدراسات المضبوطة فعالية معظم العلاجات. ويجب أن تأخذ استراتيجيات العلاج في الاعتبار شدة الأعراض، واكتشاف أي أمراض نفسية أخرى وعلاجها بالتزامن، والاضطرابات الأسرية، أي أن يتم العلاج الأسري أيضا.
وفي ما يلي بعض أنواع الأدوية التي قد يحتاجها طفلك:
- الأدوية المضادة للقلق، لمساعدة طفلك على إدارة القلق والتوتر، ويمكن تناولها عن طريق الوريد أو الفم.
- مضادات الاكتئاب، لتقليل أو للوقاية من أعراض الاكتئاب.
- مضادات الاختلاج، للسيطرة على النوبات. ولكن، يمكن استخدامها أيضًا لتقليل السلوك العنيف أو العدوانية أو التهيج. وقد تساعد هذه الأدوية أيضًا في التحكم في تقلبات مزاج طفلك.
- مضادات الذهان، لتقليل أعراض الذهان أو الانفعالات الشديدة. وتُعطى مضادات الذهان على شكل حقنة، أو عن طريق الفم، أو كتحميلة في فتحة الشرج.
- مضاد لمرض باركنسون، للسيطرة على تصلب العضلات والتشنجات والأرق التي تسببها الأدوية المضادة للذهان.
- مُثبِّت الحالة المزاجية، قد يبدو طفلك سعيدًا جدًا في لحظة ما، ثم غاضبًا جدًا في اللحظة التالية. ويتم إعطاء هذا الدواء للسيطرة على هذه التقلبات المزاجية.
- المنبه النفسي، لمساعدة طفلك على الانتباه والتركيز بشكل أفضل. ويمكن أن يساعد أيضًا في تحسين طاقته.
- المهدئات والمنومات، لمساعدة طفلك على الشعور بالهدوء. غالبًا ما تستخدم لمساعدة طفلك على النوم بشكل أفضل في الليل.
- ولا يشترط وصف كل هذه الأدوية، بل يتم وصف ما يناسب حالة كل طفل على حدة..