نتيجة لأسباب مختلفة مثل العيوب الخلقية، العدوى المتكررة أو ارتجاع المريء، يكون الأطفال أكثر عرضة لتضيّق القصبة الهوائية. لهذا يتم اللجوء إلى الجراحة الترميمية الحنجرية الرغامية (Laryngotracheal reconstruction)، لتوفير مجرى هواء آمن وثابت، لتسهيل عملية التنفس، دون اللجوء إلى أنبوب التنفس. لكن، ما أنواع الجراحة وما مخاطرها؟ تابع معنا..
متى يوصى بالجراحة الترميمية الحنجرية الرغامية؟
- تضيق القصبة الهوائية بسبب العدوى أو المرض أو الإصابة، ولكن غالبًا ما ينتج ذلك بسبب التهيج المرتبط بإدخال أنبوب التنفس (تنبيب الرغامي) لدى الأطفال المولودين بعيوب خلقية أو المبسترين أو نتيجة إجراء طبي.
- تشوه الحنجرة نتيجة كونها عدم مكتملة النمو عند الولادة (الشق الحنجري) أو متضيقة بنمو غير طبيعي للأنسجة (الشبكة الحنجرية)، وهذه حالات قد تكون موجودة عند الولادة أو تنتج عن تندب بسبب إجراء طبي أو عدوى.
- ضعف الغضروف (تلين الرغامي)، وتحدث هذه الحالة عندما يفتقر الغضروف الرخو وغير مكتمل النمو لدى الرضع إلى التيبس للحفاظ على سعة مجرى الهواء، مما يصعّب على الطفل عملية التنفس.
- شلل الأحبال الصوتية، ويحدث هذا الاضطراب عندما لا يفتح أو يغلق أحد الحبلين الصوتيين أو كلاهما على النحو الملائم، وبالتالي يترك القصبة الهوائية والرئتين دون حماية. ويمكن أن ينتج هذا الشلل من إصابة أو مرض أو عدوى أو سكتة دماغية، ولا يزال السبب مجهولاً، في العديد من الحالات.
دراسات واختبارات ما قبل الجراحة
غالبًا ما يلزم إجراء عدد من الدراسات أو الاختبارات قبل الجراحة الترميمية الحنجرية الرغامية، والهدف من كل دراسة أو اختبار هو المساعدة في تقييم الحالات الطبية التي قد تسبب مشكلات في مجرى الهواء أو قد تؤثر على الخطة الجراحية وكذلك التحضير للرعاية الطبية الفردية عن طريق المتابعة.- يوفر الفحص بالمنظار رؤية مباشرة لمجرى الهواء، ما يسمح بعمل تقييم دقيق للموضع المتضيق في مجرى الهواء وطوله وحدته، ونظرًا للارتباط المتكرر بالارتجاع الحمضي، فقد يتم التنظير مع تنظير الجهاز المعدي المعوي العلوي لاستعراض المريء والمعدة.
- تحدد اختبارات وظائف الرئة ما إذا كانت الرئتان لديك أو لدى طفلك يمكنهما تحمل إجراءات ترميمية معينة في مجرى الهواء أم لا.
- يمكن استخدام الفحص بالأشعة المقطعية واختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي لاستعراض التشريح الحنجري الرغامي على نحو أكثر تفصيلاً.
- تسجل تقييمات صعوبات البلع عملية البلع عندما تأكل أو تشرب أنت أو طفلك.
- يساعد تقييم الصوت في معرفة سبب مشكلات الصوت كما يساعد في وضع خطة فعالة للعلاج.
- تساعد دراسات حموضة المريء المسبارية في تحديد ما إذا كان يحدث ارتجاع لحمض المعدة إلى المريء ومجرى الهواء أم لا.
- تبحث دراسات النوم (مخططات النوم) في اضطرابات أنماط النوم لديك أو لدى طفلك والتي يسببها مجرى الهواء.
ويمكن التوصية بواحدة أو أكثر من الجراحات التالية قبل إجراء الجراحة الترميمية لمجرى الهواء:
- استئصال اللوزتين أو اللحمية، فأحيانًا يمكن أن تصاب تلك الأنسجة بعدوى وتتورم وتؤدي إلى انسداد مجرى الهواء.
- استئصال النسيج في الحنجرة لإصلاحها، إذا كانت رخوة وتعيق مجرى الهواء.
- جراحة نيسن لمرض الارتجاع المعدي المريئي، لمنع حمض المعدة من التدفق مرة أخرى إلى المريء، إذ قد يؤدي ذلك إلى الالتهاب والمساهمة في تضيّق مجرى الهواء.
توصيات قبل الجراحة
- تجنب الأطعمة والمشروبات في الساعات التي قبل الجراحة. فتناول الطعام أو الشراب قبل الجراحة قد يؤدي إلى مضاعفات أثناء الجراحة مثل استنشاق (شفط) أطعمة مهضومة جزئيًا إلى الرئتين. عادة ما يتم ترتيب موعد إجراء الجراحة للأطفال الصغار في الصباح. وإذا تناولت أنت أو طفلك طعامًا أو شرابًا بعد وقت الإيقاف المحدد، فقد يُضطر إلى تأجيل الجراحة.
- أحضر الأشياء المفضلة لطفلك من المنزل حتى يشعر بالارتياح، مثل لعب الحيوانات أو البطانية أو الصور التي توضع في غرفة المستشفى. وقد يساعد هذا الأمر في تسهيل عملية التعافي.
طرق إجراء الجراحة الترميمية الحنجرية الرغامية
- طريقة استخدام المنظار من خلال الفم وصولاً إلى مجرى الهواء.
- الجراحة المفتوحة لمجرى الهواء بعمل شق في الرقبة، ويمكن إجراء جراحة مفتوحة لمجرى الهواء على مرحلة واحدة أو على عدة مراحل. وعادة ما يوصى بجراحات التنظير وجراحات مجرى الهواء المفتوحة ذات المرحلة الواحدة لحالات التضيق الخفيفة، عندما لا يكون مجرى الهواء لديك أو لدى طفلك متضيقًا بصورة حادة.
وأثناء الجراحة الترميمية أحادية المرحلة:
- تتم إزالة أنبوب فتح القصبة الهوائية، إن وجد.
- يوسع الجراح (يرمم) مجرى الهواء عن طريق إدخال قطع غضروفية مشكّلة بدقة (طعوم) من الضلوع أو الأذن أو الغدة الدرقية إلى القصبة الهوائية.
- يتم إدخال أنبوب مؤقت من خلال الفم إلى القصبة الهوائية (أنبوب الرغامي) ويتم تثبيته في مكانه لدعم الطعوم الغضروفية. عادة سيبقى أنبوب الرغامي في مكانه لمدة تراوح ما بين بضعة أيام إلى أسبوعين تقريبًا، ويعتمد ذلك على مقدار الوقت اللازم لشفاء المنطقة، وهذا عامل غالبًا ما تحدده كمية الطعوم الغضروفية وموضعها.
بينما أثناء الجراحة الترميمية ثنائية أو متعددة المراحل:
- يوسع الجراح (يرمم) مجرى الهواء عن طريق إدخال قطع غضروفية مشكّلة بدقة من الضلوع أو الأذن أو الغدة الدرقية إلى القصبة الهوائية.
- لتوفير هيكل لمجرى الهواء حتى يُشفى، يُترك أنبوب الرغامي في مكانه أو يتم إدخال دعامة (أنبوب مجوف مستقيم أو على شكل حرف T). تبقى الدعامة في مكانها حتى تُشفى المنطقة المصابة، على أن تتم إزالتها في المرحلة التالية، وتستغرق هذه العملية من أربعة إلى ستة أسابيع أو أكثر.
وبعد العملية الجراحية
قد يحتاج الطفل إلى المساعدة في التنفس باستخدام جهاز للتنفس، وسيحتاج مهدئًا للمساعدة في منع خروج أنبوب التنفس. وتعتمد مدة احتياج الطفل إلى المهدئ أو جهاز التنفس على الظروف الصحية الأخرى لطفلك وعمره.ويمكث معظم المرضى في المستشفى لمدة سبعة إلى 14 يومًا بعد الجراحة الترميمية الحنجرية الرغامية المفتوحة لمجرى الهواء، على الرغم أنها قد تطول في بعض الحالات. وتُجرى جراحة المنظار في العيادة الخارجية، وبالتالي يمكن أن تعود أنت أو طفلك إلى المنزل في اليوم ذاته أو قد تمكثان عدة أيام في المستشفى.
ويتفاوت العلاج ومدة التعافي بعد الجراحة بناء على نوع الإجراء الذي خضعت له أنت أو طفلك، وقد يستغرق التعافي الكامل من بضعة أسابيع إلى عدة شهور. وفي الأسابيع التي تلي الجراحة، يجري الطبيب فحوصات منتظمة بالمنظار للتحقق من تقدم شفاء مجرى الهواء. يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام العلاج بالكلام للمساعدة في التخلص من مشكلات الصوت أو البلع.
