الحكة هي عرض مزعج ومؤلم، في بعض الأحيان، وتسبب الشعور بعدم الراحة في أي مكان في الجسم، وخاصة عندما تحدث في المناطق الحساسة كالمهبل والفرج (الشفرتين والبظر وفتحة المهبل). وعلى الرغم من أن معظم أسباب الحكة المهبلية Vaginal itching ليست خطيرة ولا تدعو للقلق وغالبا ما تكون بسبب الفطريات والمواد المهيجة، لكن، أحيانا قد تكون دلالة على أمراض تستدعي العلاج مثل العدوى أو السرطان.
أسباب الحكة المهبلية
-
المهيجات
يمكن أن يؤدي تعريض المهبل للمواد الكيميائية المهيجة إلى الحكة المهبلية، حيث تؤدي هذه المهيجات إلى رد فعل تحسسي ينتج عنه طفح جلدي مثير للحكة في مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك المهبل. وتشمل المهيجات الكيميائية الشائعة ما يلي:
- الصابون.
- فقاعات الاستحمام.
- غسولات المناطق الحساسة.
- الغسول المهبلي.
- موانع الحمل الموضعية.
- الكريمات والمراهم.
- المنظفات.
- المناديل الكحولية والمناديل المعطرة.
- وإذا كنت تعانين من مرض السكري أو سلس البول، فقد يسبب البول أيضًا تهيجًا وحكة في المهبل.
2. الأمراض الجلدية
يمكن لبعض الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما والصدفية، أن تسبب احمرارًا وحكة في منطقة الأعضاء التناسلية. والأكزيما، والمعروفة أيضًا باسم التهاب الجلد التأتبي، هي طفح جلدي يحدث بشكل أساسي لدى الأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية. ويكون الطفح الجلدي المميز لها ضاربا إلى الحمرة ومثيرا للحكة مع نسيج متقشر. وقد ينتشر إلى المهبل عند بعض النساء المصابات بالأكزيما.
أما الصدفية، فهي حالة جلدية شائعة تتسبب في ظهور بقع حمراء متقشرة ومثيرة للحكة على طول فروة الرأس والمفاصل. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث تفشي هذه الأعراض على المهبل أيضًا.
3. الخميرة المهبلية
الخميرة هي فطريات توجد بشكل طبيعي في المهبل، وعادة لا تسبب مشاكل، ولكن عندما يستمر نموها دون رادع، يمكن أن تنتج عنها عدوى مزعجة. وهي حالة شائعة جدًا، تؤثر على 3 من كل 4 نساء في مرحلة ما من حياتهن. وغالبًا ما تحدث العدوى بعد تناول مجموعة من المضادات الحيوية، حيث يمكن لهذه الأنواع من الأدوية أن تدمر البكتيريا الجيدة إلى جانب البكتيريا السيئة. والبكتيريا الجيدة ضرورية للحفاظ على نمو الخميرة تحت السيطرة. ويمكن أن يؤدي فرط نمو الخميرة في المهبل إلى أعراض غير مريحة، بما في ذلك الحكة، والحرقان، والإفرازات المتكتلة.
4. التهاب المهبل البكتيري
التهاب المهبل الجرثومي هو سبب شائع آخر للحكة المهبلية. مثل عدوى الخميرة المهبلية، يحدث التهاب المهبل البكتيري بسبب عدم التوازن بين البكتيريا السيئة والبكتريا الجيدة التي تحدث بشكل طبيعي في المهبل. ولا تسبب الحالة أعراضًا دائمًا، وعندما تظهر الأعراض، فإنها عادة ما تشمل حكة في المهبل وإفرازات غير طبيعية كريهة الرائحة. وقد تكون الإفرازات رقيقة ورمادية وباهتة أو بيضاء اللون. وفي بعض الحالات، وقد تكون أيضًا رغوية.
5. الأمراض المنقولة جنسيا
يمكن أن ينتقل العديد من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أثناء الاتصال الجنسي غير المحمي وتسبب الحكة في المهبل. وتشمل هذه:
- الكلاميديا (المتدثرة).
- الثآليل التناسلية.
- السيلان.
- الهربس التناسلي.
- داء المشعرات.
ويمكن أن تسبب هذه الحالات أيضًا أعراضًا إضافية، بما في ذلك التقرحات والإفرازات المهبلية الخضراء أو الصفراء، والألم أثناء التبول.
6. سن انقطاع الطمث
النساء اللائي يعانين من انقطاع الطمث أو اللواتي في مرحلة قبل انقطاع الطمث يكن أكثر عرضة للإصابة بالحكة المهبلية. ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين التي تحدث أثناء انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى ضمور المهبل، وهو ترقق الغشاء المخاطي الذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف المفرط، ويمكن أن يسبب الجفاف حكة وتهيجًا إذا لم تحصل السيدة على العلاج المناسب.
7. الضغوطات والتوتر
يمكن أن يسبب الإجهاد البدني والعاطفي حكة وتهيجًا في المهبل، وعلى الرغم من أن هذا ليس شائعًا جدًا. لكن، قد يحدث عندما يضعف التوتر جهاز المناعة لديكِ، مما يجعل السيدة أكثر عرضة للعدوى التي تسبب الحكة.
8. الركود الصفراوي أثناء الحمل
الركود الصفراوي أثناء الحمل Cholestasis of pregnancy حالة مرضية حميدة تعاني منها بعض النساء خلال الحمل، وأهم أعراضها الحكة التي تزداد تدريجيا من دون أي مرض جلدي وخصوصا في اليدين والقدمين وقد تصيب أجزاء أخرى من الجسم. وقد تنتهي الحالة بيرقان، أي اصفرار في العينين وفي الجلد. وعادة ما يحدث الركود الصفراوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ويختفي بعد الولادة بساعات أو أيام وفي معظم الحالات لا يؤثر سلباً على الأم ولا على الجنين.
9. سرطان الفرج
في حالات نادرة، قد تكون الحكة المهبلية من أعراض سرطان الفرج. وهو نوع من السرطان يتطور في الجزء الخارجي من الأعضاء التناسلية للإناث وتشمل الشفرتين والبظر وفتحة المهبل.
وقد لا يتسبب سرطان الفرج دائمًا في ظهور أعراض. ومع ذلك، عند حدوث الأعراض، قد تشمل الحكة أو النزيف غير الطبيعي أو الألم في منطقة الفرج. ويمكن علاج سرطان الفرج بنجاح إذا قام طبيبكِ بتشخيصه في مراحله المبكرة، وهذا سبب آخر يجعل الفحوصات السنوية لأمراض النساء ضرورية.
متى تستوجب الحكة المهبلية زيارة الطبيب؟
من المهم أن تزوري طبيبكِ في حالة الحكة المهبلية إذا كانت الحكة شديدة بما يكفي لتعطيل حياتك اليومية أو نومكِ. وعلى الرغم من أن معظم الأسباب ليست خطيرة، إلا أن هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تقلل الانزعاج الناتج عن الحكة المهبلية. ويجب عليك أيضًا الاتصال بطبيبك إذا استمرت الحكة المهبلية لأكثر من أسبوع أو إذا حدثت الحكة مع الأعراض التالية:
- تقرحات أو بثور على الفرج.
- ألم في منطقة الأعضاء التناسلية.
- احمرار أو تورم الأعضاء التناسلية.
- مشكلة في التبول.
- إفرازات مهبلية غير عادية.
- عدم الراحة أثناء الجماع.
تشخيص الحكة المهبلية
سيسألك طبيبك عن أعراضكِ، بما في ذلك شدتها ومدة استمرارها. وقد يسألك أيضًا عن أنشطتك الجنسية. وسيتم فحص الحوض بصريًا بحثا عن أي تقرحات وقد يستخدم منظارًا لرؤية داخل المهبل. وقد يتم أخذ عينة من أنسجة الجلد من الفرج أو عينة من إفرازاتكِ لتحليلها. وقد يقوم طبيبك بإجراء اختبارات الدم أو البول أيضًا.
علاج الحكة المهبلية
بمجرد أن يكتشف طبيبك السبب الكامن وراء الحكة المهبلية سيوصي بخيارات العلاج. ويعتمد المسار المحدد للعلاج المطلوب على الحالة المعينة التي تسبب المشكلة. مثلا:
- يمكن لطبيبك علاج عدوى الخميرة المهبلية بالأدوية المضادة للفطريات، والتي تأتي بأشكال مختلفة، بما في ذلك الكريمات والمراهم والحبوب. وهي متوفرة بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية. لكن إذا لم يتم تشخيصك مسبقا بالفطريات المهبلية ولستِ مدركة لعلاماتها فلا تحاولي علاج نفسكِ بالأدوية غير الموصوفة ظنا أن ما تعانين منه سببه الفطريات، بل تجب استشارة الطبيب ونفي الأسباب الأخرى.
- غالبًا ما يعالج الأطباء التهاب المهبل البكتيري بالمضادات الحيوية. قد تأتي هذه الحبوب على شكل أقراص يتم تناولها عن طريق الفم أو على شكل كريمات يتم إدخالها في المهبل. وبغض النظر عن نوع العلاج الذي تستخدمينه، من المهم اتباع تعليمات طبيبكِ واستكمال الدورة الكاملة من العلاج.
- يمكن علاج الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بالمضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات أو مضادات الطفيليات. وستكون هناك حاجة إلى تناول أدويتك بانتظام وعلاج الزوج بنفس الوقت وتجنب الاتصال الجنسي حتى تختفي العدوى أو المرض.
- ويمكن علاج الحكة المرتبطة بانقطاع الطمث بكريم الإستروجين أو الأقراص أو إدراج الحلقة المهبلية.
علاج حكة المهبل للحامل
لا داعي للقلق بشأن الحكة المهبلية أثناء الحمل ويمكن حلها غالبًا بالعلاجات المنزلية. لكن، ستكون من المهم استشارة الطبيب إذا سببت الحكة إزعاجا كبيرا وإفرازات. وتختلف علاجات الحكة المهبلية أثناء الحمل بناءً على السبب، وقد تشتمل على:- العلاجات المضادة للفطريات التي لا تستلزم وصفة طبية. إذا أكد طبيبك إصابتك بعدوى الخميرة، يمكنك استخدام كريم مضاد للفطريات أو تحميله بدون وصفة طبية لعلاجه. لكن، لا تستخدمي فلوكونازول (ديفلوكان)، فقد تم ربط هذا الدواء المضاد للفطريات الموصوف بزيادة خطر الإجهاض ويجب عدم تناوله أثناء الحمل.
- صودا الخبز، يمكن تهدئة الجلد المصاب بالحكة عن طريق الجلوس في حمام صودا الخبز أو باستخدام كمادات صودا الخبز على المنطقة.
- قد تساعد الحمامات الباردة والكمادات الباردة أيضًا في تقليل الحكة.
- إذا كنتِ تعتقدين أن المنتجات التي تستخدمينها تسبب أعراضكِ، فحاولي التخلص منها جميعًا واستبدالها بمنتجات لطيفة وطبيعية مصممة للاستخدام أثناء الحمل أو للأطفال.
- ستحتاجين إلى وصفة طبية إذا كنت تعانين من التهاب المسالك البولية أو الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أو التهاب المهبل البكتيري.
- قد تساعد الكريمات الموضعية المضادة للحكة مثل الكورتيكوستيرويدات في تقليل الحكة.
- إذا كان الركود الصفراوي هو السبب، فسيقوم طبيبك بمراقبتك وقد يوصيك باستخدام الأدوية المضادة للصفراء.
علاج الحكة المهبلية في المنزل
يمكنك منع معظم أسباب الحكة المهبلية من خلال عادات النظافة الشخصية ونمط الحياة. وهناك عدة خطوات يمكنك اتباعها في المنزل للوقاية من تهيج المهبل والعدوى:
- استخدام الماء الدافئ ومنظف لطيف لغسل المنطقة التناسلية.
- تجنب الصابون المعطر والمستحضرات وحمامات الفقاعات.
- تجنب استخدام منتجات مثل البخاخات المهبلية والدوش.
- تغيير الملابس المبللة أو الرطبة بعد السباحة أو ممارسة الرياضة مباشرة.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية وتغيير ملابسك الداخلية كل يوم.
- تناول الزبادي المدعم بالبروبايوتيك لتقليل فرصة الإصابة بعدوى الخميرة.
- المسح من الأمام إلى الخلف بعد التبرز.