أسباب آلام الولادة
قبل معرفة ما إن كانت هناك فعلًا ولادة بدون ألم علينا أن نتعرف على أسباب آلام الولادة، إذ تنقسم آلام الولادة إلى مرحلتين:
- المرحلة الأولى: تبدأ الآلام مع بداية الطلق (انقباضات الرحم لدفع الجنين)، ويكون سببها الاتساع التدريجي الذي يحدث في عنق الرحم، تمهيدًا لنزول الطفل، ويكون الألم في هذه المرحلة متركزًا في منطقة الظهر.
- المرحلة الثانية: تكون الآلام في منطقة العجان، وسببها توسع قناة المهبل مع عبور الطفل خلالها.
وسائل تحقيق ولادة بدون ألم
نسمع كثيرًا عن الولادة بدون ألم فما هي وسائل الحصول عليها؟ توجد وسيلتان للحصول على ولادة بدون ألم تتلخصان في الآتي:
الوسيلة الأولى للحصول على ولادة بدون ألم هي التخدير النصفي
يكون التخدير النصفي، وشهرته إبيديورال، عن طريق تركيب قسطرة في الظهر، وحقن المخدر من خلالها في منطقة تجمع الأعصاب حول العمود الفقري.
من أهم مميزات التخدير النصفي القضاء تمامًا على آلام الولادة بمرحلتيها، والاحتفاظ بدرجة الوعي عند المريضة، بل وقدرتها على الحركة، لأن المخدر يصل فقط إلى الأعصاب المسؤولة عن آلام الولادة دون باقي الأعصاب، كما يمكن إعطاء جرعات إضافية لتسكين الألم في فترة ما بعد الولادة عن طريق القسطرة الموجودة في ظهر المريضة.
عيب هذا النوع من التخدير أنه يحتاج إلى مهارة تخديرية كبيرة، وفي حالة حدوث أي خطأ أثناء تركيب القسطرة قد تعاني المريضة من الصداع عدة أيام، لذلك ينبغي عند اختيار هذا النوع من التخدير أن يقوم بإعطائه طبيب تخدير ذو خبرة وسمعة جيدة في هذا المجال. العيب الآخر للتخدير النصفي هو تكلفة القسطرة المستخدمة ومستلزمات تركيبها، وهي مرتفعة نسبيًا.
الوسيلة الثانية للحصول على ولادة بدون ألم هي التخدير الكلي
وتكون عن طريق حقن المخدر في الوريد في مرحلة الوضع الأخيرة. يتميز التخدير الكلي بأنه أقل في التكلفة، ولا يحتاج إلى مهارة خاصة. أما عيوبه فتتمثل في أنه يكون في المرحلة الأخيرة فقط من الولادة، لذلك فهو لا يقضي إلا على النصف ساعة الأخيرة من الألم عند نزول الطفل، وعند مرحلة بضع الفرج (الشق الجراحي لتوسيع قناة المهبل، ويعرف بالإبيزيوتومي episiotomy) ويصاحبه فقدان كامل للوعي خلال فترة التخدير.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
من أهم الأسئلة الأكثر شيوعًا لحالة الولادة بدون ألم الآتي:
ما هو نوع التخدير المفضل في حالات الولادة الطارئة؟
في مثل هذه الحالات يكون التخدير الكلي هو المتاح، لأن التخدير النصفي يحتاج إلى وجود المريضة في المستشفى قبل الولادة بفترة كافية؛ ذلك أن تركيب القسطرة يحتاج إلى 15 دقيقة في المتوسط، ثم عشر دقائق أخرى بعد حقن المخدر كي يبدأ تأثيره.
لماذا تخاف الكثير من السيدات من التخدير النصفي؟
منطقي جدًا أن تتخوف السيدة (والرجل أيضًا) من أخذ حقنة في منتصف الظهر، لكن على كل سيدة أن تعرف أن هذا النوع من التخدير أفضل بكثير، وأكثر أمانًا من التخدير الكلي الذي يفقد المريضة الوعي، والسيطرة على ممرات الهواء، ولا يضيّع إلا آلام المرحلة الأخيرة من الولادة فقط.
كما أنه في حالات الولادة بدون ألم بالذات، لا يوجد بديل للتخدير النصفي حتى الآن بنفس الكفاءة.
هل تركيب قسطرة التخدير النصفي مؤلم؟
المعتاد أن يتم تركيب قسطرة الإبيديورال تحت مخدر موضعي، وبالتالي فإن الآلام الناتجة عنها لا تزيد عن آلام أخذ حقنة عادية في العضل أو الوريد. ويقوم الكثير من الأطباء بإعطاء بعض المهدئات للمريضة قبل التخدير النصفي، مما يؤدي إلى نسيان كامل لفترة تركيب القسطرة.
هل توجد أعراض جانبية أخرى للتخدير النصفي؟
نعم، هناك بعض الأعراض الجانبية الأخرى للتخدير النصفي، فقد تشعر المريضة ببعض الثقل وصعوبة الحركة لعدة ساعات بعد الولادة، ويجب على الطبيب المعالج التأكد من تفريغ المثانة من البول بعد الولادة، لأنها قد تمتلئ بالبول مع عدم شعور المريضة بالرغبة في التبول. كما يجب إبطاء عملية الولادة في بعض الأحيان لأن عدم شعور المريضة بآلام الطلق قد يؤدي إلى تعطيل قيامها بكتم النفس ودفع الطفل إلى أسفل.
هل نجاح التخدير النصفي مضمون؟
مع نوعيات الإبر والقسطرات الجيدة ومستوى الطبيب الجيد، تكون نسبة النجاح عالية جدًا، لكن قد يفشل التخدير النصفي في بعض الأحيان في القضاء على الألم، سواء فشل فشلًا كلياً أو عمل في جانب واحد، ولذلك يجب الاطمئنان إلى اختفاء الآلام تماماً قبل خروج المريضة من التخدير النصفي، ويجب تثبيت القسطرة جيدًا، وتجنب الحركة الزائدة التي قد تؤدي إلى تحرك القسطرة من مكانها.
هل يؤخر التخدير تناول الطعام بعد الولادة؟ وهل يؤثر على الرضاعة؟
يمكن للمريضة تناول الطعام بصورة عادية جدًا بعد الولادة، سواء كان التخدير نصفيًا أو كليًا، ولا يوجد أي تأثير لأدوية التخدير على الرضاعة.
هل توجد موانع صحية للتخدير في حالات الولادة؟
لا توجد أي موانع طبية في الأمراض الشائعة (مثل الضغط والسكر وغيرها) لأخذ التخدير سواء نصفياً أو كلياً، وتوجد بالطبع بعض الموانع مثل حالات سيولة الدم، والضعف الشديد في عضلة القلب، لكن هذه الحالات يندر وجودها في هذه المرحلة.
نهايةً، تطورت هذه التقنية بفضل التقدم في مجالات التخدير، مما أتاح للأطباء القدرة على تقديم خيارات متعددة لتخفيف ألم الولادة ولتحقيق معجزة الولادة بدون ألم، بدءاً من التخدير النصفي حتى التخدير الكلي، ولكن علينا التذكير بضرورة التوازن بين التدخل الطبي والاحترام لتجربة الولادة الطبيعية.