ربما تكون قد نمتِ مُرْتديًا عدساتك اللاصقة مرة أو مرتين، ثم شعرتَ بجفاف عينيك قليلاً بعد الاستيقاظ، تلك عادة يفعلها ثُلث مَن يرتدون العدسات اللاصقة.
أثبتت الدراسات الطبية أن النوم أثناء ارتداء العدسات اللاصقة يزيد من خطر الإصابة بالتهاب العين من 6 إلى 8 أضعاف.
ستتعرف في هذا المقال على أسباب زيادة خطر الإصابة بالعدوى مع ارتداء العدسات اللاصقة، وأنواع العدوى التي يمكن أن تحدث، وما عليك فعله إذا نِمْت سهوًا مرتديًا عدساتك اللاصقة.
ماذا يحدث إذا كنت تنام مرتديًا عدساتك اللاصقة؟
كما ذكرنا من قبل، عندما تنام وأنت مرتديًا عدساتك اللاصقة يزداد خطر إصابتك بالتهاب العين بشكل كبير، كما يمكن أن تتسبب هذه الالتهابات في تلف دائم للقرنية، وفقدان البصر في بعض الحالات الخطيرة.
أنواع التهاب القرنية:
1. التهاب القرنية الجرثومي Bacterial Keratitis
قد يحدث التهاب القرنية بسبب عدوى بكتيرية، ويمكن أن يتسبب في فقد الشخص لجزء من رؤيته أو كلها إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، وتزيد المداومة على ارتداء العدسات اللاصقة من خطر الإصابة بهذا النوع من العدوى، خاصةً إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة طوال الليل أثناء النوم.
يمكن أن تحدث العدوى البكتيرية بسبب أكثر من نوع من البكتيريا، مثل الجرثومة الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa والمكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus، والتي توجد في التربة والمياه.
يمكن أن يحدث التهاب القرنية الجرثومي عندما تنتقل البكتيريا إلى العدسات من أصابعك عند وضع العدسات اللاصقة أو نزعها، كما يمكن أن تنتقل البكتيريا أيضًا من العدسات أو علبة التخزين إذا لم يتم تنظيفها وتطهيرها بشكل صحيح.
قد يؤدي شطف العدسات بالماء بدلاً من المحلول الخاص إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب القرنية الجرثومي.
2. التهاب القرنية الشوكميبي Acanthamoeba Keratitis
يحدث التهاب القرنية بسبب عدوى تسببها بعض أنواع الأميبا، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى فقدان البصر أو العمى.
يَنتُج هذا النوع من العدوى عن الأميبا، وهو كائن حي صغير وحيد الخلية يُسمى Acanthamoeba، والذي يمكن العثور عليه في المسطحات المائية الطبيعية والتربة ومياه الصنبور، وأنظمة التدفئة وتكييف الهواء، وأحواض الاستحمام الساخنة.
أثبتت الدراسات أن ارتداء العدسات اللاصقة يُعرِّض الناس لخطر الإصابة بالتهاب القرنية الأميبي Ancanthamoeba، فقد وُجد أن 85٪ من الأشخاص الذين يعانون من هذا الالتهاب هم مَن يرتدون العدسات اللاصقة.
يؤدي عدم الاعتناء بنظافة العدسات اللاصقة، والسباحة أو الاستحمام أثناء ارتداء العدسات اللاصقة إلى زيادة مخاطر إصابتك بهذا النوع من العدوى.
يمكن أن يتطور هذا النوع إذا كان لديك خَدش في عينك، والذي قد يحدث بسبب ارتداء العدسات اللاصقة بشكل منتظم، فتدخل الأميبا إلى الخَدش عن طريق الماء، أو بسبب تلوث محلول العدسات اللاصقة.
يمكن أن يجعلك النوم مع ارتداء العدسات طوال الليل أكثر عرضة للإصابة بعدوى التهاب القرنية الشوكميبي Ancanthamoeba؛ إذْ يقلل ارتداء العدسات اللاصقة من كمية الأكسجين الواصلة للقرنية، مما يُضْعِف قدرة القرنية على حماية نفسها من الكائنات الحية الدقيقة.
3. التهاب القرنية الفطري Fungal Keratitis
يمكن أن يؤدي التهاب القرنية الناجم عن عدوى فطرية أيضًا إلى فقدان البصر أو العمى إذا ترك دون علاج، وتشمل أنواع الفطريات التي غالبًا ما تكون وراء التهاب القرنية الفطري: فطر الفيوزاريوم Fusarium والفطر الرشاش Aspergillus والفطر المبيض Candida.
يعتبر هذا النوع من العدوى أكثر شيوعًا في المناطق الاستوائية من العالم، ولكن يمكن أن يحدث في أي مناخ.
بشكل عام، تُعالَج حالات التهاب القرنية الفطري بالأدوية المضادة للفطريات، ولكنّ الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب جراحة أو زرع القرنية.
لماذا يزيد ارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم من خطر الإصابة بعدوى العين؟
تواجه عيناك جميعَ أنواع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة يوميًا، ولكنهما قادرتان على درء العدوى بسبب الحماية الطبيعية التي توفرها دموعك.
عندما ترمش على مدار اليوم، فإنك تُدخِل بانتظام سائلًا جديدًا للدموع وأكسجينًا جديدًا في عينيك، مما يحافظ على صحة القرنية، ولكن عندما ترتدي العدسات اللاصقة، فإنها تلتصق على القرنية وتمنع وصول كثير من هذا السائل المكوّن للدموع إلى القرنية. هذا يجعل من الصعب على قرنيتك الدفاع عن نفسها ضد الميكروبات، أو إزالتها من تحت العدسات اللاصقة.
عندما تنام مع وجود العدسات اللاصقة، تتلقى قرنيتك كمية أقل من السوائل المحفزة لتكوين الدموع، لأنك لا ترمش.
النوم مع وضع العدسات اللاصقة، أو وضع العدسات اللاصقة لفترة طويلة من الوقت، يقلل بشكل كبير من كمية الأكسجين التي تصل إلى قرنيتك، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى إتلاف سطح القرنية، والتأثير على قدرتها على تجديد خلاياها التالفة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
يمنح ارتداءُ العدسات اللاصقة طوال الليل البكتيريا مزيدًا من الوقت لتتحوّل إلى عدوى مؤذية، مما دفع العلماء إلى ابتكار العدسات اللاصقة اللينة، والتي يرتديها حوالي تسعة من كل عشرة مِمّن يرتدون العدسات اللاصقة، لتكون أكثر مرونة، وتسمح لمزيد من الأكسجين بالوصول إلى القرنية.
لكن، يستمر خطر الإصابة بالعدوى خمسة أضعاف إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة أثناء النوم، بغض النظر عن نوع العدسة.
نصائح للتعامل مع العدسات اللاصقة بأمان
ليس كل من ينام مرتديًا عدساته اللاصقة سيكون لديه مضاعفات، إلا أنه من الأفضل لأي شخص يرتدي العدسات اللاصقة اتباع بروتوكولات محددة لضمان عدم حدوث تلك المضاعفات. تأكد أولاً من استشارة طبيب العيون الخاص بك مرة كل عام على الأقل، فعادة ما تكون الوصفات الطبية الخاصة بالعدسات اللاصقة صالحة لمدة عام فقط، وتتطلب فحصًا خاصًا للعين.
يوصي أطباء العيون بإجراء فحص شامل للعين كل عامين لكل من تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا، كما يوصون بإجراء فحوصات سنوية لكل شخص معرَّض لخطر الإصابة بأمراض العين، أو يرتدي العدسات اللاصقة بانتظام.
تتضمن الإرشادات الأخرى الخاصة بارتداء العدسات اللاصقة ما يلي:
- لا تسبح وأنت مرتديًا العدسات اللاصقة.
- لا تُعقِّم أو تشطف العدسات اللاصقة في ماء الصنبور.
- تخلَّص من أي محلول متبقٍ من علبة العدسات اللاصقة وأغطيتها قبل إضافة محلول جديد.
- اغسل يديك قبل وضع العدسات في الصباح.
- اترك الحافظة والأغطية تجف في الهواء أثناء النهار.
- نظِّف الحافظة والأغطية بانتظام بالماء والصابون للتخلص من البكتيريا العالقة.
- استبدل الحافظة كل ثلاثة أشهر.
- استبدل العدسات التي تُستخدم لمرة واحدة على النحو الموصى به.
- لا تنقل محلول العدسات اللاصقة إلى حاوية أخرى عند السفر؛ لأنها غير معقمة، بل قم بشراء علبة محلول أخرى.
متى يستلزم عليك استشارة الطبيب؟
إذا نمت وأنت مرتديًا العدسات اللاصقة مدة ليلة أو ليلتين، فربما لن تسبب لك مشكلة، ولكن من المهم أن تزور طبيب العيون على الفور إذا ظهرت عليك أي من الأعراض الآتية:
- ألم في العين.
- تورم في العين.
- جفاف أو احمرار العين.
- إفرازات بالعين.
- رؤية مزدوجة.
- ضعف الرؤية.
- ظهور دوائر حول الضوء.
- ظهور ومضات من الضوء.
ختامًا،
يُعدّ النوم أثناء ارتداء العدسات اللاصقة أمرًا سيئًا، إذْ يمكن أن تلتصق الأوساخ والبكتيريا والملوثات بعدساتك، وتصيب عينيك أثناء النوم. يمكن أن يساعدك تغيير العدسات وتعقيمها يوميًا، والحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة، على تجنب العدوى والمضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.
المصادر:
