الجَنَف أو انحراف العمود الفقري هو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، يجعل العمود الفقري مائلًا على شكل "S" أو "C". وفقًا للجمعية الأميركية لجرّاحي الأعصاب (AANS)، فإن حوالي 80% من حالات الجَنَف ليس لها سبب محدد، وغالبًا ما يتم تشخيص الحالة خلال السنوات السبع الأولى من حياة الطفل، ولكن قد يتأخر ظهوره إلى ما بعد سن البلوغ.
تتضمّن الأسباب الشائعة التي يمكن تحديدها بدقّة للجَنَف أو العمود الفقري المائِل كما يسمّيه البعض:
- عيوب خَلْقية.
- تشوّهات عصبية.
- عوامل وراثية.
- عدوى جرثومية في العمود الفقري، مثل السل.
- كسور أو رضوض شديدة في العمود الفقري.
- أورام خبيثة في الفقرات.
تكون معظم حالات الجَنَف بسيطة، ولكن قد يُصاب بعض الأطفال بتشوّهات في العمود الفقري تصبح أكثر حدّة عندما يكبرون، وقد يؤدي الجَنَف الحادّ إلى العجز، ويمكن أن يؤدي الانحناء الشديد في العمود الفقري إلى تقليل مقدار المساحة داخل الصدر، ما يؤدي إلى صعوبة أداء الرئة لوظائفها بشكل طبيعي.
علامات وأعراض الجَنَف
تتضمن علامات وأعراض الجَنَف ما يلي:
- ارتفاع الكتفَين غير متساوٍ.
- يظهر أحد لوحي الكتف أكثر بروزًا من الآخر.
- خط الخصر غير مستقيم.
- ارتفاع أحد الوركين عن الآخر.
أسباب الجَنَف
كما أسلفنا، لا يمكن تحديد سبب الجَنَف غالبًا. تشمل الأسباب الشائعة التي قد يحدِّدها الأطباء ما يلي:
- الضمور أو الشلل الدماغي، وهو مجموعة من اضطرابات الجهاز العصبي التي تؤثِّر على الحركة والتعلّم والسمع والرؤية والتفكير.
- الحَثَل العضلي، وهو مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تؤدّي إلى ضعف العضلات.
- العيوب الخَلْقية التي تؤثّر على عظام العمود الفقري للرضيع، مثل انشقاق العمود الفقري (السنسنة المشقوقة).
- إصابات العمود الفقري أو الالتهابات.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الجَنَف هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
- الإناث أكثر عرضة للإصابة، لسبب غير معلوم أيضا.
الفرق بين العمود الفقري المائل والعمود الفقري المستقيم |
مضاعفات الإصابة بالجَنَف
بينما يعاني معظم الأشخاص المصابين بالجَنَف من درجة بسيطة من الاضطراب، فإنّ الجَنَف قد يسبِّب أحيانًا مضاعفات، تتضمن ما يلي:
- الضغط على القلب والرئة: في حالات الجَنَف الشديدة، قد يضغط القفص الصدري على الرئتَين والقلب، ما يزيد من صعوبة التنفس، وصعوبة ضخّ القلب للدم.
- مشكلات الظهر: يكون البالغون الذين أصيبوا بالجنف وهم أطفال، أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر المُزمنة من غيرهم.
- المظهر: بينما يتفاقم الجَنَف، فإنه قد يتسبَّب في تغيُّرات أكثر وضوحًا، تتضمّن عدم تساوي ارتفاع الكتفَين، وبروز الأضلاع، وعدم تساوي الوركَين، وتغيّر شكل الخصر والجذع وانحرافه إلى الجانب. غالبًا ما يُسبِّب الجنف للمصابين به الشعورَ بالخجل من مظهرهم.
تشخيص الجَنَف
يتم تشخيص الجنف اعتمادًا على الفحص السريري والعصبي للعضلات والأعصاب، كما يتم اللجوء إلى الأشعة السينية لتأكيد تشخيص الإصابة بالجَنَف، وقياس شدة الإصابة.
إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بالجَنَف بسبب حالة مَرَضية كامنة، مثل وجود ورم، فقد يوصي بإجراء فحوصات تصوير إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، وفحص العظام.
علاج الجَنَف
إذا كانت عظام طفلك في طَوْر النمو، وكان مصابًا بحالة متوسطة من الجَنَف، فقد يوصي الطبيب بارتداء الحزام الطبي أو الدعامة المعدنية، مما يساعد على منع تفاقم الحالة، وليس علاجها. تزداد فعالية الدعامة تبعًا لعدد ساعات ارتدائها كل يوم، وعادة ما يتمكّن الأطفال الذين يرتدون الدعامات من المشاركة في معظم الأنشطة، مع الالتزام ببعض القيود. يتم وقف ارتداء الدعامة بعد توقّف العظام عن النمو، وعادة ما يحدث ذلك عند مرحلة البلوغ.
متى يوصَى بالجراحة؟
عادة ما يتم تأجيل الجراحة إلى ما بعد توقّف عظام الطفل عن النمو. لكن، إذا كان الجَنَف يتفاقم سريعًا في سنّ مبكرة، فقد يقوم الأطباء بتثبيت قضيب معدني قوي يمكن ضبط طوله حسب نمو الطفل. إذا تفاقم الجَنَف الشديد بمرور الوقت، سيقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لتصحيح الانحراف، وهي العملية المعروفة باسم تقويم ودمج الفقرات.
المصدر
Scoliosis
Everything You Need to Know About Scoliosis