أظهر بحث جديد أنّ الأشخاص النشيطين بدنياً يتمتَّعون بتحمُّلٍ أعلى للألم مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة، عدا عن أن الانخراط في النشاط البدني بانتظام يرتبط بتحسين الصحة العامة.
كيف أُجريت الدراسة؟
منذ إجراء الدراسات السابقة حول النشاط البدني وتحمّل الألم على عينة صغيرة الحجم، فحص باحثون من مستشفى جامعة أندرس آرنس في شمال النرويج بيانات 10.732 بالغًا نرويجيًا لهذه الدراسة، وأَبلَغ المشاركون عن مستويات نشاطهم البدني ومستوى تحمّلهم للألم، والتي تمّ قياسها من خلال اختبارٍ تَطَلَّب وضْع أيديهم في الماء البارد.
كيف يمكن للنشاط البدني أن يؤثِّر على مستوى تحمُّل الألم؟
تُمثِّل ممارسة الرياضة علامة على مدى الألم الذي يمكن لشخص ما أن يتحمّله، والسبب أن النشيط بدنيًّا يمارس الرياضة بشكل متكرِّر، ومن الناحية النظرية، هو معتاد على وضع الجسد في مواقف صعبة للغاية، والشعور بعدم الراحة طواعية.
من المهم ملاحظة أنه كلما كان الشخص أكثر لياقة من الناحية البدنية، قلَّ احتمال تعرّضه للألم أو الإصابات خلال النشاط البدني، وقد يلعب الإندورفين الذي يتم إطلاقه خلال ممارسة الرياضة دوراً مهماً أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، فالأشخاص الأكثر نشاطاً من الناحية البدنية يتحسّن لديهم تدفّق الدم، ويقلّ لديهم الالتهاب، وبالتالي تتحسّن صحة القلب، وهذا يؤدي إلى القدرة على تحمّل المزيد من الألم.
محددِّات الدراسة
قد لا تكون طريقة الباحثين في قياس الألم هي الأكثر دقّة، فربما لا يكون اختبار تحمّل الألم عن طريق وضع يدك في دَلْو من الماء البارد هو أفضل دليل لمقدار الألم الذي يمكن لشخص ما أن يتحمّله.
ولا يمكن التأكّد من مدى قابلية تطبيق هذا في العالم الحقيقي على الحياة اليومية، فهناك عديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون الوقوف حتى لمدة 10 دقائق بعد تمرين معيّن، ولكنْ يمكنهم تحمّل آلام العمل لمدة 12 ساعة في اليوم، لذا، فإن تحمّل الألم يعتمد حقاً على المهمّة، سواء كانت جسدية أو معرفية.
المصدر: