تعرضت للتحرش في الصغر ومن يومها والأزمات النفسية تتوالى
تعرّضْت في سنّ 8 تقريبًا لاعتداء جنسي من قريبي، واستمر نحو 3 سنوات، أُصبْت في سن 16 بأزمة نفسية ثم ارتحت، وبعدها سنة 2012 عادت الأزمة وبشكل مختلف نوعا ما، وعولجْت ثم أوقفت العلاج بنفسي دون استشارة. حاليا لم أرجع لحياتي الطبيعية قبل 2012، كنت أحبّ الكتب والكتابة، وأمارس العادة السريعة من صغري، وصارت رفيقتي حين التوتر والقلق، كلما زاد زادت حاجتي. أريد الخلاص منها والعودة للكتب، فماذا تنصحون؟
عزيزتي:
قد نعتقد أننا نستطيع التجاهل، بل قد نكون محترفين به، لكن عادةً، الذي نحاول الهروب منه سيعود للظهور أمامنا، حتى وإن كان ذلك بصورة مختلفة عما بدأ به الأمر. أعلم أنكِ أخذتِ علاجًا نفسيًا، لكن ليس بالضرورة أنك تعافيتِ من تلك الصدمة بصورة صحيحة، وصدمة التحرش الجنسي من أشد أنواع الصدمات النفسية، لذلك قد يأخذ التعافي وقتًا طويلًا، و في كثير من الأحيان يكون للأشخاص توقعات مختلفة عما هو مطلوب من العلاج النفسي.
دعيني أشرح لكِ الأمر:
في العلاج النفسي المتعلق بالصدمات، نحن لن نسعى لنسيان أو إزالة الحدث، نحن سنسعى لتغيير شعورنا تجاهه، ومن ثم الخطوة التالية هي العيش بتأقلم وتقبل للواقع. أرجو أن تتابعي معي خطوات التعامل السليم مع صدمات التحرش الجنسي، وأولى الخطوات هي بالتعرض المستمر لمواقف وذكريات التحرش، نعم رغم ألمها لكن التعرض المستمر لها سيؤدي إلى إزالة التحسس منها (desensitization).
بعدها سنقوم بالتعامل مع مشاعرنا تجاه المحيط والأشخاص بمحيطنا ممن لهم ارتباط بالحادثة، بعدها نتعامل مع مشاعرنا تجاه المعتدي. وأخيرا وهي خطوة انتقالية كبيرة: الانتقال من جسد الضحية لجسد المقاوِم والمحاسِب.
يبدو لي من رسالتكِ أنكِ لم تَصِلي للخطوة الأخيرة، فأنتِ بعمر الأربعين ومازالت تلك الحادثة تُشكّل محور حياتك. وفيما يخص الإدمان على العادة السرية، فهو من الأعراض والمضاعَفات الممكنة للتحرش الجنسي.
إدمان العادة عند النساء يختلف من حيث المنشأ عنه عند الرجال، فالمرأة تلجأ للعادة السرية في كثير من الأحيان كوسيلة نفسية دفاعية لعدم مواجهة مشكلات تعاني منها، تلجأ لها للتخفيف من الضغوطات النفسية، تجد بها طريقة لتخدير الشعور بالوحدة أو الملل، فليس بالضرورة هي شهوة جنسية مُفرِطة.
التخلّص منها ممكن بالتأكيد، لكنني أنصحك وبشدة على معالجة الجذور، ومتابعة العلاج النفسي بصورته السليمة، ومن ثم مواجهة مضاعفات الأمر مثل العادة السرية و غيرها.
بارك الله فيكِ عزيزتي و رزقكِ القوة.