لطالما اعتبر التوت البري (من نوع Cranberry) علاجاً لالتهاب المسالك البولية، أو استخدم للوقاية منه، وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت الأبحاث أدلة متضاربة على مدى فعاليته.
نشر باحثون في جامعة فليندرز ومستشفى الأطفال في ويستميد في أستراليا مؤخراً دراسة علمية تظهر أن منتجات هذا التوت البري قد تقلل بالفعل من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية، في بعض المجموعات التي أجريت عليها الدراسة.
ما هو التهاب المسالك البولية؟
يحدث التهاب المسالك البولية عندما تدخل البكتيريا وتصيب المسالك البولية التي تشمل مجرى البول والمثانة والحالب والكلى. ويعد نمو ما يعرف بجرثومة إي كولاي ( E. Coli) في المسالك البولية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب المسالك البولية. وهذه السلالة البكتيرية موجودة بشكل طبيعي في الأمعاء، ولكنها يمكن أن تنتقل إلى المثانة من خلال التلوث بالبراز، ثم تلتصق بجدران المثانة وتتكاثر، ويمكن أن تتطور عدوى المسالك البولية غير المعالَجة إلى الكلى، وإلى مضاعفات أخرى مثل تعفّن الدم.
ما مدى تأثير التوت البري لمعالجة التهاب المسالك البولية؟
تعد وصفات المضادات الحيوية اسلوباً يستخدمه بعض الأطباء في الوقاية والعلاج، مما ساهم في ظهور مسببات الأمراض المقاومة للأدوية عند بعض المرضى.
يحتوي التوت البري (من نوع Cranberry) على مادة proanthocyanidins، وهي نوع من مادة البوليفينول، وتحتوي هذه العناصر الغذائية "الهجومية والدفاعية" على فعالية ملحوظة في مجال مضادات الميكروبات ومضادات الأكسدة.
وجد باحثون كنديون في مقال بحثي نشر عام 2022، أن هذه المادة قد تساعد في منع تكوين الأغشية الحيوية البكتيرية في بطانة المسالك البولية، كما أظهر البحث أن مادة proanthocyanidins قد تردع تنشيط الجينات المسببة للأمراض البولية في مرحلة مبكرة.
عصير التوت البري وفوائده المهمة
وجد مؤلفو الدراسة أن استهلاك منتجات التوت البري كان مرتبطاً بشدة بانخفاض خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية المصحوبة بأعراض، والتي تم التحقق منها بالفحص المخبري لدى النساء المصابات بعدوى المسالك البولية المتكررة.
ولاحظ الباحثون فائدة وقائية كبيرة بين الأطفال والأفراد المعرضين لخطر الإصابة بعدوى المسالك البولية بسبب تدخلات طبية، مثل العلاج الإشعاعي للمثانة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان عصير التوت البري أو الأقراص أو الجرعات المختلفة من proanthocyanidins أكثر فعالية ضد عدوى المسالك البولية، وقد أبلغ بعض المشاركين عن حدوث تأثيرات جانبية لتناول منتجات التوت البري، وكان التأثير الجانبي الأكثر شيوعاً هو اضطراب المعدة. ومع ذلك، فقد أفادت الدراسة أن عدد المشاركين الذين يعانون من هذه التأثيرات الجانبية ربما لا يختلف بين أولئك الذين يتناولون منتجات التوت البري وأولئك الذين يتلقون العلاج الوهمي، أو الذين لم يتلقوا علاجاً محدداً.
البيانات المحدودة
لاحظ فريق البحث أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، لتحديد أيٍّ من الأشخاص المصابين بالتهاب المسالك البولية سيستفيدون بشكل أكبر من استهلاك التوت البري، فقد كانت البيانات المتاحة حالياً إما محدودة أو غير حاسمة بشأن استخدام منتجات التوت البري للوقاية من عدوى المسالك البولية للنساء الحوامل، أو كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون من مشكلات المثانة، وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتكون قادرة على الإثبات وتقديم مشورة محددة، حول ما إذا كان التوت البري قد يكون مناسباً لهذه المجموعات من الأشخاص أم لا.
المصدر: