هل ما تعاني منه هو اكتئاب أم مجرد حزن عابر؟

قلة هم الذين يدركون الفرق بين الحزن والاكتئاب، لكن في الواقع، هناك فرق كبير بين الاثنين، فجميعنا معرضون لمشاعر الحزن في مرحلة من مراحل حياتنا، لكن هل جميع أشكال الحزن تعد اكتئاباً؟

الفرق الشاسع بين الحزن والاكتئاب

هناك فرق شاسع بين الحزن والاكتئاب، ففي حين أن البكاء هو مظهر من مظاهر الشعور بالألم النفسي، فإن النوم طوال اليوم قد يكون مظهراً من مظاهر مرض نفسي حاد، لذلك من المهم أن تتعرف على الاختلافات بين الاثنين.

1. التشخيص

لا يمكنك أن تحزن لفترة قصيرة من الوقت وتسمي هذه الحالة اكتئاباً، وذلك لأن الاكتئاب هو مرض نفسي يجب تشخيصه، فعلى سبيل المثال، يمكنك إخبار الآخرين أنك تشعر بالحزن ولا يمكنهم إنكار ذلك لأنك أنت هو الشخص الذي يشعر بهذه المشاعر، لكن في حالة الاكتئاب كمرض النفسي، لا يمكنك تشخيص نفسك بنفسك فقط إلا إذا كنت قد تدربت على القيام بذلك، وهذا هو الاختلاف الأساسي.

2. مشاعر أم مرض نفسي؟

عندما تقارن الحزن بالاكتئاب، عليك أن تفهم أن الحزن هو عبارة عن شعور وإحساس في الأساس، فهو مثل الشعور بالغضب أو السعادة. لذلك، عندما يتحدث أصدقاؤك عنك من وراء ظهرك، قد تشعر ببالحزن لفترة من الوقت، وسرعان ما تبتهج عندما تسمع أخباراً سارّة أو عندما تفعل أشياء تستمتع بها.

في حين أن الاكتئاب ليس مجرد عاطفة عابرة، وإنما هو حالة من المرض النفسي، وتختلف كثيراً عن كونها مجرد مشاعر، وعندما تمر بهذه الحالة، لا يمكن لأي شيء عابر أن يعدل مزاجك أو يشعرك بالبهجة.

3. المدة الزمنية

المشاعر هي عواطف تأتي وتذهب مع تغير الوقت والظروف المحيطة، وقد يستمر بعضها لفترة أطول من البعض الآخر، لكنها لا تظل كما هي باستمرار. فعندما تكون غير سعيد، فإنك تشعر بعواطف معينة، وقد ترى أشياء تجعلك تشعر بتحسن خلال أوقات الراحة، أما مع الاكتئاب فهذه الحالة من المشاعر المستمرة التي لا تنتهي، لا يمكنك التخلص منها مهما حاول من حولك إسعادك.

4. المرض النفسي قد لا ينتج عن ردة فعل

كثير من الناس لديهم انطباع بأن الاكتئاب يأتي من حدث صادم، ولا يشترط أن يكون هذا صحيح دائماً، ففي حين أن بعض الأشياء السلبية يمكن أن تؤدي إلى هذا المرض، لكن في أحيان أخرى لا يكون هناك أي سبب أو حدث واضح.

5. تغير حياة الفرد

لا يعد الحزن عادة شعوراً قوياً بما يكفي لتغيير حياتك اليومية والعملية أو الدراسية، لكن هذا لا ينطبق على الاكتئاب، فالقوة الوحيدة التي يملكها الحزن هو أن يجعلك في مزاج سيء لفترة مؤقتة.

لكن يمكن للأمراض التي تغير حياة الفرد، مثل الاكتئاب، أن تغيرك من الشخص الأكثر حباً للمتعة والسعادة، إلى شخص يصعب التعرف عليه، هذا هو الحال عندما تكون الصدمة شديدة لدرجة أنها تترك بصمة على حياتك، وتغرقك في مرض نفسي متزايد باستمرار.

6. الأفكار الانتحارية

بشكل عام، عندما تكون حزيناً، فقد لا تفكر حقاً في الانتحار، وفي معظم الأحيان، تكون المشاعر سطحية ولا تملك هذا التأثير العميق. إنما تعد الأفكار الانتحارية شائعة مع المرض النفسي، ولا يجب تجاهلها أبداً، وهنا يتوجب اتخاذ الإجراء اللازم بكل جدية لطلب المساعدة.

في الختام، لا بأس من الشعور بالإحباط، وحتى إخبار شخص ما بأنك تشعر بهذه المشاعر، لكن لا تخلط أبداً بين مشاعر الحزن هذه وبين الأمراض النفسية التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا من الاختصاصي النفسي.

المصدر:

https://www.learning-mind.com/sadness-vs-depression-difference/