أفاد باحثون في معهد أبحاث السرطان (ICR) بلندن أن الخلايا السرطانية لديها القدرة على تغيير حجمها للتكيف مع التحديات المختلفة في بيئتها، بما في ذلك العلاج الكيميائي.
يدرس البحث احتمال أن:
- الخلايا السرطانية الأصغر حجمًا يمكن استهدافها بالعلاج الكيميائي.
- الخلايا السرطانية الأكبر حجمًا قد تستجيب بشكل أفضل للعلاج المناعي.
تستخدم دراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Advances تحليلَ الصور المتقدم، وفحص الحمض النووي/البروتين، لدراسة حجم خلايا الورم الميلانيني، وهو نوع من سرطان الجلد، ويمكن أن يحدث سرطان الجلد بسبب طفرات جينية متميزة. اثنتان من أكثر الطفرات الجينية شيوعًا هي:
- طفرة جينية BRAF، والتي توجد في حوالي 50٪ من الحالات، وتكون صغيرة الحجم.
- طفرة NRAS، والتي توجد في حوالي 25٪ من الحالات، وتكون كبيرة الحجم.
يمكن أن يكون للخلايا السرطانية ذات الطفرات المختلفة أحجام مختلفة. تحتوي الخلايا الأصغر على عدد أكبر من البروتينات التي يمكنها إصلاح حمضها النووي عندما يتضرر، لذا يمكنها التعامل مع الأضرار التي تصيبها بنجاح أفضل من الخلايا الأكبر حجمًا. وأفاد الباحثون أن الأدوية التي تعمل على تدمير أو إعاقة عمل بروتينات إصلاح الحمض النووي جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي قد تعمل بشكل جيد ضد الخلايا السرطانية الأصغر حجماً. وقد هذا يعني هذا أن نفس الأدوية قد لا تعمل بشكل جيد في محاربة الخلايا الأكبر حجمًا.
يمكن أن يختلف حجم الخلايا السرطانية اعتمادًا على الطفرات الوراثية التي تحملها، إذ تكون الخلايا المتحولة BRAF صغيرة، بينما تكون خلايا طفرة NRAS كبيرة، خاصة تلك المقاومة للأدوية.
تحتوي الخلايا الأصغر على المزيد من بروتينات إصلاح الحمض النووي، مما يجعلها مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع تلف الحمض النووي.
يقترح الباحثون أن استخدام الأدوية التي تعمل على تدمير أو إعاقة بروتينات إصلاح الحمض النووي، مثل مثبطات بوليميريز ريبوز بولي ثنائي فسفات الأدينوزين (PARP)، جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، وقد تكون أكثر فعالية ضد الخلايا الأصغر حجماً.
ولكن مع مثبطات بوليميريز ريبوز بولي ثنائي فسفات الأدينوزين (PARP) والعلاج الكيميائي تتراكم الخلايا السرطانية، وتكون هذه الأدوية أقل فعالية ضد الخلايا ذات طفرة NRAS الأكبر حجمًا.
الخلايا السرطانية الكبيرة وتعزيز العلاج المناعي
يقترح الباحثون أن الخلايا السرطانية الأكبر قد تكون أهدافًا أفضل للعلاج المناعي من العلاج الكيماوي، لأن لديها الكثير من الطفرات، مما قد يجعلها تبدو غريبة أكثر عن الجسم. وركزت الدراسة على خلايا سرطان الجلد، لكنّ الباحثين يقولون إن قدرة الخلايا السرطانية على تغيير الحجم وكيفية تأثير ذلك على الاستجابة العلاجية هي أمر شائع عبر أنواع السرطان المتعددة، وبيّنوا أنهم قد اكتشفوا بالفعل آليات مماثلة في سرطان الثدي، ويقومون حاليًا بالتحقيق في إمكانية تطبيق هذا الاكتشاف على سرطانات الرأس والرقبة.
يساعد هذا الاكتشاف في تفسير كيفية تأثير حجم الخلية على السرطان، والتنبؤ بكيفية استجابة الأشخاص المصابين بالسرطان للعلاجات المختلفة من خلال دراسة حجم خلاياه. يمكن أن يساعد هذا أيضًا في تحسين فعالية العلاجات، مثل العلاج المناعي أو العلاج الإشعاعي، باستخدام الأدوية الموجودة لمعالجة الخلايا السرطانية بالحجم المناسب.
تغير حجم الخلايا السرطانية
أوضح البروفيسور كريس باكال، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، أنهم وجدوا أن الخلايا السرطانية يمكن أن تتقلص أو تُضخِّم حجمها لتنجو من العلاج الدوائي أو من تحديات أخرى في بيئتها.
ظهر لأول مرة أن بعض التغييرات الجينية والبروتينية تؤدي إلى تغيير مضبوط في حجم الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، قد تؤدي التغييرات البروتينية التي تسمح للخلايا السرطانية بالانكماش أو النمو إلى تمكين الخلايا السرطانية من إصلاح أو مقاومة تلف الحمض النووي الناجم عن بعض الأدوية، مثل العلاج الكيميائي، مما يعني أنها تصبح مقاومة للعلاج. هذا يعني أننا قد نكون قادرين على التنبؤ بكيفية استجابة الخلايا السرطانية للعلاج بناءً على حجمها.
ما الآثار المترتبة على العلاجات المستقبلية؟
أوضح باكال أن هذا البحث له آثار على كيفية علاج المرضى، قائلاً: في المستقبل قد يكون علماء الأمراض قادرين على النظر إلى حجم الخلية للتنبؤ بما إذا كان الدواء سيكون فعالاً، أو إذا ما كانت الخلايا السرطانية ستقاوم العلاج. وفي المستقبل، قد يكون من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في توجيه علماء الأمراض حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات علاجية سريعة بناءً على حجم الخلايا الخبيثة.
محددات وقيود الدراسة
أشار باكال إلى وجود قيود على الدراسة. وهو إجراء الدراسة على نوع واحد من الأورام، إذ كانت البيانات التي حللناها من الأورام الميلانينية الشائعة، ولكن بالنسبة للأنواع النادرة من الأورام الميلانينية، أو بالنسبة لسرطانات أخرى، فهناك حاجة إلى إثبات أن نفس المبادئ تنطبق وتظل صحيحة أيضاً.
بشرى سارة
بالنسبة للمرضى، قد يؤدي هذا البحث إلى تطوير علاجات أكثر فعالية، تؤثر على وجه التحديد على الآليات التي تتحكم في حجم الخلايا السرطانية وتكاثرها. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى:
- تحسين نتائج العلاج.
- تقليل الآثار الجانبية.
- زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بالسرطان.
- توفير فهم أفضل للآليات الأساسية للسرطان، مما قد يؤدي إلى الكشف المبكر عن المرض والوقاية منه.
- تطوير أدوات تشخيص، ومؤشرات حيوية جديدة تساعد في تحديد الأفراد المعرضين لأخطار عالية، وتحديد آلية العلاج.
المصدر: