يمكن أن يؤثر سماع التعليقات السلبية حول مظهرك على نظرتك لذاتك، وقد يجعلك تشعر بالقلق والإحراج وفقدان الثقة بالنفس. ولكن هناك طرق لإدارة التعليقات الانتقادية، وتحقيق قبول كامل لمظهرك الخارجي.
ماذا نعني بانتقاد المظهر الخارجي؟
يتضمن انتقاد المظهر الخارجي تعريض شخص ما إلى الإهانة من خلال الإدلاء بتعليقات غير لائقة أو سلبية حول حجم جسمه أو شكله. بالإضافة إلى "توجيه الذم بسبب السمنة"، وقد تسمع أيضاً تعليقات سلبية إذا كنت تعاني من نقص الوزن، أو قد تعاني من توجيه انتقاد بشأن جزء معين من الجسم.
ويمكن توجيه هذا النوع من النقد للآخرين، أو لنفسك حتى، فقد تشعر بعدم الرضا عن وزنك، أو كيف يبدو جسمك، وقد تحكم على نفسك بقسوة، كما يمكنك الدخول في حديث سلبي مع الذات.
حتى وإن كان الأمر في سياق المزاح، فإن إعطاء الملاحظات حول ما تأكله أو مقدار الطعام الذي تتناوله يعد شكلاً من أشكال الانتقاد السيء. وقد يعتبر تقديم النصيحة لشخص ما حول ضرورة اتباعه لنظام غذائي، أو مدح فقدان الوزن انتقاداً وذماً، سواء كان ذلك عن قصد أم بغير قصد.
ما التأثيرات النفسية لانتقاد المظهر الخارجي؟
إذا كان الشخص يتعرض باستمرار للكثير من الانتقادات المتعلقة بمظهره الخارجي ووزنه، فقد يصبح أكثر عرضة للعديد من المشكلات النفسية، أبرزها:
- اضطرابات تناول الطعام: امتلاك نظرة سلبية تجاه شكل الجسم يعد من أبرز أسباب الإصابة باضطرابات تناول الطعام، مثل فقدان الشهية العصبي، والنهم العصبي، وقد يظهر هذا في سلوكيات غير صحية تجاه تناول الطعام وممارسة الرياضة.
- اضطراب تشوه الجسم: يمكن أن تتداخل معاناة انتقاد المظهر الخارجي مع نظرتك أنت لذاتك، وتجعلك تشعر بالخجل الشديد، ويمكن أن يتصاعد هذا إلى ما يسمى باضطراب تشوه الجسم، حيث تصبح مهووساً بعيب معين في المظهر، ويمكن أن يخلق هذا سلوكيات متكررة لتجنب ما تراه عيباً فيك.
- فرط ممارسة الرياضة: عادة ما يكون النشاط البدني أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل الحفاظ على صحتك، ومع ذلك، إذا أصبح الأمر إدماناً وبدأت بممارسة التمارين الرياضية بشكل قهري، فقد يؤدي ذلك إلى إرهاق مستمر، عدا عن الإصابات وزيادة فرص التعرض للأمراض، أو قد يثير هذا مشاعر القلق أو الاكتئاب أو العصبية.
- القلق والاكتئاب: يمكن أن يؤدي انتقاد المظهر الخارجي إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب أو تفاقمها، فإذا شعرت بالعار أو عدم الارتياح تجاه شكلك في الأماكن العامة أو على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تحاول تجنب الذهاب إلى المدرسة أو تتجنب المواقف التي قد يحدث فيها هذا الشعور، وقد تنسحب من التعامل مع الآخرين لتبدأ بالشعور بالعزلة والوحدة.
- المشكلات الصحية: انتقاد السمنة هو أمر منتشر في مجتمعنا جداً، لأن السمنة مرتبطة بالكسل، وانعدام الجاذبية، والافتقار إلى قوة الإرادة لفقدان الوزن. ففي إحدى الدراسات، أفاد أكثر من 70٪ من المراهقين بأنهم تعرضوا للتنمر بسبب زيادة أوزانهم في السنوات القليلة الماضية، ويمكن أن يكون هذا ضاراً بالصحة الجسدية والنفسية، فبدلاً من أن يكون عاملاً محفزًا لفقدان الوزن، فإن له تأثير معاكس، إذ قد يرتبط بانخفاض النشاط البدني، واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية.
كيف تُحوّل الانتقادات إلى شيء إيجابي؟
الإيجابية الذاتية تجاه الشكل الخارجي هي رحلة مستمرة نحو تقبل نفسك وتقبل الآخرين، ويتطلب الأمر صبراً وممارسة لتغيير المعتقدات الثقافية القديمة، وتَعَلُّم التعاطف مع الذات.
لا يمكنك التحكم بما يقوله أو يفعله الآخرون، ولكن يمكنك تغيير طريقة تفكيرك، والبدء في رؤية نفسك كشخص كامل، وهذه الخطوات ستساعدك في ذلك:
- ازرع حب الذات: أول خطوة هي أن تتوقف عن انتقاد ذاتك، وكن أكثر تعاطفاً مع نفسك، وتذكر أن صحتك هي أهم أولوية عليك التركيز عليها. توقف عن الانعزال، وتعامل مع ذاتك بلطف وتفهم، وحاول أن تسيطر على التوتر.
- توقف عن الحوار الذاتي السلبي: تقبّل عيوبك، ولا تحكم على نفسك بشكل قاسٍ، لكن بالمقابل تذكر الأشياء التي تحبها في نفسك، وكن فخوراً بها.
- اجعل من النظام الغذائي صديقاً لك: يمكن أن يساعدك تناول الطعام الصحي على تذكر أن الطعام ليس هو العدو مهما كان وزنك، فلا يزال بإمكانك الاستمتاع بتناول الطعام.
- عبر عن مشاعرك: قد تشعر بالحرج من الوثوق بشخص ما بشأن نظرتك تجاه شكلك الخارجي، ولكن لا يوجد سبب يدفعك لفعل هذا بنفسك، لذلك تواصل مع الآخرين للحصول على التوجيه والدعم، وأخبرهم بما كنت تعاني منه. من المهم أن تجد شخصاً تثق به وتشعر بالراحة في مشاركة مشاعرك معه، فهذا يساعدك في إيجاد منفذ آمن للتعبير عن مشاعرك، وفي التغلب على الإحباط الناتج عن الشعور بالعار تجاه شكلك الخارجي.
المصدر: