تتغير الحياة بالنسبة للجميع خلال وما بعد الكوارث الطبيعية، ويمكن أن يتعامل ويتعايش كل شخص بطريقة مختلفة. إذا كنت تعرف شخصاً تأثر بإحدى الكوارث الطبيعية، فهناك الكثير من الأمور التي يمكنك تقديمها لمساعدته، حتى وإن كنت أيضاً تعرضت لأضرار هذه الكوارث.
وحجم التأثر بالكوارث الطبيعية ليس بالمفترض أن يرتبط بمدى قرب الشخص إلى موقع الكارثة، فالتعرض للتغطيات الإعلامية ورؤية قصص معاناة الآخرين والتأثير الأكبر للكارثة على المجتمع المحيط يمكن أن يكون محبطاً للغاية، ويمكن أن يؤثر على أي شخص حتى ولو لم يكن متضرراً بشكل مباشر.
ما المشاعر التي يمر بها صديقك بالضبط؟
قد يصعب على كثيرين التعايش مع تأثيرات الكارثة الطبيعية، فقد يستجيب كل شخص بطرق مختلفة ومتغيرة مع مرور الوقت. لكن مع وجود دعم الأصدقاء وأفراد العائلة والمجتمع المحيط، يمكن لكثيرين التعافي وتجاوز أي صعوبات لاحقة.
ما الأمور التي يمكن أن تلاحظها على صديقك؟
قد تلاحظ بعض التغييرات على صديقك خلال الأسابيع والأشهر الأولى ما بعد الكارثة، وقد يتضمن هذا صعوبات متعلقة في العلاقات الشخصية مع الآخرين، والرغبة في أن يكون وحيداً، وصعوبات في أنماط النوم، وتغير في الشهية، واحتمالية اللجوء إلى سوء استخدام للعقاقير.
قد تكون هذه من ردود الفعل الطبيعية للاستجابة والتعايش، لكنها ترتبط باحتمالية ازدياد واستمرار صعوبات التكيف والتعايش مع المشكلة. لذلك، من المهم الحرص على مواجهة هذه التغييرات بشكل مبكر لتجنب تحولها إلى نمط دائم للتعايش مع صدمة الحدث الذي مر به، فمن المهم بناء استراتيجيات مرتبطة بالتعافي واستعادة الحياة إلى شكلها الطبيعي.
دعم صديق بعد الكارثة الطبيعية
- محاولة إيجاد الكلمات المناسبة لبدء الحوار ليست من الأمور السهلة، خاصة إن كنت لا تعلم ما هو شكل المساعدة التي يمكنك تقديمها. لكن، تذكر أنه ليس من المفترض عليك أن تصلح أي شيء، فلا تدفع صديقك إلى الحديث عن الكارثة الطبيعية أو مدى تأثيرها عليه، وبدلاً من ذلك، دعه يشعر بأنك موجود بجانبه وبقربه للاستماع إليه إذا كان يرغب في الحديث.
- لا تأخذ الأمر بشكل شخصي إذا رفض صديقك الحديث عن الكارثة، ولا تعتقد أنك غير قادر على المساعدة، فمجرد إظهارك لصديقك أنك مهتم به وأنك تقف إلى جانبه كافٍ ليشعره بالقوة والأمل، ويُظهر ذلك له أن هناك من يستطيع الحديث معه إذا شعر بالرغبة بالحديث في وقت لاحق.
- عندما يشعر الصديق بالرغبة بالحديث معك، أكِّد له أن كل ما يشعر به طبيعي، وانصحه أن يستشير اختصاصيًا في وقت يشعر أنه بحاجة إلى ذلك، وتذكر أنك صديقه ولست اختصاصيًا نفسيًا. يمكنك مساعدة الصديق في هذه الظروف بالقيام ببعض الأنشطة التي كنت تمارسها معه، لتعيد له بعضاً من الشعور بالروتين والطبيعية بحياته.
ما الذي يمكنك قوله لمساعدة صديقك؟
من الضروري أن تشجع صديقك ليسعى للحصول على المزيد من المساعدة، ويمكنك أن تخبر صديقك بما يلي لتحقيق ذلك:
- "هل تحدثت مع أحد آخر حول هذا؟ أشعر بالسعادة أنك تتحدث معي بهذا الخصوص، ولكن المختص في الصحة النفسية قد يساعدك في هذا الأمر أكثر مني. لا توجد طريقة محددة لتستجيب لما حصل معك، وكل ما تشعر به الآن مبرر." يُشعر هذا صديقك أن هناك من يسمعه، وأن ما يشعر به الآن هو مقبول، وحاول ألا تتجاهل ما يقوله.
- "لست مضطراً للحديث عن هذا الموضوع إن لم تشعر بالرغبة بذلك، ولكن أنا هنا إن أردت ذلك، وإن رغِبْتَ في قضاء الوقت فقط فأنا موجود أيضاً." لا تدفع صديقك للحديث عن الحدث الصادم إن لم يرغب بذلك.
- "أعلم أنك لا تشعر بخير الآن، ولكني متأكد أنك بالحصول على الدعم الصحيح يمكنك تخطي هذا كله."
ماذا لو لم يرغب صديقي بالمساعدة؟
قد يحتاج من تعرض لكارثة طبيعية إلى كثيرٍ من الوقت ليطلب المساعدة ممن حوله، وقد لا يفعل ذلك، ومن الضروري في هذه الحالة أن تحافظ على الصبر، وألا تشعر بالإحباط من صديقك لأنه لم يطلب مساعدتك، وأكد له دوماً أنك موجود للمساعدة في أي وقت يحتاج.
المصدر: