يمكن أن تؤدي مشكلات التوازن إلى صعوبة في المشي أو الحركة، كما أنها قد تجعل الشخص يشعر وكأن الأشياء تدور من حوله، وفي حين أن العديد من مشكلات التوازن لا تعد ضارة نسبياً، فمن المستحيل على الشخص تشخيص السبب من تلقاء نفسه، حيث يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في التوازن مراجعة الطبيب إذا استمرت هذه الأعراض بطريقة تعيق ممارسة الشخص لحياته الطبيعية.
ما هي آلية عمل الجسم فيما يتعلق بالشعور بالتوازن؟
يقع الجهاز الدهليزي والقنوات نصف الدائرية في الأذن الداخلية، وهو الذي يوفر معلومات للدماغ حول الإحساس بالتوازن ومكان وجود الجسم في المكان المحيط به، كما أنه يعمل بالتناغم مع وظائف العينين والدماغ لجعل الحركة المحيطة تبدو سلسة ومتناسقة. ويساعد الجهاز الدهليزي الدماغ على تنسيق العديد من الأفعال، بما في ذلك الوقوف والمشي والوصول إلى الأشياء، ومعرفة متى يتحرك الجسم ومتى يكون ساكناً.
علامات دالة على وجود مشكلات في التوازن:
عادة ما تندرج مشكلات التوازن تحت: الإصابات الجسدية، أو المشكلات العصبية، أو مشكلات الأذن الداخلية.
قد يواجه الشخص المصاب بالدوار صعوبة في تنسيق حركاته، فقد لا يرسل الدماغ الإشارات الصحيحة للجسم، على النقيض من ذلك، قد تسبب الإصابات الجسدية مشكلات حركية في مناطق محددة من الجسم.
1. المشكلات العصبية ومشكلات الأذن الداخلية
يمكن أن تؤدي مشكلات الجهاز العصبي أو الأذن الداخلية أو الدورة الدموية إلى صعوبة في تنسيق حركة الجسم. وتتمثل بعض الأعراض فيما يلي:
- الدوار.
- الشعور بالارتباك حول موقع الجسم في المكان المحيط.
- الشعور بالقلق حيال المشي أو الحركة.
- الشعور بالدوار وكأن الغرفة تدور من حول الشخص.، أو أن جسم الشخص يدور في الفراغ.
- الشعور بالوهن والخدر في أحد جانبي الجسم.
2. الإصابات الجسدية
في بعض الأحيان، قد تؤدي بعض الإصابات الجسدية إلى صعوبة في تحريك الجسم كله أو جزء منه. وتشمل بعض الأعراض ما يلي:
- ضعف العضلات الذي يتسبب في سقوط الشخص بسهولة.
- الشعور بألم عند الحركة، مما يصعب من القدرة على الحفاظ على التوازن.
- الإصابة في النخاع الشوكي تجعل تحريك مناطق معينة من الجسم من الأمور الصعبة أو شبه المستحيلة.
- الشعور بأحاسيس غريبة عند الحركة.
- الشعور بعدم القدرة على تثبيت القدمين، وعدم ثبات المشي.
ما هي الأسباب المحتملة؟
هناك عدة عوامل يمكن أن تسبب فقدان التوازن:
1. الدوار
يعد الدوار مجموعة من الأعراض ولا يعتبر تشخيصاً بحد ذاته، وهو من المشكلات الشائعة جداً، حيث يعاني 20-30 ٪ من الأشخاص من مثل هذه الأعراض في مرحلة ما خلال حياتهم، ويمكنه أن يجعل الشخص يشعر وكأن الأشياء تتحرك من حوله، لدرجة قد تؤدي به إلى السقوط على الأرض.
الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الأذن الداخلية هم أكثر عرضة للإصابة بالدوار، حيث إن الأذن الداخلية هي المصدر الرئيسي لإحساس الشخص بالتوازن. وأحد الأسباب الشائعة للدوار هو ما يعرف باسم الدوار الوضعي الانتيابي الحميد، حيث إن حوالي 50٪ من جميع الأشخاص قد يعانون من هذه الحالة في مرحلة ما من حياتهم.
2. إصابات الدماغ
قد تؤثر إصابات الدماغ على التوازن والحركة، وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية ناتجة عن الصدمات أو الارتجاج من مشكلات في التوازن، وقد تظهر هذه على الفور بعد التعرض للإصابة، أو قد تبدأ بعد أسابيع أو أشهر. تعتبر مشكلات التوازن بعد التعرض للسقوط أو لحادث سيارة حالة طبية طارئة، لذلك اطلب المساعدة الطبية المباشرة إذا كان الشخص يعاني من هذه الحالة.
3. إصابات النخاع الشوكي
إصابات النخاع الشوكي قد تتلف أو تقطع النخاع الشوكي، وهذا يجعل أمر إرسال الدماغ الإشارات إلى أعضاء الجسم أكثر صعوبة، بل ومستحيلة أحياناً. واعتماداً على شدة الإصابة، قد يتسبب ذلك في مشكلات في التوازن والحركة، أو قد يتعرض المصاب إلى الشلل الجزئي أو التام.
4. السكتة الدماغية
تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ مؤقتاً أو يتباطأ، غالباً بسبب جلطة دموية أو نزيف، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إتلاف أنسجة الدماغ، والتداخل مع قدرته على التواصل مع الجسم. وقد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات في التوازن أثناء السكتة الدماغية أو بعدها.
5. الصداع النصفي
الصداع النصفي هو صداع عصبي قد يؤثر على الرؤية أو يسبب الغثيان، أو يثير أحاسيس بصرية أو سمعية غير عادية، وقد يعاني بعض الأشخاص من الصداع النصفي الدهليزي، ويؤثر هذا الصداع على الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن.
6. بعض الأدوية والعقاقير
يمكن لأي دواء أن يغير طريقة عمل الدماغ، وبالتالي يمكن أن يؤثر على توازن الجسم، فعلى سبيل المثال، قد تجعل الأدوية المنومة البعض يشعرون ببطء الحركة والخمول، مما يتسبب في التعثر أو الشعور بالدوار، وقد يؤدي الكحول والمخدرات أيضاً إلى زيادة صعوبة المشي أو الحركة والسقوط. ومن الأدوية التي يمكن أن تؤثر على التوازن ما يلي:
- حاصرات بيتا.
- مضادات القلق.
- بعض المضادات الحيوية.
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المضادة للذهان.
- الحبوب المنومة.
7. نمط الحياة المتمثل بقلة الحركة
لن يتسبب نمط الحياة المستقر بمفرده في حدوث مشكلات خطيرة في التوازن. ومع ذلك، فإن الأشخاص قليلي الحركة بشكل عام قد يجدون صعوبة في التوازن، قد يكون هذا بشكل خاص عند كبار السن، لكن التوازن مهارة تتطلب الممارسة، فقد يساعد النشاط البدني المنتظم وتمارين التوازن على تحسين القدرة على الحركة والتنسيق.
المصدر:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/balance-problems#loss-of-balance-while-walking