الداحس Paronychia عبارة عن عدوى تصيب الجلد حول أظافر اليدين والقدمين. عادة ما تسبب البكتيريا أو نوعا من الخميرة يسمى المبيضات. ويمكن أن تتحد البكتيريا والخميرة في عدوى واحدة معًا. اعتمادًا على سبب العدوى، قد يتشكل الداحس ببطء ويستمر لأسابيع أو يظهر فجأة ويستمر لمدة يوم أو يومين فقط. ومن السهل اكتشاف أعراض الداحس، ويمكن علاجه بسهولة وبنجاح، مع القليل من الضرر أو عدم إلحاق الضرر بجلدك وأظافرك. لكن، يمكن أن تصبح العدوى شديدة وقد تؤدي إلى فقدان جزئي أو كامل لأظافرك إذا لم يتم علاجها. وسنتعرف في هذا المقال على كل ما ترغب أن تعرفه عن داحس الظفر.
ما مدى شيوع الداحس؟
الداحس هو حالة شائعة تصيب الأظافر. يمكن أن يُصاب أي شخص بها، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين:
- يتعرضون للمهيجات: إنّ المنظفات والمواد الكيميائية الأخرى يمكن أن تهيج الجلد وتؤدي إلى التهاب وتأثر الجلد المحيظ بالأظفر. الأشخاص الذين يتعاملون مع المواد الكيميائية ولا يرتدون قفازات واقية يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.
- الأشخاص الذين يقضمون أظافرهم أو يقشروها، حيث يمكن أن يؤدي قضم الأظافر إلى تشققات صغيرة في الأظافر أو جروح في الجلد. وقد تدخل البكتيريا الجلد من خلال هذه الجروح الصغيرة وتسبب العدوى.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية.
- الأشخاص الذين يتعاملون مع الماء مثل السقاة وغاسلي الصحون وغيرهم من الأشخاص الذين لديهم وظائف تتطلب أن تكون أيديهم مبللة لفترة طويلة من اليوم.
أنواع الداحس
يمكن أن يكون الداحس حادًا أو مزمنًا، يتوقف ذلك على سرعة بداية ظهوره والمدة والعوامل المسببة للعدوى.
1. الداحس الحاد
تحدث العدوى الحادة دائمًا حول الأظافر وتتطور بسرعة. وعادة ما يكون نتيجة للضرر الذي يلحق بالجلد حول الأظافر بسبب العض، أو الشد، أو عمليات تجميل الأظافر، أو غيرها من الصدمات الجسدية. وتعتبر المكورات العنقودية والبكتيريا المعوية من العوامل المسببة للعدوى الشائعة في حالة الداحس الحاد.
2. الداحس المزمن
يمكن أن يحدث الداحس المزمن في أظافر اليدين أو القدمين، ويستمر لعدة أسابيع، وغالبًا ما يعود مرة أخرى حتى بعد علاجه. ويحدث هذا عادةً بسبب أكثر من عامل مُعدٍ واحد، وغالبًا ما يكون خميرة المبيضات والبكتيريا. والداحس المزمن أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعملون باستمرار في الماء، لأن الجلد الرطب المزمن والنقع المفرط يعطل الحاجز الطبيعي للبشرة، وهذا يسمح للخميرة والبكتيريا بالنمو والدخول تحت الجلد لخلق عدوى.
أعراض الداحس
أعراض الداحس الحاد والمزمن متشابهة كثيرًا. يتم تمييزهما إلى حد كبير عن بعضهم بعضًا من خلال سرعة ظهور ومدة العدوى. تحدث الالتهابات المزمنة ببطء وتستمر لعدة أسابيع. تتطور العدوى الحادة بسرعة ولا تدوم طويلًا. يمكن أن يكون لكل من العدوى الأعراض التالية:
- احمرار الجلد حول أظافرك.
- ترقق الجلد حول أظافرك.
- بثور مليئة بالصديد.
- تغيرات في شكل الظفر أو لونه أو ملمسه.
- انفصال أظافرك.
يمكن أن يبدأ الظفر في النمو بشكل غير طبيعي إذا لم يتم علاجه وقد يكون له نتوءات أو تموجات. قد تبدو صفراء أو خضراء، ويمكن أن تكون جافة وهشة. يمكن أن ينفصل الظفر ويسقط.
أسباب الداحس
هناك أسباب متعددة لكل من الداحس الحاد والمزمن. السبب الأساسي لكل منهما هو البكتيريا أو خميرة المبيضات أو مزيج من العاملين.
1. الداحس الحاد
عادةً ما يتسبب عامل بكتيري يتم إدخاله إلى المنطقة المحيطة بأظافرك عن طريق نوع من الصدمة في حدوث عدوى حادة. يمكن أن يكون هذا من قضم أو نقر أظافرك أو أظافرك، أو ثقبها بأدوات تجميل الأظافر، أو دفع الجلد الزائد للأسفل بقوة، وأنواع أخرى من الإصابات المماثلة.
2. الداحس المزمن
العامل الأساسي للعدوى في الداحس المزمن هو في الغالب خميرة المبيضات، ولكن يمكن أن يكون أيضًا بكتيريا. نظرًا لأن الخمائر تنمو جيدًا في البيئات الرطبة، غالبًا ما تحدث هذه العدوى بسبب وضع قدميك أو يديك في الماء كثيرًا من الوقت.
كيف يتم تشخيص الداحس؟
في معظم الحالات، يمكن للطبيب تشخيص الداحس بمجرد رؤيته فوراً. لكن، قد يرسل طبيبك عينة من القيح من العدوى إلى المختبر إذا كانت العدوى لا تستجيب للعلاج. وسيحدد هذا عامل العدوى بالضبط وسيسمح لطبيبك بوصف أفضل علاج. وفي حال كانت العدوى شديدة، وهي حالات نادرة جدًا، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير (مثل الأشعة السينية) للتحقق من توصل الإصابة للعظم الأساسي.
علاج الداحس
غالبًا ما تكون التدابير المنزلية ناجحة جدًا في علاج الحالات الخفيفة. وإذا كان لديك تجمع من القيح تحت الجلد، يمكنك نقع المنطقة المصابة في ماء دافئ (لمدة 15 دقيقة) عدة مرات يوميًا وتجفيفها جيدًا بعد ذلك، حيث يساعد النقع المنطقة المصابة على تصريف القيح من تلقاء نفسها.
وقد يصف طبيبك مضادًا حيويًا إذا كانت العدوى أشد أو إذا كانت لا تستجيب للعلاجات المنزلية. وقد تحتاج أيضًا إلى ظهور بثور أو خراجات مصفاة من السوائل لتخفيف الانزعاج وتسريع الشفاء. يجب أن يقوم طبيبك بذلك لتجنب انتشار العدوى.
عند تفريغ المنطقة المصابة، يمكن لطبيبك أيضًا أخذ عينة من القيح من الجرح لتحديد سبب العدوى وأفضل طريقة لعلاجها.
يصعب علاج الداحس المزمن. ستحتاج إلى زيارة طبيبك لأنه من غير المرجح أن تنجح المعالجة المنزلية. من المحتمل أن يصف طبيبك دواءً مضادًا للفطريات وينصحك بالحفاظ على المنطقة جافة. في الحالات الشديدة، قد تحتاج إلى جراحة لإزالة جزء من ظفرك. يمكن أيضًا استخدام علاجات موضعية أخرى تمنع الالتهاب.
المدة المتوقعة للتعافي من الداحس
تعتمد مدة استمرار الداحس على نوعه. لكن، مع العلاج المناسب، عادة ما يشفى الداحس الحاد في غضون 5 إلى 10 أيام. قد يتطلب الداحس المزمن عدة أسابيع من الأدوية المضادة للفطريات. حتى بعد العلاج الطبي المناسب، قد يعود الداحس إذا أصبت الجلد مرة أخرى أو نسيت إبقاء منطقة الظفر جافة.
كيف يمكنني منع الداحس؟
- النظافة الجيدة مهمة للوقاية من الداحس بنوعيه. لذلك، حافظ على نظافة يديك وقدميك لمنع البكتيريا من الوصول بين أظافرك وجلدك.
- ويمكن أن يساعدك تجنب الصدمات الناتجة عن العض أو قضم الأظافر أو تجميل الأظافر أو العناية بالأقدام على منع الالتهابات الحادة.
- ولمنع العدوى المزمنة، يجب تجنب التعرض المفرط للماء والبيئات الرطبة والحفاظ على جفاف يديك وقدميك قدر الإمكان.
- أيضًا استخدم صابونًا لطيفًا لا يسبب تهيجًا لبشرتك. واستخدم اللوشن على ثنية الظفر وجلد الأظافر إذا كانت بشرتك جافة. حيث يمكن أن يتسبب الجفاف المفرط في تشقق الجلد. وارتدِ قفازات مقاومة للماء إذا كنت تعمل بمواد كيميائية وإلا ستبتل يديك لفترة طويلة.
- إذا كنت مصابًا بداء السكري، فحافظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي باتباع نظامك الغذائي وتناول الأدوية.
متى تتصل بالطبيب؟
اتصل بطبيبك إذا كنت تعاني من أعراض الداحس مع:
- إصابة بمرض السكري.
- تراكم صديد بالقرب من ظفرك أو تحته.
- الحمى.
- احمرار بالقرب من أظافرك وينتشر لإصبعك.
- أعراض أكثر اعتدالًا (ألم، احمرار خفيف، تورم طفيف) استمرت لمدة سبعة أيام أو أكثر.
الخلاصة..
بشكلٍ يكون الوضع جيدًا إذا كنت تعاني من حالة خفيفة من الداحس الحاد. إذْ يمكنك علاجها بنجاح من خلال بعض التدابير المنزلية البسيطة، ومن غير المرجح أن تعود. لكن إذا تركت دون علاج لفترة طويلة، فربما تحتاج إلى علاج طبي.
من المحتمل أن تستمر العدوى المزمنة لأسابيع أو شهور. يمكن أن يكون هذا في كثير من الأحيان أكثر صعوبة في إدارته. لذا فإن العلاج المبكر مهم.
المصادر:
