أعلنت السلطات الصحية في أوغندا عن "وباء إيبولا" بعد أن سُجّلت 16 إصابة وأربع وفيات خلال ثلاثة أيام، من ضمنها رجل يبلغ 24 عاما. وسُجلت جميع الوفيات في منطقة موبيندي الواقعة على بعد 150 كيلومترا غرب العاصمة كمبالا، مشيرة إلى رصد حالات خارج موبيندي أيضا.
وقد شهدت أوغندا في السابق تفشي فيروس إيبولا الذي أودى بالآلاف في جميع أنحاء أفريقيا منذ اكتشافه في عام 1976 في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة. وأكدت الناطقة باسم وزارة الصحة أنه جرى فرض قيود على السفر غير الضروري في منطقة موبيندي التي تشكّل بؤرة تفشي الفيروس.
نشأة فيروس إيبولا
يعد فيروس الإيبولا من الفيروسات التي تُسبب الحمى النزفية، وهي أمراض يُصاحبها نزيف شديد وخلل في وظائف أعضاء الجسم، وتؤدي إلى الوفاة في العديد من الحالات. ويستوطن هذا الفيروس في أفريقيا، حيث تتفشى فيها حالات الإصابة بشكل عشوائي منذ عقود. ويعيش في الحيوانات المضيفة، ويمكن أن ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة بالعدوى. وبعد الانتقال المبدئي، يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق ملامسة سوائل الجسم أو الإبر الملوثة.
أعراض الإصابة بفيروس إيبولا
يبدأ عادةً ظهور العلامات والأعراض بشكل مفاجئ خلال خمسة إلى 10 أيام من الإصابة. وتتضمّن العلامات والأعراض المبكرة ما يلي:
- الحمى.
- الصداع الشديد.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- القشعريرة.
- الضعف.
ومع مرور الوقت، تزداد شدة الأعراض وقد تشمل:
- الغثيان والقيء.
- الإسهال (قد يكون دمويًا).
- احمرار العين.
- الطفح الجلدي البارز.
- ألم الصدر والسعال.
- ألم المعدة.
- فقدان الوزن الشديد.
- النزيف، من العين عادةً، والكدمات (الأشخاص الذين يكونون على وشك الموت يتعرّضون للنزيف من الفوهات، مثل الأذن والأنف والمستقيم).
- النزيف الداخلي.
أسباب الإصابة بفيروس إيبولا
لقد وُجِد فيروس إيبولا في القرود والشمبانزي والرئيسيات الأخرى غير البشرية في أفريقيا. واكتُشفت سلالة أخف حدة من الفيروس في القرود والخنازير في الفيليبين. ويشتبه الخبراء في أن الفيروس ينتقل إلى البشر عن طريق سوائل جسم الحيوان المصاب بالعدوى، كالدم أثناء ذبح الحيوانات المصابة بالعدوى أو تناولها. كما أن العلماء الذين قاموا بإجراء أبحاث على الحيوانات المصابة بالعدوى قد أُصيبوا أيضًا بالفيروس.
ولا يُصبح الأشخاص المصابون عادةً ناقلين للعدوى حتى تظهر لديهم الأعراض. فغالبًا ما يُصاب أفراد الأسرة بالعدوى عند قيامهم برعاية أقاربهم المرضى أو تجهيز الموتى للدفن. ومن الممكن أن يُصاب أفراد طاقم الرعاية الطبية بالعدوى في حالة عدم ارتدائهم الملابس الواقية، مثل القفازات والأقنعة الجراحية. وتعد المراكز الطبية في أفريقيا غالبًا سيئة للغاية لدرجة أنه يجرى استخدام الإبر والحقن مرة أخرى. ولقد حدثت بعض الإصابات بوباء إيبولا الأكثر سوءاً بسبب أدوات الحقن الملوثة التي لم تُعقّم عند الاستخدام. وليس هناك دليل على أن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق لدغات الحشرات.
مضاعفات الإصابة بفيروس إيبولا
تؤدي الإصابة بالحمى النزفية الناجمة عن الفيروس إلى وفاة نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بها. ومع تفاقم المرض، فإنه قد يُسبب:
- فشل العديد من أجهزة الجسم.
- النزيف الشديد.
- الصفراء.
- الهذيان.
- النوبات التشنجية.
- الغيبوبة.
- الصدمة.
ولا يعرف العلماء حتى الآن سبب شفاء بعض الأشخاص وعدم شفاء الآخرين. ويكون الشفاء بطيئًا بالنسبة للأشخاص الذين تغلّبوا على المرض. وقد يستغرق الأمر عدة أشهر لاستعادة الوزن والقوة، ويظل الفيروس في الجسم مدة أسابيع. كما قد يعاني الأشخاص مما يلي:
- تساقط الشعر.
- تغيُّرات حسية.
- التهاب الكبد.
- الضعف.
- التعب.
- الصداع.
- التهاب العين.
- التهاب الخصية.
هل يوجد لقاح أو علاج ضد إيبولا؟
لم تثبت فاعلية أي دواء من الأدوية المضادة للفيروسات في علاج العدوى الناجمة عن هذا الفيروس. ولا يزال العلماء يحاولون تطوير لقاح ضده. وتشمل الرعاية الداعمة في المستشفى ما يلي:
- توفير السوائل.
- الحفاظ على ضغط الدم.
- توفير الأوكسجين عند الضرورة.
- تعويض الدم المفقود.
- علاج أنواع العدوى الأخرى التي تظهر.
وتُركّز الوقاية على تجنّب ملامسة الفيروسات. وقد تساعد الاحتياطات التالية في الوقاية من العدوى وانتشار فيروس إيبولا:
- تجنّب المناطق المعروفة بتفشي حالات الإصابة فيها.
- اغسل يديك دائمًا كما هو الحال مع الأمراض المعدية الأخرى. واستخدم الماء والصابون أو استخدم مسحة تحتوي على كحول بنسبة 60 في المائة لفرك الأيدي عند عدم توفر الماء والصابون.
- تجنّب ملامسة الأشخاص المصابين بالعدوى. ويكون المصابون أكثر نقلاً للعدوى في المراحل المتأخرة من المرض.
- ارتدِ الملابس الوقائية، مثل القفازات والأقنعة والمعطف وواقي العين إذا كنت من ضمن الكوادر الصحية. واحرص دائمًا على عزل الأشخاص المصابين بالعدوى عن الآخرين. وتخلّص من الإبر وقم بتعقيم الأدوات الأخرى.
- تجنب لمس جثامين الموتى، لأن جثامين الأشخاص الذين وافتهم المنية بسبب إصابتهم بمرض الإيبولا تظل ناقلة للعدوى. وينبغي أن تقوم الفِرَق المدرّبة والمنظّمة خصيصًا لذلك بدفن الجثامين، باستخدام معدات السلامة المناسبة.