أظهرت بيانات جديدة من مصدرين مختلفين عن مضاعفات القلب المرتبطة بـ كوفيد 19 أن هذه المشكلات منخفضة بشكل عام، ولكن إن حدثت فإن نسبة حدوثها تكون أعلى بعد الإصابة منها بعد التطعيم. وتأتي المعلومات الجديدة من شبكة الأبحاث السريرية التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومن دراسة سريرية دولية كبيرة منفصلة نُشرت في مجلة الدورة الدموية في 11 إبريل/ نيسان 2022.
أولاً: بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)
قامت دراسة مركز السيطرة على الأمراض بتحليل بيانات السجلات الصحية الإلكترونية من 40 نظام رعاية صحية في الولايات المتحدة من 1 يناير/ كانون الثاني 2021 إلى 31 يناير 2022 على أكثر من 15 مليون شخص مصاب بعدوى كوفيد في سن 5 سنوات أو أكثر، ووجدت:
- يبلغ معدل التهاب عضلة القلب أو التهاب التامور بعد التطعيم بـ لقاحات كورونا المعتمدة على الحمض الننوي المرسال من 0-35.9 لكل 100.000 للذكور و0-10.9 لكل 100.000 للإناث عبر مختلف الفئات العمرية. كما أبلغ مركز السيطرة على الأمراض عن 399 حالة لالتهاب عضلة القلب بين 129 مليون شخص تم تطعيمهم بالكامل بلقاحات الحمض النووي المرسال mRNA COVID-19.
- بينما تراوحت معدلات التهاب عضلة القلب أو التهاب التامور بعد الإصابة بـ فيروس كورونا الجديد بمختلف متحوراته بين 12.6-114 لكل 100.000 للذكور و5.4-61.7 لكل 100.000 للإناث عبر مختلف الفئات العمرية.
وجاء في التقرير أن "هذه النتائج توفر سياقًا مهمًا لتحقيق التوازن بين مخاطر وفوائد التطعيم ضد فيروس كورونا بين الأشخاص المؤهلين من 5 سنوات وما فوق". كما خلصت إلى أنها "تدعم الاستخدام المستمر للقاحات فيروس كورونا المعتمدة على تقنية الحمض النووي المرسال الموصى بها بين جميع الأشخاص المؤهلين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات وما فوق".
ثانياً: الدراسة الدولية
ركزت الدراسة الدولية على الانتشار والخصائص السريرية ونتائج التهاب عضلة القلب الحاد الظاهر سريريًا لدى المرضى المصابين بعدوى كوفيد 19. وأظهرت الدراسة أن معدل الإصابة بالتهاب عضلة القلب الحاد لدى المصابين بالعدوى والراقدين في المستشفى يبلغ 2.4 لكل 1000 مريض.
وفحصت الدراسة الدولية البيانات الصحية الخاصة بـ 56963 مريضًا تم نقلهم إلى المستشفى نتيجة الإصابة بعدوى كوفيد في 23 مستشفى في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا من فبراير/ شباط 2020 حتى إبريل 2021.
ومن بين هؤلاء المرضى:
- تم تحديد 97 مصابًا بالتهاب عضلة القلب الحاد المحتمل، منهم 54 تم تصنيفهم على أنهم مصابون بالتهاب عضلة القلب الحاد المؤكد المدعوم بخزعة شغاف القلب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
- كان متوسط العمر لحالات التهاب عضلة القلب الحاد المؤكد / المحتمل 38 سنة.
- كان ألم الصدر وضيق التنفس أكثر الأعراض شيوعًا.
- حدثت 31 حالة في غياب الالتهاب الرئوي المرتبط بـ عدوى كوفيد 19.
- تم إدخال 38 مريضًا إلى وحدة العناية المركزة لمدة 6 أيام في المتوسط.
- تلقى عشرة مرضى دعمًا ميكانيكيًا مؤقتًا للدورة الدموية لمدة 5 أيام.
- توفي ثلاثة مرضى أثناء العلاج في المستشفى، وجميعهم أصيبوا بالتهاب رئوي.
- في 120 يومًا، بلغ معدل الوفيات 6.6 %.
- كان المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي أكثر عرضة للإصابة بعدم الاستقرار في الدورة الدموية، ويتطلبون دعمًا ميكانيكيًا للدورة الدموية، ويموتون، مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بالتهاب رئوي.
وأشار مؤلف الدراسة إنريكو أميراتي من مستشفى نيجواردا في إيطاليا: "يقدم تحليلنا للبيانات الدولية رؤية أفضل لحدوث التهاب عضلة القلب الحاد أثناء الاستشفاء من عدوى كوفيد، لا سيما قبل توفر اللقاحات على نطاق واسع، كما يشير هذا التحليل إلى أنه، على الرغم من ندرته، فإن المرضى المقيمين في المستشفى المصابين بالتهاب عضلة القلب الحاد المرتبط بعدوى كوفيد 19 الرئوية يكونون بحاجة أكثر من غيرهم من مرضى كوفيد للدخول لوحدة العناية المركزة.
وفيما يتعلق بانتشار التهاب عضلة القلب الحاد بعد التطعيم، فقد أفادوا أنه من بين 2.8 مليون جرعة من لقاح mRNA تم اعطاؤها للقوات المسلحة، كان لدى 23 فردًا دليل على التهاب عضلة القلب الحاد، مما يشير إلى انتشار أقل من حالة واحدة من التهاب عضلة القلب الحاد لكل 100.000 شخص تلقى اللقاح.
الخلاصة:
لاحظ المؤلفون أن معدل انتشار التهاب عضلة القلب الحاد التالي للتطعيم بلقاحات كورونا أقل نسبة وأخف شدة من التهاب عضلة القلب التالي للإصابة بعدوى كوفيد نفسها. وخلصوا إلى أن "هذه الأرقام تبدو مطمئنة مقارنة بانتشار التهاب عضلة القلب الحاد الواضح سريريًا الذي لوحظ في هذه الدراسة بين المرضى في المستشفى المصابين بـ العدوى.
* المصدر
