تظهر الأبحاث الجديدة أن جراحة إنقاص الوزن تقلل بشكل كبير من مخاطر حدوث مضاعفات كبيرة خطيرة على الكبد بالإضافة إلى الأحداث القلبية الوعائية الحادة الكبرى، لدى المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، مقارنةً بالمرضى المماثلين الذين لم يخضعوا لعملية جراحية.
وهذه هي الدراسة الأولى في المجال الطبي التي تبلغ عن طريقة علاج مرتبطة بانخفاض مخاطر المضاعفات الضائرة الرئيسية لدى المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، كما صرح كبير المؤلفين للدراسة ستيفن نيسن، دكتور في الطب، من معهد القلب والأوعية الدموية والصدر بولاية أوهايو.
وشدد على أن "هذه الدراسة تظهر أنه لدى المرضى الذين يعانون من السمنة ومرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، فإن فقدان الوزن بشكل كبير ومستمر من خلال جراحة علاج البدانة يمكن أن يحمي القلب في نفس الوقت ويقلل من مخاطر التقدم إلى مرض الكبد في المرحلة النهائية". ونُشرت الدراسة في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في JAMA..
دراسة واعدة
لبيان فعالية جراحات السمنة بالنسبة لمرضى التهاب الكبد الدهني ومخاطر السمنة، تمت دراسة 1158 مريضًا مصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي المثبت بالخزعة ولم يصلوا بعد لمرحلة تشمع الكبد. وخضع 650 منهم لعملية جراحية لعلاج البدانة وكان الـ 508 المتبقون بمثابة مجموعة ضابطة للمقارنة. وكان متوسط عمر المشاركين 49 عاما، ومتوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) 44.1 كجم / م2، وما يقرب من 64 ٪ منهم من النساء.
وتضمنت إجراءات علاج البدانة المجازة المعدية (تحويل مسار المعدة) Roux-en-Y ، التي أجريت في 83٪ من المرضى، وتكميم المعدة، التي أجريت في 17٪ الباقية. وخلال فترة المتابعة التي استمرت 7 سنوات، تمت مراقبة تدهور حالة المرضى في كلتا المجموعتين، بمعنى حدوث أحداث ضائرة مثل تشمع الكبد سرطان الكبد، الحاجة لزراعة الكبد أو الوفاة المرتبطة بالكبد. بالإضافة لمراقبة التأثيرات السلبية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية، مثل أمراض الشريان التاجي أو الأحداث الوعائية الدماغية أو قصور القلب أو الموت القلبي الوعائي.
النتائج:
أولا: خلال فترة المتابعة لمدة 7 سنوات:
- عانى خمسة مرضى في مجموعة جراحة السمنة مقابل 40 مريضًا من مجموعة المقارنة غير الجراحية من أحد المضاعفات الكبيرة في الكبد.
ثانيا: خلال 10 سنوات وما بعدها:
- كان الحدوث التراكمي للمضاعفات الخطيرة للكبد أقل بنسبة 88٪ في مجموعة جراحة السمنة، والتي حدثت في 2.3٪ من المجموعة الجراحية، مقارنة بـ 9.6٪ في المجموعة غير الجراحية.
- اختبر 39 مريضًا في المجموعة الجراحية من أحد المضاعفات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بـ 60 مريضًا في مجموعة المقارنة غير الجراحية.
- كان الحدوث التراكمي للمضاعفات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية أقل بنسبة 70٪ في مجموعة جراحة علاج البدانة، عند 8.5٪ ، مقابل 15.7٪ في المجموعة الضابطة .
- خفضت جراحة السمنة متوسط وزن الجسم بنسبة 22.4٪ بين أولئك الذين خضعوا لعملية مقارنة بفقدان الوزن بالمجموعة غير الجراحية بنسبة 4.6٪.
- بين مرضى السكري في الدراسة الذين يعانون من السمنة، أدت الجراحة أيضًا إلى انخفاض كبير في معدل السكري التراكمي.
العلاج الأساسي لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي هو إنقاص الوزن
كما يشير المؤلفون، فإن السمنة هي المحرك الفيزيولوجي المرضي الرئيسي في حالة التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وفقدان الوزن هو العلاج الأساسي له حاليا. ويشددون على أن "جراحة السمنة هي أكثر العلاجات المتاحة فعالية للسمنة". ويوافق شانو كوثاري، رئيس الجمعية الأميركية لجراحة الأيض وجراحة السمنة، على القول في بيان: "لم يُظهر أي علاج بخلاف جراحة السمنة مثل هذا التأثير المهم في تقليل مخاطر النتائج الشديدة أو الوفاة لدى مرضى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي". وشدد على أن "جراحة السمنة يجب أن تعتبر علاجًا أوليًا لهؤلاء المرضى".
كما أشار أمينيان ، لا يوجد حاليًا دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الكبد الدهني". وأضاف في البيان: "النتائج المذهلة لهذه الدراسة تقدم دليلا قويا على أن جراحة السمنة يجب أن تعتبر خيارا علاجا فعالا لمرضى الكبد الدهني المتقدم والسمنة".
* المصدر