قرأت عن العادة السرية ومن وقتها وأنا أخاف لمس البظر
علمت بالعادة السرية وهي تعني مداعبة البنت للبظر والعضو لنفسها وأنها شعور عظيم وتحدث وقتها إثارة وإفراز لهرمونات السعادة بكثرة وأنه شعور كالمعجزة كما تم وصفها، وأن هذا الشعور لا يمكن الشعور به أثناء العلاقة بين الأزواج، ومن وقتها وأنا أكره لمس الفرج من الخارج ومنطقة البظر أخاف أن أشعر بما يقولونه وأفعلها وأدمنها ولكن سمعت شيئاً هل هو صحيح أم لا؟ وهو أن الإثاره لا تأتي من المداعبة للبظر أو للعضو ولكن الإثاره تأتي من العقل من الأفكار أو الخيالات أو المشاهد والكلمات الجنسيه أنا خائفة من لمس البظر!
عزيزتي؛
سعيدة أنك تقرئين وتبحثين في ما يجول بخاطرك، أو يشغلك، خاصة في مثل سنك الصغيرة الجميلة تلك، وبعد..
القراءة، خاصة في ما يخص مشاعر الإنسان أو تشابكات عميقة بداخله، كالجنس، تحمل دوماً عدة احتمالات مثل، أن لكل إنسان تجربته الخاصة التي حتى وإن تشابهت في شكلها الخارجي؛ إلا أنها تختلف من شخص لشخص، فإن كان لك إخوة سيكون هذا المثل واضح لك، وهو أنكم رغم أنكم معاً في بيت واحد ولكم نفس الأم والأب؛ إلا أنكم لستم نفس الشخصية، وكذلك تلك القراءة تكون بمثابة رأي الشخص وليس رأي العلم.
والجنس يحمل أكثر من عنصر يؤثر على علاقة الشخص النفسية تجاه الجنس، مثلاً:
- كم هو متاح له السؤال عن معلومات تخصه إن إراد؟
- أثر التربية في تلك الرؤية، كيف كان الحديث المعلن أو المخفي عن الجنس؟
- وجود بعض التجارب ولو من باب الفضول الطفولي قديماً، ثقافة المجتمع تجاه الجنس، إلخ.
فدعينا أولا نتفق أنك إن أردت معرفة أو استكشاف أي مشاعر نفسية- مثل اللذة والسعادة، إلخ- فالرجوع للعلم الذي تخصص فيها هو الأصح، وهناك مئات الكتب، والمواقع العلمية في تلك المساحة؛ فمثلاً منطقة البظر منطقة مليئة بالنهايات العصبية والتي حين تتم استثارتها يشعر الشخص بلذة كبيرة، وأي إحساس باللذة يجعل الإنسان يشعر براحة ورضا وبهجة.
إذن، البظر هو المكان الأكثر إحساسا باللذة عند الاستثارة الخارجية، والعادة السرية رغم ما تحققه من بعض اللذة إلا أن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي العلاقة التي تحقق أعلى درجات استثارة الجهاز العصبي على الإطلاق، وبالتالي أعلى درجات اللذة؛ لأنه تفاعل إنسان مع إنسان يحبه، ويحمل له مشاعر دافئة وتفاهماً، وعلاقة فيها كيان مشترك، ومعها الرغبة في القرب لدرجة الالتصاق ومعها الرغبة في استكشاف خريطة جسم الشريك لإسعاده أكثر بطرق تخص كل إنسان عن الآخر.
وحتى وإن عرفنا علمياً مناطق الاستثارة العليا، ووجدنا أن من يمارس العادة السرية ويصل لدرجة الإدمان يكون قد اختبر المنظومة الجنسية وحده منفرداً ومن خلال ما تعلمه ذاتياً مع نفسه من استثارة ولذة، والتي يفتقر فيها لكل ما ذكرناه بين الزوجين، وبسبب هذا الإدمان يكون أغلق على نفسه استجابته للنشوة الجنسية، ونجده بعد ذلك حين يتزوج يكون من الصعب عليه تغيير تلك المنظومة التي تعود عليها كإشباع، للأسف، ناقص في وجود شريك، فيأتون للعيادات؛ لنعالجهم من الإدمان في حد ذاته، وكذلك إعادة توجيه المنظومة الجنسية للطبيعي بين الزوجين ناهيك بمعاناة الشريك الذي يكتشف أن وجوده في العلاقة الجنسية مع حبيبه لا يكفي ولا يشبعهما بالطبع.
لذا، ستجدين الكثير جدا من العلاج الذاتي لإدمان العادة السرية، وأقترح عليك: أن تعرفي وتتثقفي علميا عن الشهوة والتي فعلا مركزها في المخ، وعن العلاقة الجنسية الطبيعية بين الزوجين، وعن حقيقة تلك العلاقة وسياقها المتشابك بين الزوجين على مستوى الجسد والعقل والنفس والمشاعر وستكتشفين أنها ليست تلك العلاقة المقطوعة فقط من السياق في لقاء جسدين، وستجدين هنا في موقعنا الكثير من الاستشارات المتخصصة، أرجو الاطلاع عليها.
أخيراً… العادة السرية ليست هدفاً في حد ذاتها للحصول على هذا الإشباع الجنسي الفطري والطبيعي عند الإنسان، ولكنها قد تكون في حالات معينة وسيلة لهذا الإفراغ حين تغلب الشهوة على الشخص غير المتزوج، وكلمة تغلب هذه تعني مغالبة الشهوة للشخص دون تعمد يستثير مركز الشهرة في المخ، من رؤية مشاهد، أو التخيلات، أو القراءة في الصحف الصفراء، إلخ، ولكنها متنفس يمكن القيام به حين غلبة الشهوة حتى لا تتحول لإدمان يحتاج جهدا كبيرا بعد ذلك للتخلص منه، أو معاناة تحدث لشريك الحياة بعد الزواج من مدمن لها.
وأدعوك بجانب هذه الثقافة الهامة لأن تشغلي وقتك بأنشطة وأعمال تحبين القيام بها كلما كان لديك فراغ في الوقت، وألا يغلبك كل هذا الخوف من جزء من أجزاء جسمك، فهذا أيضا يحتاج منك لوقفة، أو اجتهاد حيث إني أرى أن كل هذا الخوف موضوع له أثر ما عليك ككل، إن اردت التحدث عنه بمزيد من التفصيل فأنا هنا في انتظارك.