تنظر العديد من الثقافات حول العالم إلى الشعر على أنه علامة على الجمال والصحة. لكن، لسوء الحظ، إنّ نمو الشعر الصحي يمثل تحديًاً للعديد من الأشخاص، وقد أدى ذلك إلى زيادة السؤال عن وجود فيتامينات تقوي الشعر وتساعد على نموه. وفيما تسوّق العديد من الشركات فيتامينات الشعر على أنها سرّ الشعر الصحي، يجادل البعض في أنها أمر مشكوك فيه، وتفتقر إلى الأدلة العلمية على استخدامها. وتتناول هذه المقالة الحقيقة وراء فيتامينات الشعر وفعاليتها، وما إذا كانت تستحق الشراء أو لا.
ما هي فيتامينات الشعر؟
فيتامينات الشعر مثل أي مكملات أخرى تستخدم لتقوية المناعة أو للوقاية من نقص عناصر أو فيتامينات معينة، لكنها ليست علاجاً وليست بديلاً لاستشارة الطبيب للوقوف على أساس المشكلة. وهناك العديد من المنتجات في السوق، والعديد منها يحتوي على مكونات مماثلة، بما في ذلك البيوتين، والفيتامينات C وE، والكولاجين، وحمض الفوليك، وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
وقد تحتوي أيضاً على إضافات، مثل الأشواغاندا والجينسنغ، التي يعتقد بعض الناس أنها يمكن أن تقوي الشعر. وعلى الرغم من شعبيتها على نطاق واسع، إلا أن هذه المنتجات يعتمدها في الغالب المشاهير والمؤثرون المدفوعون الذي يؤكدون فعاليتها دون دليل علمي، ونادراً ما يعتمدها المتخصصون الصحيون.
هل تعمل فيتامينات ومكملات الشعر؟
في الحقيقة، هذا الموضوع معقد. لأن نمو الشعر وصحته يتأثران بعدة عوامل، داخلية وخارجية. وترجع النظرية الكامنة وراء فيتامينات الشعر إلى الدعم الهيكلي الداخلي. دعنا نوضح: يتكون الشعر من الكيراتين، وهو نوع من البروتين يتكون من نحو 18 حمضاً أمينياً، بما في ذلك السيستين والبرولين والثريونين والليوسين والأرجينين، ومثل معظم العمليات في الجسم، يتأثر إنتاج الكيراتين بشدة بأضرار الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي، وكلاهما يمكن تخفيفه أو تحييده بمضادات الأكسدة.
لكن، بينما يمكن أن تدعم العناصر الغذائية الأساسية والمنشطات الحيوية تخليق الشعر وحمايته، يصعب العثور على دراسات إكلينيكية باستخدام فيتامينات الشعر في السكان الأصحاء، وقد نجد بعض الأبحاث حول الأشخاص الذين يعانون من نقص في المغذيات المختلفة، ولكن ليس هناك الكثير من الأبحاث المنشورة حول مكملات الشعر للشخص السليم. وبالنظر إلى أن آلية عمل فيتامينات الشعر تتعلق بشكل أكبر بخلق الظروف المثلى لصحة الشعر، فمن الصعب تتبع مقدار التحسن. لكن، هذا لا يعني نهائياً عدم وجود دعم من آراء ودراسات مختلفة، لكون فيتامينات الشعر تحمل بعض المزايا.
ما هي أنواع فيتامينات الشعر الموجودة؟
نظراً لأن فيتامينات الشعر تهدف إلى دعم إنتاج الكيراتين، وتقليل تكسر الشعر أو تلفه، وتخفيف الضغوطات المحتملة المختلفة على بصيلات الشعر، فإن المكونات الأكثر شيوعاً تتمحور حول هذه العمليات بطريقة ما:
- البروتين.
- فيتامين أ.
- فيتامين ب 12.
- فيتامين سي.
- فيتامين د.
- فيتامين هـ.
- البيوتين (B7).
- الحديد.
- السيلينيوم.
- الزنك.
- البيوتين
والبيوتين نوع من فيتامين ب، على وجه التحديد B7. يدخل في إنتاج الكيراتين، ويرتبط نقصه بفقدان الشعر وتكسّره. ومع ذلك، فإن نقص البيوتين نادر، فهو يوجد في البطاطس والبروكلي والسبانخ، وهي أهم مصادر الغذاء للبيوتين.
وبالنسبة إلى مضادات الأكسدة، يمكن إرجاع العديد من مشاكل الشعر إلى الإجهاد التأكسدي وتلف الجذور الحرة. لذلك، لدعم صحة الشعر، يعتمد الكثير على العناصر الغذائية المضادة للأكسدة والنباتات مثل فيتامين C و E والكركم وCoQ10 وغيرها.
علامات نقص الفيتامينات والعناصر من الشعر
نظراً لأن الجلد والشعر الصحي ينبعان من الداخل، فقد يؤثر عدم كفاية تناول بعض العناصر الغذائية في المظهر. فإذا لم تكن تحصل على نظام غذائي قوي ومتنوع (الكثير من الفواكه والخضروات، والبروتين عالي الجودة، والدهون الصحية)، فقد ترى علامات جسدية مثل تساقط الشعر، والبلادة، والتعب. وإذا كنت تشتبه في نقص المغذيات، فإن أفضل مسار لك، أن تتوجه لزيارة الطبيب من أجل تأكيد التشخيص أو نفيه.
ما هي الأسباب الأخرى لتساقط الشعر؟
هناك العديد والعديد من العوامل المساهمة في تساقط الشعر. لذلك، إذا كنت تعاني من تساقط الشعر، فقد يكون من المستحيل تحديد سبب حدوثه. وإليك بعض الأسباب الأكثر شيوعاً التي يجب وضعها في الاعتبار:
-
تقدم العمر
يتباطأ نمو الشعر مع تقدم العمر إلى أن تتوقف بصيلات الشعر عن نمو الشعر تماماً في مرحلة ما. وتؤثر شيخوخة الشعر أيضاً بلونه وكثافته (أي يتحول الشعر إلى اللون الرمادي ويصبح أرق). ووفقاً للبحث، يختلف العمر الذي تبدأ فيه بصيلات الشعر في إبطاء إنتاجها من شخص إلى آخر. فبالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن أن يكون سن الـ 40، وبالنسبة إلى الآخرين، من سنّ الـ 70.
-
الهرمونات
تلعب الهرمونات دوراً كبيراً في الجمال، من التأثير بإنتاج الكولاجين، إلى إثارة حب الشباب وتساقط الشعر. والكورتيزول أحد الهرمونات الرئيسية التي تؤثر في الشعر (هرمون التوتر)، لكن هرمونات الغدة الدرقية والجنس تؤثر أيضاً بنمو الشعر. على سبيل المثال، يرتبط هرمون الإستروجين بإنتاج الكيراتين، ولهذا السبب تتمتع النساء الحوامل بشعر كثيف يتساقط بعد الولادة بفترة قصيرة.
-
الإجهاد
العلاقة بين التوتر وتساقط الشعر مدروسة جيداً ومثبتة. يرتبط هذا مرة أخرى بالتوازن في الجسم، وتحديداً في ما يتعلق بالجهاز العصبي الودي والغدد الكظرية. تقول الدكتورة المختصة في الأمراض الجلدية بيني جيمس: "إذا كان هذان الهرمونان غير متوازنين بسبب الإجهاد الشديد، فسوف يسببان ترقق الشعر وتساقطه".
-
تلف بصيلات الشعر
عندما تتأذى بصيلات الشعر، سيتوقف نمو الشعر. يحدث هذا في المقام الأول بسبب الإجهاد المتكرر (مثل تسريحات الشعر الضيقة) أو الالتهابات. وفي هذا الصدد، يبين طبيب الأمراض الجلدية أدراس جيفي: "إذا كان الالتهاب شديداً ومتكرراً، يمكنه التسبب بتساقط الشعر وتلفه كله".
-
العوامل البيئية
وفقاً لإحدى الدراسات الحديثة التي أُجريت على خلايا الشعر البشري، فإن التعرض لملوثات الهواء الشائعة (مثل عوادم السيارات والديزل) يقلل مباشرةً من البروتين في بصيلاتنا المسؤولة عن نمو الشعر. وأظهرت الدراسة نفسها أنه كلما زاد تلوث الهواء الذي تتعرض له بصيلات الشعر، زاد تأثيرها بتساقط الشعر.
ما الذي يجعل الشعر ينمو أسرع؟
في المتوسط، ينمو الشعر نحو نصف بوصة إلى بوصة في الشهر، وفقاً لبريدجيت هيل، خبيرة الشعر المعتمدة والمشرفة على تحليل الجذر لفروة الرأس. وقد يتقلب هذا المعدل تبعاً لمكان وجودك في دورة نمو الشعر التي تكون على أربع مراحل من مرحلة التنامي وحتى التساقط. ومن المحتمل أن تشعر بأن شعرك ينمو أسرع خلال مرحلة النمو الأولية (طور التنامي)، ولكن في أي وقت من الأوقات يكون نحو 10 إلى 15٪ من شعرك في مرحلة التساقط. وليس هناك الكثير مما يمكنك فعله للتأثير بهذه الدورة بشكل طبيعي، ولكنْ هناك طرق لدعم نمو شعرك حتى يصبح صحياً على المدى الطويل.
علاجات لتساقط الشعر بغياب سبب محدد
1. حاصرات الأندروجين
على عكس فيتامينات الشعر، وهي مكملات غذائية، فإن حاصرات الأندروجين (مثل فيناسترايد ومينوكسيديل) أدوية موضعية وأدوية يمكن أن يصفها ممارس الرعاية الصحية للتأثير بدورة نمو شعرك. كذلك إن منتجات نمو الشعر هي أساساً حاصرات الأندروجين مع مكونات نشطة تخدع الجسم لتمديد مرحلة النمو من دورة الشعر. وهناك دراسات إكلينيكية وعلمية تظهر فعالية هذه المواد الموضعية والمنشطات الحيوية الداخلية. ومع ذلك، عادة ما تجري دراستها فقط على الرجال الذين يعانون من الصلع الذكوري.
2. العناية الصحية بالشعر
بصيلات الشعر الصحية أمر حيوي للنمو. وأحد الأسباب الأكثر شيوعاً لتلف بصيلات الشعر، عدم اتباع ممارسات العناية الصحيحة، مثلاً، عندما لا تقوم بإزالة الأوساخ والدهون عن فروة الرأس بشكل مناسب، يمكن أن تلتهب الفروة. ويحدث هذا لأن الالتهاب يبدأ بإغلاق بصيلات الشعر، ما يحدّ من النمو ويؤدي في النهاية إلى التساقط. وسيؤثر هذا الالتهاب بجودة نمو شعرك.
3. حماية الشعر من التلف المادي.
احمِ شعرك من الحرارة، حيث يعمل التصفيف الحراري على تكسير الروابط الهيدروجينية في الشعر، وهذه هي الطريقة التي يعيد بها هيكلة نمط شعرك ويعيد تصفيفه (سواء كان ذلك لفرد الشعر أو تصفيفه). وعندما تفعل ذلك كثيراً، فإنه يسبب ضرراً. وقد وجدت إحدى الدراسات أن التصفيف المنتظم باستخدام الأدوات الساخنة يقلل كثيراً من محتوى الرطوبة ويزيد من تكسّر الشعر.
كيف يمكنك تكثيف الشعر؟
تكثيف الشعر أمر أكثر تعقيداً من زيادة طوله، حيث إن الكثافة والسمك يعودان إلى حد كبير إلى جيناتك الوراثية. وقد تنفع تجربة الطرق الآتية:
-
تدليك فروة الرأس
"الشعر الجميل والقوي يعتمد على الدورة الدموية الجيدة، والتغذية السليمة، وفروة رأس صحية ونضرة"، كما يقول دكتور الأمراض الجلدية الحاصل على شهادة البورد رايشيل كوكران جثرز ، وهو متخصص في العناية بالشعر. وما يحدث نظرياً مع التدليك المنتظم لفروة الرأس، أن الاهتمام الإضافي يساعد في تشجيع تدفق الدم إلى المنطقة، ما يجلب معه الأكسجين والمغذيات الصحية للشعر. وهذا مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من فروة رأس متوترة، حيث يمكن أن يؤدي توتر العضلات في كثير من الأحيان إلى منع تدفق الدم السليم إلى المنطقة. وفي الواقع، في دراسة أجريت عام 2016، تلقى عدد قليل من الرجال تدليكاً لفروة الرأس يومياً لمدة أربع دقائق. في ختام الدراسة، وجد الباحثون زيادة في كثافة الشعر. ووجدت دراسة حديثة لعام 2019 أنّ من بين 300 مشارك أو نحو ذلك ممن اتبعوا نظام تدليك معين، أفاد ما يقرب من 70٪ بتحسن كثافة الشعر في النهاية.
-
تجربة البلازما المفعلة
"تمّ إجراء حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية [PRP] من طريق سحب دم المريض، وتدويره إلى أسفل لفصل الصفائح الدموية المتجددة، وحقنها مرة أخرى في فروة الرأس"، تشرح طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة من مجلس الإدارة رينا جوجي (دكتوراه في الطب). وتحتوي البلازما الناتجة الغنية بالصفائح الدموية عوامل النمو التي تعزز نمو الشعر، ما يؤدي هذا إلى انخفاض تساقط الشعر، وزيادة مرحلة نمو بصيلات الشعر، وزيادة كثافة شعر فروة الرأس، وزيادة سماكة بصيلات الشعر نفسها.
الخلاصة:
لسوء الحظ، إن تساقط الشعر وتخفيفه ونموه، مواضيع معقدة للغاية وشخصية. فضلاً عن أننا نحتاج على الأرجح إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الطرق الفعالة لتشجيع النمو، بما في ذلك المكملات. ولكن في هذه الأثناء، إذا وجدت مكملاً للشعر يناسبك، فاستمر في الاستمتاع بفوائدك الخصبة بكل الوسائل.
* المصادر