وتعرّف منظمة الصحة العالمية هذا الاضطراب بأنه "نمط سلوك مستمر أو متكرر بشدة كافية تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الحياة الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من مجالات العمل الهامة"، ويتميز الاضطراب بسيطرة ضعيفة، مع إعطاء أولوية متزايدة للألعاب والاستمرار في زيادة معدل اللعب، على الرغم من العواقب السلبية.
ولتشخيص الاضطراب - وفقا لمشروع الدليل - يجب أن يستمر هذا السلوك الإدماني لفترة لا تقل عن 12 شهراً. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض شديدة وتم استيفاء جميع المتطلبات، فمخول لأخصائيي الرعاية الصحية أن يضمنوا أشخاصا يلعبون لفترات زمنية أقصر.
وقال جريجوري هارتل، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن الدليل يتضمن فقط الوصف السريري للاضطراب، ولا يتضمن خيارات الوقاية والعلاج.
وأضاف هارتل أن التصنيف الدولي للأمراض هو "تصنيف يضم كل الأمراض والاضطرابات والأحوال الصحية المختلفة، سواء جسدية أو عقلية، ومعاييرهم التشخيصية، ويستخدم من قبل الممارسين الطبيين في جميع أنحاء العالم، لتشخيص الأمراض والاضطرابات، كما يستخدم من قبل الباحثين".
وقد أقرت جمعية الصحة العالمية، وهي هيئة صنع القرار التابعة لمنظمة الصحة العالمية، النسخة الحالية من التصنيف الدولي (ICD 10) للأمراض في مايو/أيار 1990، ويستخدمها حاليا أكثر من 100 بلد في جميع أنحاء العالم، وستنشر النسخة المقبلة من التصنيف الدولي للأمراض في مايو/أيار 2018.
وقال هارتل "إن إدراج أي اضطراب فى التصنيف الدولى، هو إشارة إلى الدول لتضع هذا الاضطراب في اعتبارها عند اتخاذ القرارات، بشأن توفير الرعاية الصحية وتخصيص الموارد للوقاية والعلاج وإعادة التأهيل"، وبإضافة "اضطراب الألعاب" إلى التصنيف الدولي للأمراض، فإن منظمة الصحة العالمية تجعل هذه الحالة الصحية تشخيصا رسميا يمكن استخدامه من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية، بمن فيهم الأطباء.
وقال كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس في جامعة ستيتسون في ولاية فلوريدا، والمهتم بالبحث في مجال العنف وارتباطه بألعاب الفيديو وغيرها من وسائل الإعلام، إن الدليل هو "كتاب الأمراض الحقيقية التي يمكن الحصول على مدفوعات التأمين الصحي لعلاجها"، وهذا يعني أنه "مراكز علاج إدمان ألعاب الفيديو أو اضطراب الألعاب سوف يمكنهم الحصول على تعويضات مقابل الخدمات التي يقدمونها لعملائهم، وهو ما لم يكن يحدث في الماضي".
وبينما يسرد الدليل التابع لمنظمة الصحة العالمية كل الاضطرابات النفسية والجسدية؛ فإن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، في طبعته الخامسة (DSM 5)، هو أحدث دليل أصدرته الجمعية الأميركية للطب النفسي، وهو يشمل الاضطرابات النفسية فقط.
ووفقا لفيرغسون، فإن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية أدرج ما يعرف "باضطراب ألعاب الإنترنت" كفئة مقترحة فقط، وحتى الآن لا يعتبر تشخيصا رسميا، ويوصون بإجراء المزيد من البحوث.
المصدر:
WHO to recognize gaming disorder as mental health condition in 2018