يقع كثير من الناس في علاقات عبر الإنترنت، مثل علاقات الحب أو الصداقة، مع آخرين لم يروهم وجهاً لوجه. بعض هذه العلاقات تكون خفيفة وظريفة ولطيفة، لكن مثل هذا النوع من العلاقات قد توجد فيها مشكلات كبيرة في بعض الأوقات.
هذه المشكلة هي أن تضع، تضيف، تُسقط على الطرف الآخر في العلاقة صفات وتخيلات وتوقعات لا تمتّ له بصلة، بل يكون مصدرها الوحيد هو أنت وخيالك، بمعنى أنك تقوم بإكمال أجزاء الصورة والشخصية الناقصة بمواصفات من خيالك، أشياء يمكن أن تكون بعيدة عن الواقع وغير حقيقية، بل قد تكون الحقيقة عكسها تماماً، وتزداد الأمور تعقيداً لو تمادى الطرف الثاني وقرر أن يكون معك كما تتمنى أو ترغب أو تتخيل على غير حقيقته.
بمنتهى الصراحة؛ أنت هنا تقوم بعمل علاقة مع نفسك. طبعاً الأصعب والأصعب هو أن يقوم الطرفان بذلك في نفس الوقت، فيرى هو فيها تلك الصورة التي يرسمها لها في عقله، وتتعامل هي مع الصورة التي ترسمها له في عقلها، وفي الحقيقة، ليس لدى أي منهما علاقة سوى مع نفسه واللاشيء.
التأثيرات النفسية فيما يخص العلاقات عبر الإنترنت
هناك العديد من التأثيرات النفسية فيما يخص العلاقات عبر الإنترنت، وأهمها ما يلي:
الاكتئاب
يمكن أن تكون هناك علاقة بين الاكتئاب وتطبيقات المواعدة على الإنترنت لأنك تقابل أشخاصًا كثر، وقد تصطدم بالرفض المتكرر، مما قد يؤثر على ثقتك بنفسك ومزاجك. ويشمل هذا الرفض أن تنتهي العلاقة التي كنت تعتقد أنها تسير على ما يرام فجأة عندما تتوقف عن سماع أخبار الشخص الآخر الذي يكون مثل الشبح الذي يختفي فجأة.
القلق
بمجرد أن تقوم بإعداد ملفك الشخصي، فقد تجد صعوبة في وضع هاتفك جانباً لأنك تريد معرفة ما إذا كنت قد حصلت على” إعجاب“، أو إذا كان هناك شخص ما ”مرر“ ملفك الشخصي. فالرغبة شديدة في أن تكون محبوبا وتشعر بأنك مقبول من قبل أقرانك، خاصةً بطريقة رومانسية، وهذا يمكن أن يخلق الكثير من القلق ويؤثر بشكل كبير على المزاج وعلى مدى تقدير الذات.
الإدمان على الانترنت
قد تصبح حياتك متعلقة بشكل أساسي بالإنترنت، وقد تنعزل عن الحياة الواقعية لتصبح أكثر عزلة وأقل رغبة في الخروج من المنزل، بل تعتمد على العلاقات عبر الإنترنت من أجل التواصل، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على اكتساب مهارات التواصل الاجتماعي الفعلي.
قلة الثقة بالنفس
عليك أن تعلم أن العلاقات عبر الإنترنت قد تكون علاقات زائفة وغير حقيقية، فإذا توقف شخص ما من التواصل معك، قد تشعر بأنك شخص مرفوض من المجتمع، وقد يقلل هذا من مدى ثقتك بنفسك ومن رغبتك في إنشاء علاقات جديدة.
هذه العلاقات فيها كثير من العمى.
وهذا النوع منها عمره قصير للغاية.
ولو طال عمره دون أن يستكشف الطرفان بعضهما بشكل جيد، قد تكون مؤذية جداً.