صحــــتك

إجهاد مقدم الرعاية ونصائح للعناية بنفسك

إجهاد مقدم الرعاية
كلما تقدم متوسط عمر أفراد المجتمع؛ ازداد معدل الرعاية التي يقدمها أشخاص ليسوا متخصصين في الرعاية الصحية، ويسهم هؤلاء الأشخاص من مقدمي الرعاية غير النظامية بنسبة 80% من الرعاية طويلة الأمد للأشخاص المحتاجين سواء كانوا مسنين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

* ما هو تعريف مقدم الرعاية؟

"مقدم الرعاية" هو أي شخص يقدم المساعدة لشخص آخر محتاج، مثل زوج مريض أو طفل ذي احتياجات خاصة أو قريب مسن، وربما يقدم أفراد العائلة رعاية دؤوبة لفرد مسن لديهم ولا يعّرفون أنفسهم بأنهم "مقدمو رعاية"؛ حيث نتصور أن هذا المصطلح يقتصر على من يمتهنون تقديم الرعاية، ولكن تمييز هذا الدور وتعريفه يمكن أن يساعدا كل من يقدم رعاية في الحصول على الدعم الذي يحتاج إليه.

* تقديم الرعاية مثمر ولكنه ضاغط نفسياً وبدنياً

يمكن أن يثمر تقديم الرعاية عن عدة فوائد؛ حيث يرى معظم مقدمي الرعاية أن التواجد بجانب شخص مقرب لهم في حاجة إليهم هو القيمة الأساسية وشيء مرجو تقديمه.

ولكن التبدل في الأدوار والمشاعر يكاد يكون أمرًا حتميًا، ومن الطبيعي أن تشعر أحيانا بالغضب أو الإحباط أو الإنهاك أو الوحدة أو الحزن؛ وهذا الإجهاد الذي يشعر به مقدمو الرعاية يعد أمرًا شائعًا، وهو عبارة عن ضغط عاطفي ونفسي ناتج عن عملية تقديم الرعاية.

* عوامل الخطورة للإصابة بإجهاد مقدم الرعاية

وتكون صحة الأشخاص الذين يعانون من هذا الإجهاد، عرضة للتغيير، وتتضمن عوامل الخطورة للمعاناة مما يعرف بـ "إجهاد مقدمي الرعاية" ما يلي:
  1. الإناث أكثر عرضة من الرجال.
  2. انخفاض عدد سنوات التعليم النظامي.
  3. العيش مع الشخص الذي تتم رعايته.
  4. العزلة الاجتماعية.
  5. الإصابة بالاكتئاب.
  6. الصعوبات المالية.
  7. ارتفاع عدد الساعات المنقضية في تقديم الرعاية.
  8. الافتقار إلى مهارات التكيف إلى جانب الصعوبة في حل مشكلات.
  9. الاضطرار إلى تقديم الرعاية.

* علامات إجهاد مقدمي الرعاية

عندما تكون مقدم رعاية، قد تركز بشدة على الشخص المقرب لك لدرجة أنك لا تكون مدركًا أن صحتك وعافيتك في معاناة، لذا من المهم أن تنتبه إلى العلامات التالية والتي تعني أنك وصلت إلى مرحلة الإجهاد أو ما يعرف بـ "إجهاد مقدمي الرعاية":
  1. الشعور بالقهر أو القلق المستمر.
  2. الشعور بالتعب في معظم الأوقات.
  3. النوم لفترات طويلة جدًا أو فترات قليلة جدًا.
  4. زيادة أو فقدان الوزن بشكل كبير.
  5. سرعة الهياج أو الغضب.
  6. فقدان الاهتمام بأنشطة كان يُستمتع بها سابقًا.
  7. الشعور بالحزن.
  8. نوبات متكررة من الصداع أو الألم البدني أو مشكلات بدنية أخرى.
  9. تعاطي الكحوليات أو المخدرات بما يشمل الأدوية الموصوفة من الطبيب.
قد يؤذي الإجهاد الشديد صحتك خاصة إذا طالت مدته، وباعتبارك مقدمًا للرعاية ستعاني على الأرجح من أعراض الاكتئاب أو القلق، بالإضافة إلى أنك قد لا تكون تحصل على قدر كافٍ من النوم أو النشاط البدني أو الأطعمة المتوازنة؛ وهذا بدوره يزيد من خطر حدوث مشكلات صحية مثل أمراض القلب وداء السكري.

* استراتيجيات التعامل مع إجهاد مقدمي الرعاية

إن تلبية الاحتياجات العاطفية والبدنية في إطار تقديم الرعاية يمكن أن تجهد حتى أكثر الأشخاص قدرةً على التحمل؛ ولهذا السبب من الضروري أن تستفيد من الموارد والأدوات المتعددة التي سوف تعينك على تقديم الرعاية للشخص المقرب لك، وتذكر أن عدم الاعتناء بنفسك، سوف يجعلك غير قادر على الاعتناء بأي شخص آخر، ومما يساعد على التعامل مع إجهاد مقدمي الرعاية:
  • قبول المساعدة

استعد بتحضير قائمة تشمل جميع المهام التي يمكن أن يقدمها الآخرون لمساعدتك، ودع الشخص المساعد يختار ما يود فعله، على سبيل المثال قد يكون أحد الأشخاص مستعدًا لتمشية الشخص الذي يحتاج للرعاية مرتين في الأسبوع، وقد يعرض شخص آخر شراء البقالة أو طبخ الطعام.
  • ركز على ما أنت قادر على تقديمه

من الطبيعي أن تشعر بالذنب أحيانًا؛ ولكن عليك أن تدرك أنه لا يوجد مقدم رعاية كامل، ولكنك تحتاج أن تثق في أنك تستطيع القيام بأقصى ما في إمكانك، وأنك قادر على اتخاذ أفضل القرارات التي يمكنك اتخاذها في وقت ما.
  • ضع أهدافًا واقعية

قسم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر حتى يمكنك القيام بكل خطوة على حدة في كل مرة، وحدد الأوليات وأعد قوائم بها، وضع روتينًا يوميًا، وابدأ في رفض تلبية طلبات تستنفد كل طاقتك مثل إعداد وجبات الضيافة في العطلات.
  • تواصل مع الآخرين

تعرف على مصادر تقديم الرعاية في مجتمعك؛ حيث تكون لدى العديد من المجتمعات فصول دراسية ودورات تدريبية مخصصة عن المرض الذي يعاني منه الشخص المقرب لك؛ كما قد تتوفر خدمات تقديم الرعاية مثل خدمة الانتقالات وتوصيل الوجبات.
  • انضم إلى إحدى مجموعات الدعم

قد تعينك مجموعة الدعم على الثبات وتمدك بالتشجيع، وكذلك قد تقدم لك استراتيجيات لحل المشكلات بالنسبة للمواقف الصعبة، ويكون أعضاء مجموعات الدعم متفهمين للموقف الذي تمر به؛ كما قد تكون مجموعة الدعم مصدرًا جيدًا لإنشاء صداقات نافعة.
  • اطلب الدعم الاجتماعي

اسع للبقاء على تواصل مع عائلتك وأصدقائك ممن يمكنهم تقديم الدعم العاطفي لك دون إصدار أحكام، وخصص وقتًا في كل أسبوع للتواصل حتى إن كان هذا مجرد تمشية مع صديق.
  • حدد أهدافًا صحية شخصية

على سبيل المثال، حدد هدفًا لاتباع نظام نوم صحي أو إيجاد وقت للقيام بالأنشطة البدنية في معظم أيام الأسبوع، ومن الأساسي أيضًا أن تمد جسمك بالأطعمة الصحية وكميات وفيرة من الماء.
  • اذهب إلى الطبيب

احصل على التطعيمات، واخضع للفحوصات الموُصى بها، واحرص على أن تخبر الطبيب بأنك مقدم رعاية، ولا تتردد في ذكر أي مخاوف أو أعراض تعاني منها.

* استعن بالرعاية قصيرة الأمد

ربما يكون من الصعب تخيل ترك الشخص المقرب لك في رعاية شخص آخر؛ ولكن أخذ استراحة يمكن أن يكون واحدًا من أفضل الأشياء التي يمكنك فعلها من أجل نفسك، وكذلك للشخص الذي ترعاه، ويتوفر لدى معظم المجتمعات بعض أنواع من الرعاية قصيرة الأمد ومنها:
  • الرعاية المنزلية قصيرة الأمد

يحضر مساعد الرعاية الصحية إلى منزلك لتقديم خدمات المرافقة أو التمريض أو كليهما.
  • مراكز وبرامج رعاية البالغين

تقدم بعض المراكز الرعاية لكل من كبار السن والأطفال الصغار وقد تقضي هاتان الفئتان الوقت معًا.
  • دور المسنين للرعاية قصيرة الأمد

تقبل بعض دور المسنين تقديم الرعاية للأشخاص الذين بحاجة إليها خلال فترات إقامة قصيرة أثناء ابتعاد مقدمي الرعاية.

* ماذا تفعل إذا كنت مقدم الرعاية وتعمل خارج المنزل؟

يعمل ما يقرب من 60% من مقدمي الرعاية خارج المنزل؛ فإذا كنت تعمل خارج المنزل وتشعر بالإرهاق، فضع في اعتبارك أخذ إجازة من العمل، ويمكنك أن تسأل إدارة الموارد البشرية لديك بشأن الخيارات القانونية للحصول على إجازة قصيرة مدفوعة الأجر، أو إجازة طويلة غير مدفوعة الأجر.

* لست وحدك

العديد من مقدمي الرعاية يواجهون صعوبة في طلب المساعدة، ولسوء الحظ يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى الشعور بالعزلة والإحباط وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب.

بدلاً من بذل الجهود المضنية وحدك، استفد من الموارد المحلية لمقدمي الرعاية، ويمكنك في البداية أن تتصل بهيئات رعاية المسنين في المنطقة المحلية لديك لمعرفة الخدمات المتوفرة في مجتمعك، كما يمكنك العثور على إحدى هذه الهيئات على الإنترنت أو من خلال الاتصال بدليل الهاتف المحلي.


المصادر:
Caregiver Burnout; Causes, Symptoms & Prevention
Caregiver Stress and Burnout - HelpGuide.org
Caregiver Burnout: Symptoms and Treatment - Healthline
آخر تعديل بتاريخ
28 يوليو 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.