في منتصف كانون الأول (ديسمبر)، قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن اللقاحات وحدها لن تحمينا من أوميكرون، وفي أواخر كانون الأول (ديسمبر)، قال أحد علماء الأوبئة: "علينا أن نكون واقعيين؛ لن نوقف أوميكرون".
هذه الآراء سببت ظهور منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحيي أفكاراً مشابهة لحفلات الجديري المائي، حينما يختلط غير المصابين عمداً بأشخاص مصابين، حتى إن أحد المطاعم في إيطاليا يتقاضى 150 دولاراً للحصول على نبيذ جيد مع العشاء، مع فرصة العدوى بكوفيد-19. ومع شيوع هذه الأقوال، أصبح لسان حال البعض يقول: "إذا كنا سنصاب جميعاً، فلماذا لا نصاب بالعدوى عن قصد، بدلاً من الانتظار. فهل هذه الآراء تُعَدّ صواباً؟
رأي خبراء الصحة العامة
قال خبراء الصحة العامة إنّ كل هذه الآراء خطرة، حيث قال الدكتور جريج بولاند، أستاذ الطب والأمراض المعدية في كلية الطب في Mayo Clinic في روتشستر، مينيسوتا، مؤسس ومدير مجموعة Mayo Vaccine Research Group، ورئيس تحرير مجلة اللقاح: "لا، ليس من الحتمي أن يصاب الجميع بعدوى Omicron، قد تكون هناك معدلات أعلى للإصابة ومعدلات عالية من التعرض، لكن الأفراد الذين يُلقَّحون تلقيحاً كاملاً، وتلقوا الجرعة المعززة، والذين يرتدون الأقنعة، لديهم فرصة عالية جداً لحماية أنفسهم من العدوى، لذا أعتقد أن مصدر هذه الفكرة تأتي من احتمالية إصابة الأشخاص الذين تلقوا الجرعات المعززة، ومع ذلك، تتطلب الإصابة بالعدوى سلسلة من الأحداث".وأضاف آرون جلات (دكتوراه في الطب) والمتحدث باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية ورئيس قسم الأمراض المعدية وعلماء الأوبئة بالمستشفيات في جبل سيناء جنوب ناسو في أوشنسايد، نيويورك: "أعتقد أن أوميكرون ينتشر بجنون بالتأكيد، إنه شديد العدوى وسيؤثر حتى بمن تناولوا اللقاحات المعززة، ولكن لا يمكن القول إن الكل سيصاب بالعدوى".
حتى لو بدت الحتمية صحيحة، ومع اكتظاظ وحدات العناية المركزة في جميع أنحاء البلاد والاختبارات التي يصعب العثور عليها، فهذا ليس الوقت المناسب لرفع أيدينا والقول: "الجميع سيحصلون عليها"، وقال أوماي ب غارنر (دكتوراه) ومدير علم الأحياء الدقيقة السريرية لنظام UCLA الصحي في كاليفورنيا: "هذه رسالة خاطئة"، فعندما نقول إن أوميكرون سيؤثر بنا جميعاً، فهذا يعني أننا يجب أن نتوقف عن محاولة محاربته، وهذا خطر جداً، لأن كوفيد-19 ما زال مرضاً خطراً للغاية بالنسبة إلى ضعاف المناعة، والأشخاص الذين لم يُطعَّموا، بما في ذلك مجموعة كاملة من السكان تحت سن 5 سنوات لم يُصرح لهم بلقاح كوفيد-19 حتى الآن.
 |
| هل تعمد الإصابة بأوميكرون ضار أم مفيد؟ |
توابع الإصابة بفيروس أوميكرون
وقال بولاند إن فكرة الإصابة بفيروس كورونا بشكل متعمد منطق خاطئ، حيث يفترض الناس أن الإصابة بالفيروس ستؤدي إلى المناعة الطبيعية، أو ما يعرف بالمناعة الناجمة عن المرض، ولن يكون لذلك أي عواقب سلبية، وأنه بمجرد الإصابة بالعدوى فإن المناعة ستكون طويلة الأمد.وأضاف بولاند أن هناك مشكلة أخرى تتمثل بسوء فهم ما تعنيه أكثر اعتدالاً عندما تقول إن أوميكرون أخف بشكل عام من متغير دلتا، حيث إنه إذا لم يُلقَّح الشخص أو يُطعَّم بشكل كافٍ وأصبح مصاباً بالمتحور أوميكرون، فما زال من الممكن أن يمرض هذا الشخص بشدة ويموت.
ووافق جلات على ذلك بقوله: "أنا بالتأكيد لا أوصي بأن يخرج الناس ويحاولوا الحصول على أوميكرون"، وقال: "إذا أصيب شخص ما بالعدوى وتعافى بشكل جيد، فإن ذلك سيعزز المناعة، مثل أي عدوى، ولكن هذا يعني أن عليه أن يمرض أولاً، وهذه ليست فكرة جيدة".
وأضاف بولاند أن التفكير المضلل الآخر هو تصور أن الخبراء يعرفون بالفعل كل ما يمكن معرفته عن أوميكرون، فهذا ليس صحيحاً، حيث أشارت بعض الدراسات الحديثة المنشورة حديثاً من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والتي وجدت خطراً أكبر لتشخيص مرض السكري بعد إصابة الأطفال بكوفيد-19، وغيرها من الأبحاث التي وجدت دليلاً على ارتفاع الأجسام المضادة الذاتية التي تستمر لفترة طويلة، حتى بعد عدوى خفيفة أو عدوى دون أعراض.
